شرع رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم خير الدين زطشي في حملة تعبئة واسعة وسط أعضاء الجمعية العامة، قصد تمرير مشاريع إنشاء 4 مراكز تكوين، خلال الجمعية العاصمة الاستثنائية التي ستُعقد يوم 27 أكتوبر المقبل، حيث برمج رئيس "الفاف" عدة اجتماعات مع أعضاء الجمعية لإقناعهم بضرورة التصويت لصالح هذه المشاريع، في خطوة تؤكد بما لا يدع أي مجال للشك خشيته من عدم تمريرها. يسعى رئيس "الفاف" خير الدين زطشي، منذ وصوله لرئاسة الاتحادية، لإلغاء مشروع الفندق الذي كان قد أعلن عنه سلفه محمد روراوة عام 2012، وإنشاء 4 مراكز تكوين بدلا عنه، بالرغم من أن الدراسات الخاصة بإنجاز الفندق استهلكت مبلغا يتجاوز المليون دولار كان قد منحها الاتحاد الدولي لكرة القدم كإعانة ل "الفاف" في هذا الإطار، وتسبب مشروع الفندق في جدل كبير وأزمة شديدة بين زطشي وروراوة، برزت إلى العلن خلال الجمعية العامة العادية التي انعقدت في شهر أفريل الماضي. وكان زطشي قد مر للسرعة القصوى يوم الأحد الماضي، حيث قام بزيارة إلى مدينة تلمسان قصد التعريف بالمشاريع التي بدأ فعلا في إطلاقها، واستغل الفرصة للاجتماع بأعضاء الجمعية العامة بمنطقة الغرب، على أن يجتمع غدا السبت بأعضاء الجمعية العامة لمنطقة الوسط بفندق "هوليداي إن" بالعاصمة، وسيعقد اجتماعا آخر مع أعضاء منطقة الشرق يوم 18 أكتوبر القادم لنفس الغرض. والغريب في الأمر أن زطشي بدأ فعلا في إطلاق مشاريع مراكز التكوين دون أن يستشير أعضاء الجمعية العامة مثلما تقتضيه القوانين العامة ل "الفاف"، ما قد يجعله في مأزق قد يؤدي حتى إلى رفض فكرة تعويض الفندق بمراكز التكوين، خلال انعقاد أشغال الجمعية العامة الاستثنائية، وإذا حصل ذلك فإنها ستكون ضربة موجعة أخرى لمصداقية زطشي ومكتبه الفدرالي الذي سقط في فخ التسيير الهاوي منذ تسلمه رئاسة "الفاف". ويطرح تمسُّك زطشي بفكرة إنجاز مراكز التكوين ومضيّه فيها شكوكا وتساؤلات، خاصة أن هذه المشاريع ستُنجز على عاتق خزينة الاتحادية وستستنزف أموالا طائلة تضاف إلى الأموال التي صرفتها الاتحادية على مدار عام ونصف، دون أن تتمكن من جلب ممولين جدد واكتفائها بإعانات الممول الرئيسي، بينما كانت الدولة ممثَّلةً في وزارة الشباب والرياضة قد تعهدت في 2013 ببناء مركزين على عاتقها مع تحمل نفقات تسييرهما، إضافة إلى توفر عدة مراكز تكوين جاهزة على مستوى كافة أرجاء الوطن، على غرار الباز بسطيف، وبسكرة وسيدي بلعباس وسرايدي بعنابة. ورغم أن مراكز التكوين ذات فائدة من الناحية الرياضية، إلا أنها غير مربحة ولا يمكنها أن تدر أموالا على الاتحادية، بل ستستنزف ميزانية إضافية لتسييرها، بخلاف الفندق الذي كانت الإدارة السابقة للاتحادية تنوي إنجازه، وتمت المصادقة عليه خلال كل الجمعيات العامة العادية التالية إلى غاية 2016، إذ يمكن للفندق تحصيل ما يقارب 15 مليار سنتيم سنويا، بما يجعله موردا جديدا ل "الفاف" يعود بالفائدة عليها وعلى تطوير اللعبة في البلاد.