برر مدير الرياضة بوزارة الشباب والرياضة ، المتقاعد حسين كنوش تراجع نتائج منتخباتنا في الألعاب الإفريقية الأخيرة التي جرت في الموزمبيق بعوامل غير رياضية متحدثا عن أشياء وقعت في الكواليس تخص التحكيم وأخرى لا يتحملها الرياضيون ولا مسؤولو المنتخبات،مشيرا إلى أن حصاد الجزائر جد مشرف. تقييم السيد كنوش يتطابق وما قاله الوزير نفسه قبل يومين رغم أن الأرقام تقول عكس ذلك، فلا يعقل أن نحول الفشل إلى إنجاز ونقلب الهزيمة إلى انتصار، ولا يمكن أن نصف تراجعنا من المرتبة الثالثة إلى المرتبة الخامسة بالنتيجة المشرفة، كما لا يمكن أن تكون 33 ذهبية تساوي 22 ذهبية، فهذا أمر لا يتقبله ولا يفهمه أي شخص حتى ولو كان "أميا" في الحساب. دون شك حاول مسيرو وزارة الشباب والرياضة إيجاد أعذار لتحليل أسباب هذا التراجع كي لا يضعوا أيديهم على مكمن الداء، لأن ما يقع في الكثير من الفدراليات يعد مهازل بأتم معنى الكلمة والوزارة لا تريد فتح ملفات الفدراليات لحاجة في نفس يعقوب. ومن غير المعقول كذلك أن نحمل الوزير جيار مسؤولية الفشل لأنه لم يسير بنفسه المنتخبات الوطنية لكن مصالح الوزارة تتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية في تتبع المنتخبات والفدراليات، كون التحضير للمنافسات الدولية من صلاحيات الوزارة لأن تلك المنتخبات ستدافع عن الجزائر وليس على بلد آخر. و قد يقول قائل لماذا تريد الوزارة التستر على الفشل مادامت غير مسؤولة عنه ؟... الإجابة قد تكون معقدة لأن كثيرا من الفدراليات الرياضية عندنا سيرت بالهاتف من "فوق" ورضخت لمخابر في مبنى بلوزداد و سطرت برامجها التحضيرية وفقا لأراء بعض "الخبراء " وحتى هناك رؤساء فدراليات تم وضعهم بطريقة ملتوية وبالتالي وصف هذه الفدراليات بالفشل يعني وبعلاقة متعدية وصف الوزارة ومصالحها بالفشل وهو ما لا يمكن لجيار ولا لكنوش أن يبوحا به صراحة. ولأن لا شيء يأتي عفويا، استغل مدير الرياضة فرصة تواجد الصحافة للحديث عن فوضى الاحتراف الكروي في الجزائر وحمل رئيس الفاف كامل المسؤولية لكنه لم يتحدث عن مسؤولية الوزارة في هذه الفوضى وهي التي منحت ملايير للنوادي كي تقتني حافلات ولا أحد من المسيرين قدم بطاقة رمادية تثبت بأن تلك الأموال ذهبت إلى مكانها الحقيقي مما يعني ذلك أن الوزارة شجعت هي الأخرى على تحويل المال العام من قبل مسيري النوادي، وهي صورة حية عن أعراض الداء الذي صار ينخر جسد الرياضة الجزائرية.