كشف المطرب ميلودي العايش، رئيس جمعية "القرقابو للأصالة" من مدينة ورقلة، عن أن هذا الفن توارثه عن عائلته، ولامسته أنامله لما كان عمره 12 سنة، وبعد مسيرة فنية بحكم انتماء أقاربه وشقيقه إلى الفرقة، وهو سر نجاحه في هذا الطابع الغنائي المميز، لأن أهله على دراية واسعة بميزات فن "القرقابو" الخاصة، عمل ومن معه على عصرنة الموسيقى مع الحفاظ على الموروث الغنائي للمنطقة. يقول المطرب العايش عن "القرقابو"، بأنه آلة موسيقية تساهم في الإيقاع، مع اصطحابها للطبل مع مشاركة الفنان في تقديم وصلات غنائية تليق بالمقام الصحراوي الأصيل، وله رقصة شعبية مستوحاة من التراث المحلي، معروفة في القديم "بالبنقة"، وهي كلمة محلية متداولة بين أهل الفن بمدينة ورقلة، يطلق عليها في الولايات الجزائرية اسم "القرقابو"، ويستعان بهذا اللون الفني في الأعراس والوعدات التي يحتفل بها سكان المنطقة سنويا خلال إقامة المهرجانات السياحية، منها وعدة الولي الصالح "بابا مرزوق". وفي سياق متصل، تطرق المطرب ميلودي العايش إلى تعريف "القارقابو"، مؤكدا أنه آلة حديدية تقليدية وصوتها يصدر إيقاعا يطرب الأذن، ونظرا لرواجه في منطقة ورقلة، هناك 6 فرق وجمعيات موسيقية متخصصة في هذا الطابع، تتنافس على الوصول بهذا النوع الغنائي إلى العالمية، مع تعزيز المشاركة القوية قي المهرجانات المحلية والوطنية، وقد تأسست جمعية "القرقابو للأصالة" في مدينة ورقلة سنة 2008، بعدها تم تجديد الفرقة مع إدماج بعض الأقارب وهم من فئة الشباب خلال السنة الجارية 2014، وفي هذا الشأن قال محدثنا بأنه لم يتم إدخال كل اللمسات العصرية على "القرقابو" للحفاظ على هويته وقوة إيقاعه، مع المحافظة على الأصالة والتراث الغنائي الصحراوي، ولم يغفل المتحدث عن توصيل الغناء عن طريق "القرقابو" باللباس "العروبي" والتقليدي، منه "العمامة" و«السروال العربي"، إلى جانب القميص والحذاء المصنوع من جلد البعير الذي يسمى "الرنجة". وعلى صعيد آخر، توسع الفنان الصحراوي ميلودي العايش في تعريفه للفرقة، مؤكدا أن أية مشاركة له يصاحبه فيها الضارب على آلة الدف التي تنقر بواسطة عصا مصنوعة من شجرة الصنوبر والزان أو الرمان. وعليه، فإن قائد المجموعة يغني وباقي الأعضاء يرددون الأغاني المحلية التي يغلب عليها الطابع الديني، خاصة في الأعياد الدينية، منها العاشوراء، المولد النبوي الشريف وعند إقامة الوعدات. أما عن رقصة "القرقابو"، يضيف السيد العايش، فهي تعتمد على الخفة، وهي من أصعب الرقصات في الغناء الورقلي، لأن الفرقة تقوم بتدريبات صعبة لتوفير رقص موحد ومدروس، وعن طريق حركات يؤديها قائد المجموعة، تتبعها الفرقة لأداء الرقص الموحد، بالإضافة إلى التهوال على آلة "البخارة" التي تصاحب الفرقة، تعبيرا عن نمط الحياة والبيئة الصحراوية في ورقلة. ومن أجل تأصيل هذا التراث عند الأجيال القادمة، صرح المتحدث بأنه تم مؤخرا تكوين فرق للأطفال في رقص "القرقابو" تتراوح أعمارهم بين 8 و13 سنة، إلا أن الفرقة بحاجة إلى مساعدات المادية لشراء اللباس التقليدي، إلى جانب غياب ساحة خاصة بالرقص لتطوير فن "القرقابو" عبر الأجيال القادمة.