المغرب العربي يخسر 10 ملايير دولار سنويا في غياب وحدته

مقدم يعلن عن مساع لعقد قمّة لقادة الاتحاد ويكشف:

عبّر الأمين العام لمجلس الشورى لاتحاد المغرب العربي، سعيد مقدم، أمس، عن أمله في أن تتوّج المساعي القائمة لتفعيل وتيرة البناء المغاربي والمتزامنة مع شروع الأمين العام للاتحاد في عمله بداية من شهر أوت المقبل، بإقرار عقد قمّة لمجلس الرؤساء في أقرب الآجال، مشيرا إلى أن تأخر بناء هذا المشروع الوحدوي يكلّف الدول الأعضاء سنويا خسارة مقدرة ب10 ملايير دولار. السيد مقدم أوضح في تصريح للصحافة على هامش أشغال الملتقى الدولي حول التحديات الجديدة للدبلوماسية البرلمانية الذي تم تنظيمه بالمجلس الشعبي الوطني، بأن الوضعية التي يتواجد عليها مشروع بناء الاتحاد المغاربي والتي أسماها بحالة ال"لا مغرب عربي" تفوت على الدول الخمس في الاتحاد إمكانية ربح 10 ملايير دولار تمثلها قيمة المبادلات التجارية والاقتصادية فيما بين الاتحاد وغيره من الدول والتكتلات الجهوية، معربا بالمناسبة عن أمله في أن تكلل المساعي الجارية حاليا على مستوى مؤسسات الاتحاد من أجل عقد قمّة تجمع قادة دول المنطقة في اقرب الآجال.
في سياق متصل أكد الأمين العام لمجلس الشورى المغاربي، وجود تنسيق أمني بين دول اتحاد المغرب العربي، مستدلا بانعقاد اجتماعين هامين لوزراء الداخلية ووزراء الشؤون الخارجية خلال الشهر الماضي والشهر الجاري، حيث تم خلال الاجتماعين حسبه تأكيد الحرص على ضرورة بذل مزيد من التعاون والتنسيق بين دول المنطقة "ليس فقط في القضايا الأمنية وإنما في كافة المجالات". وذكر المتحدث في هذا الصدد بأن الدول المغاربية تعاني من العديد من المشاكل أهمها الأمن الغذائي وتفاقم انتشار الجماعات الإرهابية إلى جانب الهجرة غير الشرعية والاتجار بالأشخاص. وحول مدى تأثير وضعية الحدود المغلقة بين الجزائر والمغرب على تفعيل المساعي القائمة لبعث الاتحاد، أوضح السيد مقدم، أن من بين الأهداف التي يقوم عليها بناء اتحاد المغرب ضمان حرية تنقل الأفراد والبضائع والتملك، وأشار إلى أن الحرص على تكريس هذا المبدأ يدفع بالضرورة إلى إنهاء الخلاف حول الحدود.
ولفت المتحدث في نفس الصدد إلى أن فتح الحدود يعد قضية ثنائية بين الجزائر والمغرب، يمكن التوصل إلى حلّها في أي وقت، مذكّرا بأن البلدين بادرا إلى إلغاء العمل بالتأشيرة كخطوة أولى في مسار حل مرتقب بين الطرفين. وأوضح مقدم قائلا "تطلعنا أولا هو عقد قمّة مغاربية تجمع كافة رؤساء الدول المغاربية لإعادة رسم معالم التكتل المغاربي لمواجهة التكتلات العالمية من جهة، وإعطاء البعد الاقتصادي والتجاري حقه من جهة ثانية، لا سيما بعد تنصيب بنك التجارة والاستثمار لدول المغرب العربي بتونس مؤخرا"، كما أشار إلى أن عدد من الدول المغاربية اقترحت احتضان هذه القمّة المرتقبة والتي تتزامن المساعي القائمة حولها مع قرب استلام الأمين العام الجديد للاتحاد الطيب بكوش، لمهامه رسميا في أوت المقبل، وكذا تنفيذ برنامج الاجتماعات المسطرة في إطار مساعي التحضير للقمّة، مبرزا في نفس السياق حاجة الاتحاد لإعادة النظر في ميثاقه وهياكله، من أجل تحيينها ومطابقتها للتطورات التي يشهدها العالم والمنطقة بصفة خاصة.