أشرف فريق طبي جزائري -فرنسي أمس، بمستشفى العظام ببن عكنون، على إجراء 08 عمليات جراحية دقيقة لفائدة أطفال من مختلف أنحاء الوطن عانوا منذ الولادة من شلل على مستوى أطرافهم العليا، ويواصل الفريق اليوم الأحد إجراء 07 عمليات أخرى، ليكون عدد العمليات المبرمجة 15 عملية حسب توضيح البروفسور عبد الرحمان بن بوزيد، الذي أكد برمجة عمليات جراحية مماثلة شهر سبتمبر المقبل تحت إشراف ذات الفريق. البروفيسور عبد الرحمن بن بوزيد، رئيس مصلحة جراحة العظام بمستشفى بن عكنون صرح ل«المساء" أن المستشفى بادر منذ سنوات إلى جلب مختصين في جراحة العظام والأعصاب من فرنسا ويتعلق الأمر بالبروفيسور ألان جيلبار، من معهد اليد بباريس، الذي أشرف أمس، واليوم رفقة طاقم طبي جراحي جزائري متعدد الاختصاصات على 15 عملية جراحية دقيقة تتعلق بشلل الفقيرة العضدية الولادي لأطفال تتراوح أعمارهم ما بين صفر إلى 13 سنة. وأوضح المختص أنه تم يوم الجمعة الفارط، معاينة 90 طفلا من مختلف مناطق الوطن ممن يعانون شللا على مستوى الأعضاء العليا، وتم على إثرها انتقاء 15 طفلا للخضوع لعمليات جراحية حساسة وجدّ دقيقة، يتم خلالها زرع أعصاب على مستوى الكتف لهؤلاء المرضى لتمكينهم من استعادة حركة اليد. مشيرا إلى أن بقية الأطفال سيخضعون لنفس العمليات الجراحية شهر سبتمبر المقبل. إلى ذلك أكد المختص أن الفريق الطبي - الجراحي الجزائري سيجري عمليات جراحية أخرى بين هذين الموعدين (أي بين جوان وسبتمبر)، ولفت أن التعاون الجزائري الفرنسي يدخل في إطار التكوين المتواصل للأطباء والجراحين الجزائريين. من جهة أخرى، أوضح البروفيسور بن بوزيد، أن تعاونا آخر قبيل سنوات كان مع طبيب من الولاياتالمتحدة، ساهم من جهته وبصفة تطوعية على إجراء عمليات دقيقة تخص تشوّه الأعضاء العليا لدى أطفال، وقال إن هذا الطبيب الأمريكي كان قد أهدى أعصاب كتف تم زراعتها لأطفال مصابين بشلل في الأعضاء العليا، واعتبر أن التبرع من الموتى من أحسن الطرق الكفيلة بتوفير أعصاب يتم زرعها للأطفال المرضى عوض نزع عصب من الأطراف السفلى وبالتالي تفادي كل المضاعفات المنجرة عن ذلك. مبديا أسفه الشديد لتأخر التبرع بالأعضاء بعد الوفاة. نشير إلى أن مثل هذه العمليات التي يحتضنها مستشفى بن عكنون منذ عام 2005، سمحت بتوفير تكوين للأطباء المختصين في جراحة العظام بالجزائر، وبالتالي تقليل عدد المرضى الذين يتم نقلهم إلى الخارج للخضوع لنفس النوع من الجراحة، يوضح البروفيسور بن بوزيد، مؤكدا أن إتمام هذه العمليات يتم بصفة تطوّعية من قبل الفريق الطبي الأجنبي. وكانت "المساء" قد تحدثت إلى أولياء بعض الأطفال الذين كانوا أمس، بغرفة العمليات الجراحية، وكلها حالات تتعلق بأطفال أعمارهم أقل من 3 سنوات ولدوا بتشوّهات خلقية في الأعضاء العليا لاسيما الكتف، وإن كانت حالات القلق والتوتر بادية على الأولياء إلا أنّهم أبدوا استحسانهم لإجراء عمليات دقيقة مماثلة في أرض الوطن وبكفاءات جزائرية.