وفد صحراوي في ستوكهولم لفضح جرائم الاحتلال المغربي بالصحراء الغربية    محمد الصديق آيت مسعودان يستلم مهامه كوزير للصحة    القمة العربية الإسلامية الطارئة: الوقوف "صفا واحدا" إلى جانب دولة قطر في مواجهة العدوان الصهيوني    العاب القوى مونديال-2025: سجاتي وتريكي آخر آمال التمثيل الجزائري للتألق    عجال يتسلم مهامه على رأس وزارة الطاقة والطاقات المتجددة : ضمان الأمن الطاقوي وتطوير المشاريع الكبرى من أبرز التحديات    آمال عبد اللطيف تتسلم مهامها كوزيرة للقطاع : "التجارة الداخلية وضبط السوق الوطنية رافعة للاستقرار الاجتماعي"    ناصري وبوغالي يترأسان اجتماعا لضبط جدول الأعمال : إيداع 18 مشروع قانون لدى مكتبي المجلس الشعبي الوطني ومجلس الأمة    وزير الأشغال العمومية والمنشآت القاعدية:"سنرفع التحدي لتحقيق الأهداف المنشودة"    العدوان الإسرائيلي على الدوحة : اجتماع طارئ مجلس حقوق الإنسان اليوم    القمة العربية الإسلامية الطارئة:الجزائر تُدعم قطر في صون سيادتها    تكثيف عمليات الإبادة في المدينة..استشهاد 25 فلسطينيا في عدوان إسرائيلي على غزة    حول الوقود المستدام والهيدروجين..الجزائر تشارك في اجتماعين وزاريين بأوساكا اليابانية    اليوم الوطني للإمام: نشاطات متنوعة مع إبراز دور الإمام في المجتمع بولايات شرق البلاد    باتنة : التأكيد على تكثيف الأبحاث والحفريات حول تطور التعمير البشري بالأوراس    انعقاد اجتماع ثلاثي جزائري-تونسي-ليبي قبيل افتتاح أشغال القمة العربية الإسلامية الطارئة بالدوحة    إعادة فتح العيادة المتخصصة في أمراض الأنف والأذن والحنجرة بباتنة بعد تهيئتها وتجهيزها بتقنيات حديثة    افتتاح الدورة البرلمانية: المجلس الشعبي الوطني سيواصل مهامه بنفس العزيمة والإصرار    تيسمسيلت : استلام أربعة مراكز جوارية لتخزين الحبوب قبل نهاية 2025    بومرداس: إنطلاق الطبعة 27 للأسبوع الوطني للقرآن الكريم    قفزة ب300% في تموين المستشفيات بالأدوية المحلية تعزز الأمن الصحي بالجزائر    تنظيم الطبعة ال7 للصالون الدولي للواجهات والنوافذ والأبواب من 20 إلى 23 سبتمبر بالعاصمة    الرابطة الأولى المحترفة "موبيليس": م.الجزائر-م.وهران صراع من أجل التأكيد    بطولة إفريقيا للكرة الطائرة (أقل من 20 سنة): المنتخب الوطني ينهزم أمام أوغندا (3-1)    افتتاح الدورة البرلمانية العادية    عشرات المستوطنين الصهاينة يقتحمون المسجد الأقصى    اختتام فعاليات مخيم الشباب لذوي الاحتياجات الخاصة    أسبوع وطني للصحة المدرسية    رونالدو الأوّل ورام يتفوق على ميسي    مطار الجزائر يستعين بالذكاء الاصطناعي    خفض التصنيف الائتماني لفرنسا    تكريم جزائري لسلوم حدّاد    تفكيك شبكة إجرامية وحجز 5623 كبسولة    رئيس الجمهورية يعين أعضاء الحكومة الجديدة    توقيف ثلاثيني بعد ظهوره في فيديو    بوغالي يرحّب باعتماد إعلان نيويورك حول حلّ الدولتين    الجزائر ملتزمة بترقية الديمقراطية وحقوق المرأة    مخطط خاص لتأمين الإقامات الجامعية    خارطة طريق للتعاون والتطوير المنجمي    الصيدلة الاقتصادية أداة استراتيجية لمرافقة السياسات الصحية    تعليمات للتكفّل الأمثل بانشغالات الصيادلة الخواص    فان بيرسي يدافع عن أنيس حاج موسى ويتهم التحكيم    يوسف بلايلي يثير أزمة جديدة في تونس    69 مليارا مستحقات "سونلغاز"    إعداد ملف لإدراج المالوف ضمن قائمة التراث العالمي    ملتقى وطني عن آثاره وإنجازاته الرائدة في نوفمبر القادم    أدب السجون.. وثيقة تاريخية وأخلاقية بأبعاد كونية    المالوف من المدرسة إلى العالمية : الطبعة ال13 للمهرجان الثقافي الدولي للمالوف من 20 إلى 24 سبتمبر    ضيوف إمدغاسن يكتشفون جمال جبال الشلعلع    وجهة سياحية ساحرة تستقطب عشاق المغامرة    إصابة عمورة تُهدد جاهزيته لمباراتي الصومال وأوغندا    من أسماء الله الحسنى (المَلِك)    }يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ {    المولودية تعود بالفوز    الديوان الوطني للحج والعمرة يحذر من صفحات مضللة على مواقع التواصل    الديوان الوطني للحج و العمرة : تحذير من صفحات إلكترونية تروج لأخبار مضللة و خدمات وهمية    نحو توفير عوامل التغيير الاجتماعي والحضاري    سجود الشُكْر في السيرة النبوية الشريفة    هذه دعوة النبي الكريم لأمته في كل صلاة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العلاقات الاقتصادية بين التميز والتردد
نشر في المساء يوم 01 - 12 - 2007

تبدو العلاقات الاقتصادية بين الجزائر وفرنسا كالعمود الثابت الصامد امام كل الهزات التي قد تسببها العواصف السياسية بين الحين والاخر... فهي من دون شك الثابت الوحيد في المعادلة المعقدة للعلاقات الثنائية بين البلدين... وهي كذلك الشجرة التي استطاعت ان تغطي غابة الاختلافات ... ولعلها ايضا عصا التوازن التي تسمح بالمرور من الضفة الى الاخرى في الاتجاهين
ويجمع كل الملاحظين على اهمية العلاقات الاقتصادية بين الجزائر وباريس باعتبارها امر مسلم به، وهو ما تؤكده الارقام المعلن عنها كل سنة حول التجارة الخارجية للجزائر، وتلك الخاصة بتواجد الشركات الفرنسية · ولذلك لم يكن غريبا ان يتم الاعلان اول امس بباريس عن توقيع عقود بين شركات جزائرية وفرنسية بقيمة تصل الى 5 ملايير دولار خلال الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الفرنسي للجزائر بين 3 و5 ديسمبر الجاري·
وهو الاعلان الذي أوحى بأن الجانب الاقتصادي سيطغى على المباحثات بين الطرفين لاسيما وان الرئيس نيكولا ساركوزي سينتقل الى الجزائر رفقة عدد هام من رجال الاعمال وسيحضر اشغال اللقاء الذي ينظمه منتدى رؤساء المؤسسات الجزائرية وحركة المؤسسات الفرنسية "ميداف"·
وهو ما أكده مستشار بالاليزي عندما قال في ندوة صحفية عقدها عشية الزيارة أن "الأمور تسير على ما يرام وأن التحضير لهذه الزيارة يتم في أحسن الظروف"، مشيرا الى انها تقوم على ثلاثة محاور هي "التكوين والإستثمار والمبادلات" ··· ثلاثية اقتصادية بدون شك ستدعمها "اتفاقية الشراكة" التي أعلن المصدر عن توقيعها خلال الزيارة، موضحا أنها" وثيقة شاملة ستكون بمثابة معاهدة صداقة مبسطة على مدى 10 سنوات"· وأضاف أن هذه الوثيقة التي ينظر إليها ك"شراكة متميزة"، جاءت لتوسع الاتفاقية الثقافية والعلمية والتقنية التي توشك على نهايتها لتشمل مجالات اخرى منها "الاقتصاد"·
وحسب الرئاسة الفرنسية فإن وجود 150 مقاولا فرنسيا ضمن الوفد المرافق للسيد ساركوزي "دليل على هذه النية في إعطاء دفع جديد للاستثمارات الفرنسية بالجزائر"، باعتبار أن باريس تأمل في توقيع عقود تستهدف الاستثمار في قطاعات مختلفة تبقى اهمها الطاقة والبتروكيمياء والنقل·
وحسب ارقام مصالح الجمارك الجزائرية تظل فرنسا الممون الاول للجزائر بنسبة تقارب ال20 بالمائة من اجمالي ما استوردته الجزائر في الثلاثي الاول للسنة الجارية· وقدرت بعض الاوساط حجم المبادلات التجارية بين الجزئر وفرنسا بأكثر من 8 ملايير أورو في 2006·
وتحتل فرنسا صدارة مموني الجزائر منذ سنوات رغم أن الجزائر اتجهت في الاعوام الاخيرة الى تنويع شركائها الاقتصاديين داخل المنطقة الاوروبية وخارجها· وتصل واردات الجزائر من فرنسا سنويا الى حوالي 4 ملايير اورو استنادا الى احصائيات 2006 · واغلب هذه الواردات مصدرها المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفرنسية التي تستغل تفضيل الجزائريين للمنتج الفرنسي من اجل رفع حجم مبيعاتها نحو الجزائر لاسيما في السنوات الاخيرة التي شهدت طلبا كبيرا على التجهيزات تزامنا مع تطبيق المخططات التنموية التي خصص لها اكثر من 150 مليار دولار·
وفضلا عن تصدير منتجاتها فإن اكثر من 250 شركة فرنسية لها فروع في الجزائر توفر اكثر من 20 ألف منصب عمل مباشر وقرابة 100الف منصب عمل غير مباشر في قطاعات مختلفة منها الصيدلة والسيارات والطاقة والبنوك···
بالمقابل تعد الجزائر ثالث ممون لفرنسا بالمحروقات لا سيما الغاز وذلك بعد النرويج وهولندا لكن متقدمة روسيا· وقدر حجم صادرات الجزائر نحو فرنسا بقرابة 4 ملايير اورو في 2006·
إلا أن كل هذه الارقام بما تعكسه من قوة في العلاقة الاقتصادية بين الجزائر وفرنسا تبقى بعيدة عن تجسيد ذلك "الرابط" المميز بين البلدين·
فالفرنسيون انفسهم يعترفون في كل مرة ان تواجدهم في الجزائر لا يعكس العلاقة الخاصة مع الجزائر··· ولعل خصوصية العلاقة هي التي جعلت الشركات الفرنسية تعتقد أن الامور محسومة لها لولا التغيرات التي عرفتها الجزائر في السنوات الماضية بعد قرار السلطات باللجوء الى تنويع شركائها الاقتصاديين حتى لاتقع في مصيدة ذلك الارتباط الوثيق بالشريك الفرنسي الذي كلفها غاليا في سنوات الجمر حينما فرض عليها حصار غير معلن·
وأدركت السلطات والشركات الفرنسية هذا الواقع مؤخرا مما جعل اكبر المسؤولين يدعون مؤسسات بلدهم الى الابتعاد عن التردد واقتحام السوق الجزائرية التي اصبحت محط جذب لمستثمرين من جنسيات مختلفة لاسيما العرب إضافة الى الصينيين والامريكيين·
فالاستثمارات الفرنسية بالجزائر التي تقدرها بعض الاطراف ب2.1 مليار دولار، أغلبها في مجال المحروقات لا ترضي الطرفان معا، ورغم ان الفرنسيين يبررون ترددهم بالعراقيل البيروقراطية ومشكل العقار وعدم ملاءمة محيط الاعمال وهي مشاكل واقعية يعاني منها حتى المستثمرون الجزائريون، فإنهم أدركوا أن هذا الوضع لم يمنع مؤسسات من بلدان أخرى من جلب رؤوس أموالها والاستقرار بالجزائر·
من جانبه يعتبر الطرف الجزائري أن تبرير غياب الفرنسيين بالعراقيل البيروقراطية لا يعد إلا مراوغة من المؤسسات الفرنسية التي تفضل الطريق الاسهل لأنها تضمن بيع منتجاتها اما بالتصدير او عن طريق فتح فروع تجارية لها بالجزائر مثلما هو الحال بالنسبة لوكلاء السيارات الفرنسية·
وكانت الحكومة الجزائرية قد دعت نظيرتها الفرنسية للتدخل لدى رجال اعمالها من اجل حثهم على الاستثمار المباشر في الجزائر وهو ماتم التركيز عليه في 2006 خلال الاجتماع الأول من نوعه للجنة الثنائية للشراكة والتنمية بالجزائر والتي مكن انعقادها من توقيع مذكرة للشراكة الاقتصادية والمالية·
وحددت كلا من الجزائر وفرنسا ثلاثة فروع صناعية عبر الجانب الفرنسي عن اهتمامه بالاستثمار فيها هي السيارات والصناعات الغذائية والصناعات الصيدلانية إما عن طريق الشراكة او تحويل التكنولوجيا او تحويل نشاط شركات فرنسية نحو الجزائر·
إلا أن الاجتماعات والزيارات المتبادلة بين الجزائر وباريس وبعيدا عن الديناميكية التي يريد الطرفان التأكيد عليها مازالت لم تؤت ثمارها، والدليل أن الشركات الفرنسية لازالت تفضل تونس والمغرب لتحويل نشاطاتها· ومن هذا المنظور يرتقب أن تفصل زيارة الرئيس ساركوزي في مدى توفر الإرادة لتجسيد تعاون مميز على المستوى الاقتصادي بما يخدم مصلحة الطرفين معا كما تلح عليه الجزائر·
ويجمع كل الملاحظين على اهمية العلاقات الاقتصادية بين الجزائر وباريس باعتبارها امر مسلم به، وهو ما تؤكده الارقام المعلن عنها كل سنة حول التجارة الخارجية للجزائر، وتلك الخاصة بتواجد الشركات الفرنسية · ولذلك لم يكن غريبا ان يتم الاعلان اول امس بباريس عن توقيع عقود بين شركات جزائرية وفرنسية بقيمة تصل الى 5 ملايير دولار خلال الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الفرنسي للجزائر بين 3 و5 ديسمبر الجاري·
وهو الاعلان الذي أوحى بأن الجانب الاقتصادي سيطغى على المباحثات بين الطرفين لاسيما وان الرئيس نيكولا ساركوزي سينتقل الى الجزائر رفقة عدد هام من رجال الاعمال وسيحضر اشغال اللقاء الذي ينظمه منتدى رؤساء المؤسسات الجزائرية وحركة المؤسسات الفرنسية "ميداف"·
وهو ما أكده مستشار بالاليزي عندما قال في ندوة صحفية عقدها عشية الزيارة أن "الأمور تسير على ما يرام وأن التحضير لهذه الزيارة يتم في أحسن الظروف"، مشيرا الى انها تقوم على ثلاثة محاور هي "التكوين والإستثمار والمبادلات" ··· ثلاثية اقتصادية بدون شك ستدعمها "اتفاقية الشراكة" التي أعلن المصدر عن توقيعها خلال الزيارة، موضحا أنها" وثيقة شاملة ستكون بمثابة معاهدة صداقة مبسطة على مدى 10 سنوات"· وأضاف أن هذه الوثيقة التي ينظر إليها ك"شراكة متميزة"، جاءت لتوسع الاتفاقية الثقافية والعلمية والتقنية التي توشك على نهايتها لتشمل مجالات اخرى منها "الاقتصاد"·
وحسب الرئاسة الفرنسية فإن وجود 150 مقاولا فرنسيا ضمن الوفد المرافق للسيد ساركوزي "دليل على هذه النية في إعطاء دفع جديد للاستثمارات الفرنسية بالجزائر"، باعتبار أن باريس تأمل في توقيع عقود تستهدف الاستثمار في قطاعات مختلفة تبقى اهمها الطاقة والبتروكيمياء والنقل·
وحسب ارقام مصالح الجمارك الجزائرية تظل فرنسا الممون الاول للجزائر بنسبة تقارب ال20 بالمائة من اجمالي ما استوردته الجزائر في الثلاثي الاول للسنة الجارية· وقدرت بعض الاوساط حجم المبادلات التجارية بين الجزئر وفرنسا بأكثر من 8 ملايير أورو في 2006·
وتحتل فرنسا صدارة مموني الجزائر منذ سنوات رغم أن الجزائر اتجهت في الاعوام الاخيرة الى تنويع شركائها الاقتصاديين داخل المنطقة الاوروبية وخارجها· وتصل واردات الجزائر من فرنسا سنويا الى حوالي 4 ملايير اورو استنادا الى احصائيات 2006 · واغلب هذه الواردات مصدرها المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفرنسية التي تستغل تفضيل الجزائريين للمنتج الفرنسي من اجل رفع حجم مبيعاتها نحو الجزائر لاسيما في السنوات الاخيرة التي شهدت طلبا كبيرا على التجهيزات تزامنا مع تطبيق المخططات التنموية التي خصص لها اكثر من 150 مليار دولار·
وفضلا عن تصدير منتجاتها فإن اكثر من 250 شركة فرنسية لها فروع في الجزائر توفر اكثر من 20 ألف منصب عمل مباشر وقرابة 100الف منصب عمل غير مباشر في قطاعات مختلفة منها الصيدلة والسيارات والطاقة والبنوك···
بالمقابل تعد الجزائر ثالث ممون لفرنسا بالمحروقات لا سيما الغاز وذلك بعد النرويج وهولندا لكن متقدمة روسيا· وقدر حجم صادرات الجزائر نحو فرنسا بقرابة 4 ملايير اورو في 2006·
إلا أن كل هذه الارقام بما تعكسه من قوة في العلاقة الاقتصادية بين الجزائر وفرنسا تبقى بعيدة عن تجسيد ذلك "الرابط" المميز بين البلدين·
فالفرنسيون انفسهم يعترفون في كل مرة ان تواجدهم في الجزائر لا يعكس العلاقة الخاصة مع الجزائر··· ولعل خصوصية العلاقة هي التي جعلت الشركات الفرنسية تعتقد أن الامور محسومة لها لولا التغيرات التي عرفتها الجزائر في السنوات الماضية بعد قرار السلطات باللجوء الى تنويع شركائها الاقتصاديين حتى لاتقع في مصيدة ذلك الارتباط الوثيق بالشريك الفرنسي الذي كلفها غاليا في سنوات الجمر حينما فرض عليها حصار غير معلن·
وأدركت السلطات والشركات الفرنسية هذا الواقع مؤخرا مما جعل اكبر المسؤولين يدعون مؤسسات بلدهم الى الابتعاد عن التردد واقتحام السوق الجزائرية التي اصبحت محط جذب لمستثمرين من جنسيات مختلفة لاسيما العرب إضافة الى الصينيين والامريكيين·
فالاستثمارات الفرنسية بالجزائر التي تقدرها بعض الاطراف ب2.1 مليار دولار، أغلبها في مجال المحروقات لا ترضي الطرفان معا، ورغم ان الفرنسيين يبررون ترددهم بالعراقيل البيروقراطية ومشكل العقار وعدم ملاءمة محيط الاعمال وهي مشاكل واقعية يعاني منها حتى المستثمرون الجزائريون، فإنهم أدركوا أن هذا الوضع لم يمنع مؤسسات من بلدان أخرى من جلب رؤوس أموالها والاستقرار بالجزائر·
من جانبه يعتبر الطرف الجزائري أن تبرير غياب الفرنسيين بالعراقيل البيروقراطية لا يعد إلا مراوغة من المؤسسات الفرنسية التي تفضل الطريق الاسهل لأنها تضمن بيع منتجاتها اما بالتصدير او عن طريق فتح فروع تجارية لها بالجزائر مثلما هو الحال بالنسبة لوكلاء السيارات الفرنسية·
وكانت الحكومة الجزائرية قد دعت نظيرتها الفرنسية للتدخل لدى رجال اعمالها من اجل حثهم على الاستثمار المباشر في الجزائر وهو ماتم التركيز عليه في 2006 خلال الاجتماع الأول من نوعه للجنة الثنائية للشراكة والتنمية بالجزائر والتي مكن انعقادها من توقيع مذكرة للشراكة الاقتصادية والمالية·
وحددت كلا من الجزائر وفرنسا ثلاثة فروع صناعية عبر الجانب الفرنسي عن اهتمامه بالاستثمار فيها هي السيارات والصناعات الغذائية والصناعات الصيدلانية إما عن طريق الشراكة او تحويل التكنولوجيا او تحويل نشاط شركات فرنسية نحو الجزائر·
إلا أن الاجتماعات والزيارات المتبادلة بين الجزائر وباريس وبعيدا عن الديناميكية التي يريد الطرفان التأكيد عليها مازالت لم تؤت ثمارها، والدليل أن الشركات الفرنسية لازالت تفضل تونس والمغرب لتحويل نشاطاتها· ومن هذا المنظور يرتقب أن تفصل زيارة الرئيس ساركوزي في مدى توفر الإرادة لتجسيد تعاون مميز على المستوى الاقتصادي بما يخدم مصلحة الطرفين معا كما تلح عليه الجزائر·
ويجمع كل الملاحظين على اهمية العلاقات الاقتصادية بين الجزائر وباريس باعتبارها امر مسلم به، وهو ما تؤكده الارقام المعلن عنها كل سنة حول التجارة الخارجية للجزائر، وتلك الخاصة بتواجد الشركات الفرنسية · ولذلك لم يكن غريبا ان يتم الاعلان اول امس بباريس عن توقيع عقود بين شركات جزائرية وفرنسية بقيمة تصل الى 5 ملايير دولار خلال الزيارة التي سيقوم بها الرئيس الفرنسي للجزائر بين 3 و5 ديسمبر الجاري·
وهو الاعلان الذي أوحى بأن الجانب الاقتصادي سيطغى على المباحثات بين الطرفين لاسيما وان الرئيس نيكولا ساركوزي سينتقل الى الجزائر رفقة عدد هام من رجال الاعمال وسيحضر اشغال اللقاء الذي ينظمه منتدى رؤساء المؤسسات الجزائرية وحركة المؤسسات الفرنسية "ميداف"·
وهو ما أكده مستشار بالاليزي عندما قال في ندوة صحفية عقدها عشية الزيارة أن "الأمور تسير على ما يرام وأن التحضير لهذه الزيارة يتم في أحسن الظروف"، مشيرا الى انها تقوم على ثلاثة محاور هي "التكوين والإستثمار والمبادلات" ··· ثلاثية اقتصادية بدون شك ستدعمها "اتفاقية الشراكة" التي أعلن المصدر عن توقيعها خلال الزيارة، موضحا أنها" وثيقة شاملة ستكون بمثابة معاهدة صداقة مبسطة على مدى 10 سنوات"· وأضاف أن هذه الوثيقة التي ينظر إليها ك"شراكة متميزة"، جاءت لتوسع الاتفاقية الثقافية والعلمية والتقنية التي توشك على نهايتها لتشمل مجالات اخرى منها "الاقتصاد"·
وحسب الرئاسة الفرنسية فإن وجود 150 مقاولا فرنسيا ضمن الوفد المرافق للسيد ساركوزي "دليل على هذه النية في إعطاء دفع جديد للاستثمارات الفرنسية بالجزائر"، باعتبار أن باريس تأمل في توقيع عقود تستهدف الاستثمار في قطاعات مختلفة تبقى اهمها الطاقة والبتروكيمياء والنقل·
وحسب ارقام مصالح الجمارك الجزائرية تظل فرنسا الممون الاول للجزائر بنسبة تقارب ال20 بالمائة من اجمالي ما استوردته الجزائر في الثلاثي الاول للسنة الجارية· وقدرت بعض الاوساط حجم المبادلات التجارية بين الجزئر وفرنسا بأكثر من 8 ملايير أورو في 2006·
وتحتل فرنسا صدارة مموني الجزائر منذ سنوات رغم أن الجزائر اتجهت في الاعوام الاخيرة الى تنويع شركائها الاقتصاديين داخل المنطقة الاوروبية وخارجها· وتصل واردات الجزائر من فرنسا سنويا الى حوالي 4 ملايير اورو استنادا الى احصائيات 2006 · واغلب هذه الواردات مصدرها المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الفرنسية التي تستغل تفضيل الجزائريين للمنتج الفرنسي من اجل رفع حجم مبيعاتها نحو الجزائر لاسيما في السنوات الاخيرة التي شهدت طلبا كبيرا على التجهيزات تزامنا مع تطبيق المخططات التنموية التي خصص لها اكثر من 150 مليار دولار·
وفضلا عن تصدير منتجاتها فإن اكثر من 250 شركة فرنسية لها فروع في الجزائر توفر اكثر من 20 ألف منصب عمل مباشر وقرابة 100الف منصب عمل غير مباشر في قطاعات مختلفة منها الصيدلة والسيارات والطاقة والبنوك···
بالمقابل تعد الجزائر ثالث ممون لفرنسا بالمحروقات لا سيما الغاز وذلك بعد النرويج وهولندا لكن متقدمة روسيا· وقدر حجم صادرات الجزائر نحو فرنسا بقرابة 4 ملايير اورو في 2006·
إلا أن كل هذه الارقام بما تعكسه من قوة في العلاقة الاقتصادية بين الجزائر وفرنسا تبقى بعيدة عن تجسيد ذلك "الرابط" المميز بين البلدين·
فالفرنسيون انفسهم يعترفون في كل مرة ان تواجدهم في الجزائر لا يعكس العلاقة الخاصة مع الجزائر··· ولعل خصوصية العلاقة هي التي جعلت الشركات الفرنسية تعتقد أن الامور محسومة لها لولا التغيرات التي عرفتها الجزائر في السنوات الماضية بعد قرار السلطات باللجوء الى تنويع شركائها الاقتصاديين حتى لاتقع في مصيدة ذلك الارتباط الوثيق بالشريك الفرنسي الذي كلفها غاليا في سنوات الجمر حينما فرض عليها حصار غير معلن·
وأدركت السلطات والشركات الفرنسية هذا الواقع مؤخرا مما جعل اكبر المسؤولين يدعون مؤسسات بلدهم الى الابتعاد عن التردد واقتحام السوق الجزائرية التي اصبحت محط جذب لمستثمرين من جنسيات مختلفة لاسيما العرب إضافة الى الصينيين والامريكيين·
فالاستثمارات الفرنسية بالجزائر التي تقدرها بعض الاطراف ب2.1 مليار دولار، أغلبها في مجال المحروقات لا ترضي الطرفان معا، ورغم ان الفرنسيين يبررون ترددهم بالعراقيل البيروقراطية ومشكل العقار وعدم ملاءمة محيط الاعمال وهي مشاكل واقعية يعاني منها حتى المستثمرون الجزائريون، فإنهم أدركوا أن هذا الوضع لم يمنع مؤسسات من بلدان أخرى من جلب رؤوس أموالها والاستقرار بالجزائر·
من جانبه يعتبر الطرف الجزائري أن تبرير غياب الفرنسيين بالعراقيل البيروقراطية لا يعد إلا مراوغة من المؤسسات الفرنسية التي تفضل الطريق الاسهل لأنها تضمن بيع منتجاتها اما بالتصدير او عن طريق فتح فروع تجارية لها بالجزائر مثلما هو الحال بالنسبة لوكلاء السيارات الفرنسية·
وكانت الحكومة الجزائرية قد دعت نظيرتها الفرنسية للتدخل لدى رجال اعمالها من اجل حثهم على الاستثمار المباشر في الجزائر وهو ماتم التركيز عليه في 2006 خلال الاجتماع الأول من نوعه للجنة الثنائية للشراكة والتنمية بالجزائر والتي مكن انعقادها من توقيع مذكرة للشراكة الاقتصادية والمالية·
وحددت كلا من الجزائر وفرنسا ثلاثة فروع صناعية عبر الجانب الفرنسي عن اهتمامه بالاستثمار فيها هي السيارات والصناعات الغذائية والصناعات الصيدلانية إما عن طريق الشراكة او تحويل التكنولوجيا او تحويل نشاط شركات فرنسية نحو الجزائر·
إلا أن الاجتماعات والزيارات المتبادلة بين الجزائر وباريس وبعيدا عن الديناميكية التي يريد الطرفان التأكيد عليها مازالت لم تؤت ثمارها، والدليل أن الشركات الفرنسية لازالت تفضل تونس والمغرب لتحويل نشاطاتها· ومن هذا المنظور يرتقب أن تفصل زيارة الرئيس ساركوزي في مدى توفر الإرادة لتجسيد تعاون مميز على المستوى الاقتصادي بما يخدم مصلحة الطرفين معا كما تلح عليه الجزائر·


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.