تجارة: زيتوني يشدد على ضرورة إستكمال التحول الرقمي للقطاع في الآجال المحددة    العدوان الصهيوني على غزة: الأرقام بشأن إستشهاد أكثر من 12 ألف طفل "أقل من الواقع"    كرة اليد/كأس إفريقيا للأندية (وهران-2024): الأندية الجزائرية تعول على مشوار مشرف أمام أقوى فرق القارة    الأكاديمية الجزائرية للعلوم والتكنولوجيات تنظم ندوة علمية حول إستراتيجية إدارة مخاطر الكوارث    مشروع محيط السقي بالإعتماد على المياه المستعملة بتبسة "خطوة عملية لتجسيد الإستراتيجية الوطنية في القطاع"    قسنطينة: التوقيع على إتفاقية للتبادل العلمي بين جامعة الأمير عبد القادر والمجلس الأعلى للغة العربية    68 رحلة جوية داخلية هذا الصيف    عطّاف يؤكّد ضرورة اعتماد مقاربة جماعية    الجزائر ترافع لعضوية فلسطين بالأمم المتحدة    صفقة مشبوهة تطيح بثلاثة متّهمين    الحكومة تدرس مشاريع قوانين وعروضا    مجمع سونلغاز: توقيع اتفاق مع جنرال إلكتريك    عون يؤكد أهمية خلق شبكة للمناولة    تظاهرات عديدة في يوم العلم عبر ربوع الوطن    لم لا تؤلّف الكتب أيها الشيخ؟    توزيع الجوائز على الفائزين    من يحرر فلسطين غير الشعوب..؟!    الصحفي،محمد مرزوقي،في ذمة الله    تفكيك جماعة إجرامية تزور يقودها رجل سبعيني    باتنة: توقيف مروج وحجز 210 قرص مهلوس    الجزائر تتقدم رسميا بمشروع قرار للتوصية بقبول العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الهيئة الأممية    الجزائر تقدم مساهمة مالية استثنائية للأونروا بقيمة 15 مليون دولار    مجبر على البحث عن ناد جديد الموسم المقبل! عكس بن طالب.. مدرب ليل يواصل استبعاد وناس لأسباب انضباطية    يقدّم مستويات لافتة هذا الموسم مع الذئاب : يقوم بأدوارا هجينة .. ريان آيت نوري مطلوب في مانشستر سيتي بمبلغ خيالي!    "الجوية الجزائرية" ترفع عدد الرحلات الداخلية الإضافية إلى 68 رحلة    خصص لدراسة المشروع التمهيدي لقانون يحدد القواعد المتعلقة بالمنافسة: اجتماع للحكومة يتعلق بمحاربة المضاربة والوقاية من وضعية الهيمنة    الصّهاينة يرتكبون 6 مجازر في يوم واحد    الجزائر تضع باللون الأزرق مشروع قرار عضوية فلسطين بالهيئة الأممية    منصة رقمية للتوقيع الإلكتروني على الشهادات    40 سؤالا ل8 وزراء    انطلاق حملة كبرى للوقاية من حرائق الغابات    إشراف تشاركي على الانتخابات المقبلة    الرابطة الأولى: شبيبة القبائل تفوز على مولودية وهران وبلوزداد يتعثر أمام نادي بارادو    خطوات متسارعة لطي"عدل2" وإطلاق عدل "3"    أحزاب ليبية تطالب غوتيريس بتطوير أداء البعثة الأممية    هذا موعد عيد الأضحى    استحداث مخبر للاستعجالات البيولوجية وعلوم الفيروسات    الأندية الجزائرية تبحث عن التّألّق قاريّا    أول طبعة لملتقى تيارت العربي للفنون التشكيلية    البعثة الإعلامية البرلمانية تختتم زيارتها إلى بشار    بطاقة اشتراك موحدة بين القطار والحافلة    ضرورة جاهزية المطارات لإنجاح موسم الحج 2024    حجز 20 طنا من المواد الغذائية واللحوم الفاسدة في رمضان    ربط 577 محيط فلاحي بشبكة الطاقة الكهربائية    معارض، محاضرات وورشات في شهر التراث    شيء من الخيال في عالم واقعي خلاب    نحضر لعقد الجمعية الانتخابية والموسم ينتهي بداية جوان    مكيديش يبرر التعثر أمام بارادو ويتحدث عن الإرهاق    نريد التتويج بكأس الجزائر لدخول التاريخ    توزيع الجوائز على الفائزين بمسابقة "أشبال الثقافة" في طبعتها الثانية    تراجع كميات الخبز الملقى في المزابل بقسنطينة    انطلاق أسبوع الوقاية من السمنة والسكري    وفق تقرير لجامعة هارفرد: الجزائري سليم بوقرموح ضمن أهم العلماء المساهمين في الطب    انطلاق عملية حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان    أوامر وتنبيهات إلهية تدلك على النجاة    عشر بشارات لأهل المساجد بعد انتهاء رمضان    وصايا للاستمرار في الطّاعة والعبادة بعد شهر الصّيام    مع تجسيد ثمرة دروس رمضان في سلوكهم: المسلمون مطالبون بالمحافظة على أخلاقيات الصيام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إرث حضاري مهدد بالزوال
تنس العتيقة
نشر في المساء يوم 04 - 02 - 2017

ڑتعرف مدينة تنس في ولاية الشلف، بقصبتها العتيقة أو ما يصطلح عليه الأهالي ب«تنس الحضر»، وهي الجزء القديم من المدينة الذي يحتوي على مجموعة من الآثار الإسلامية التي تترجم الحركة الثقافية والعلمية التي اشتهرت بها المدينة آنذاك، غير أن «تنس العتيقة» تعاني اليوم من تدهور في معالمها واهتراء سكناتها، مما جعل القائمين والمهتمين بالحفاظ على الموروث التاريخي والحضاري للمدينة يدقون «ناقوس الخطر»، والمبادرة إلى إنجاز مخطط دراسي واقتراحه على وزارة الثقافة.
وافق وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، خلال زيارته في نهاية السنة المنصرمة للموقع، على المخطط الدائم لحفظ واستصلاح القطاع المحفوظ، واعدا بتسريع الإجراءات، خصوصا ما يتعلق بالسيولة المالية اللازمة لتمويل عملية الترميم.
أكد مدير الثقافة أحمد مودع أن مخطط الحفظ الدائم يندرج ضمن مسعى الدولة للحفاظ على الهوية الوطنية، من خلال تسجيل عدة عمليات ترميم متعلقة بالتراث المادي، على غرار «تنس الحضر» التي تتربع على مساحة تقدر ب12 هكتارا.
وأضاف المسؤول أن هذه العملية التي تكلف حوالي 100 مليون دج، سوف تسمح بإعادة صورة المدينة والمحافظة على الذاكرة الإسلامية، مشيرا إلى أن مصالحه قامت باقتراح تسجيل العملية ضمن التدابير «الاستعجالية» لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
من جهته، طالب الباحث في علم الآثار ومدير المتحف العمومي بالشلف، محمود حسناوي، بالإسراع في تنفيذ مخطط الحفظ الدائم والتدابير الاستعجالية، حيث تم إحصاء 64 منزلا، بالإضافة إلى 14 معلما تاريخيا تستدعي «التدخل الفوري».
وأضاف السيد حسناوي أن العديد من المعالم الأثرية تسقط يوميا، مثلما زال معلم برج الغولة قبل سنوات، مؤكدا أنه «لا حاجة للتدخل بعد حصول الكارثة» وينبغي التسريع بإصدار مشروع المخطط الدائم لحفظ واستصلاح «تنس الحضر» في الجريدة الرسمية.
يواجه السكان بأحياء «قصبة تنس» الأمرين؛ خطر سقوط منازلهم في أية لحظة، خاصة أن بناءها يرجع إلى قرون خلت، وأن أسوارها بنيت من الطين والحجارة. كما لا يمكنهم ترميم منازلهم المصنفة كتراث وطني وأثري إلا بعد حصولهم على رخصة من مديرية الثقافة ومكتب الدراسات بعد صدور المخطط في الجريدة الرسمية.
يرى رئيس لجنة الحي معمر عيواز أن «تنس الحضر» على «فوهة بركان»، خاصة في الظروف المناخية المضطربة، حيث يقضي أهالي المنطقة لياليهم في المدارس الابتدائية المحاذية أو في العراء، مطالبا السلطات بالتدخل العاجل لتفادي وقوع الكارثة.
وأكد محمد بن حامي الذي يقطن منزلا عمره ... 5 قرون، أن سكنات «تنس الحضر» تتلاشى وتسقط تلقائيا، خاصة في ظل تعليق عملية الترميم منذ سنة 2007، تاريخ بداية الدراسة الخاصة بها.
وحسب رئيس جمعية الآثار «كاستيلوم تانجتانوم» بالشلف، شريفي أحمد، فإن مخطط الحفظ الدائم سيسترجع القطاع الأكبر من المدينة العتيقة، وهو «مكسب كبير» يستدعي من المواطنين الصبر واحترام الإجراءات الإدارية تفاديا لتدمير مزيد من المعالم التاريخية.
وحسب المرشد السياحي مروان سفطة، فإن أوضاع مدينة «تنس الحضر» التي يزورها سياح من مختلف بقاع العالم، «تستدعي تدخلا عاجلا» من أجل وضع حد لزوال المعالم التاريخية، على غرار معلم «باب البحر»، والحفاظ على حياة السكان المحليين الممنوعين من القيام بترميم منازلهم بمجرد تصنيف المنطقة كقطاع محفوظ.
مدينة «تنس الحضر» التي توصف بأنها مدينة العلم والثقافة، والتي تخرّج منها كبار العلماء في صورة الأخوين أبو إسحاق وأبو الحسن، هي اليوم تتحدى الظروف المناخية وعامل التقادم الزمني من أجل استمرار إشعاعها الثقافي والتاريخي.
ولحظة زيارتك لمدينة «تنس العتيقة» المطلة على حوض البحر الأبيض المتوسط، تكتشف أنك في وسط متحف مفتوح على الهواء الطلق، يعود بذاكرتك التاريخية إلى مملكة صغيرة ذاع صيتها أيام ازدهار الحضارة الإسلامية.
وحسب المرشد السياحي سفطة، فإن «تنس القديمة» التي تقع في الجزء الجنوبي من المدينة، بنيت من طرف البحارة الأندلسيين سنة 262ه / 808 م وفق النمط المعماري الإسلامي السائد في تلك الحقبة. وكانت «تنس الحضر» عبارة عن «مملكة صغيرة تمتد شرقا إلى شرشال، البليدة والمدية، وجنوبا إلى تيسمسيلت، ومن الغرب إلى غليزان ومستغانم، وهو ما خلق منافسة بينها وبين مملكة بنو زيان في مدينة تلمسان».
وعند تجوالك بأزقة قصبة تنس، تلتمس ذلك التشابه الكبير بينها وبين قصبة العاصمة وقسنطينة وتلمسان في امتداد حضاري وتاريخي لنمط معماري معين، إلا أن قصبة تنس تعتبر الأقدم، حيث تم تصنيفها كتراث وطني سنة 2007، حسب رئيس الجمعية الثقافية والأثرية لمدينة تنس، مروان زروقي.
تحوي المدينة على عدة معالم أثرية، ولعل أهمها مسجد سيدي معيزة، ثاني أقدم مسجد في الجزائر، مسجد سيدي بلعباس، مسجد لالة عزيزة، بالإضافة إلى أبراج المراقبة كبرج الغولة والأسوار المحيطة بالمدينة وباب البحر. ويعد مسجد سيدي معيزة ثاني مسجد بني في الجزائر سنة 367 ه بعد مسجد سيدي عقبة ببسكرة، ليتم تصنيفه كمعلم تاريخي وأثري من قبل الاستعمار الفرنسي سنة 1905، ثم كمعلم عالمي سنة 1935، حسبما صرح به قيم المسجد مروان زروقي.
يعتبر برج الغولة وباب البحر أبرز الشواهد الأثرية من أسوار وأبراج المراقبة التي كانت تحيط ب«تنس الحضر»، في حين اختفت أبواب الرحبة، الخوخة والقبلة، غير أن مواقعها لا تزال محفوظة في ذاكرة السكان الأصليين للمدينة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.