تعيش بمنطقة زلاقة، التابعة إقليميا لبلدية مطمور في معسكر، 22 عائلة في أكواخ منجزة على بقايا مزرعة قديمة لا تتوفر على أدنى ضروريات الحياة. إذ بعيدا عن شروط النظافة، يعاني عدد من أطفال هذه العائلات من أمراض مختلفة، من أهم أسبابها المحيط الملوث بالمياه الملوثة وفضلات الحيوانات وغيرها من عوامل الفقر والبؤس. الطفل عادل المولود عام 2004، لا يوحي جسمه النحيل بأن عمره 13 سنة، حسبما صرح به والده لمراسل "المساء" بعين المكان، إذ أن "عادل الطفل أصبح معاقا حركيا في الشهر الثالث من عمره، بعد أن أصيب بحمى شديدة"، حتى الطفل بن يحي البالغ من العمر 4 سنوات، تضرر بصره مثله مثل عدد من الأطفال، نتيجة غياب النظافة والروائح الكريهة المنبعثة من قنوات الصرف الصحي المنتشرة في كل مكان. الكل يعاني من سوء الإقامة وظروف الحياة الصعبة. الأولياء جميعهم لا يزاولون أي نشاط منتظم، حيث يعتمدون على العمل اليومي في الفلاحة والبناء لإعالة أهاليهم وتعليم أبنائهم الذين يضطرون إلى قطع مسافة تقارب الكيلومتر الواحد للالتحاق بمقاعد دراستهم. من بين هؤلاء؛ مسعود غالي، أب لثلاثة أطفال، لم يخف إستياءه من الظروف المعيشية الصعبة التي يتخبط وعائلته فيها، بسبب غياب سكن لائق يحمي أهله من الروائح الكريهة وتهديدات الحشرات والأفاعي السامة. نفس المتحدث أوضح أن جميع من يقيمون فيما تبقى من المزرعة التي تحمل اسم الشهيد سي حنيفي، أودعوا ملفات للاستفادة من سكنات اجتماعية أو إعانات مالية خاصة بالسكن الريفي، منذ أكثر من عشر سنوات من دون جدوى. من جهته مواطن آخر، المسمى زرقاوي الجيلالي، صرح بأن رئيس المجلس الشعبي لبلدية مطمور، طلب منهم التوجه لرئيس دائرة غريس بصفته رئيس لجنة توزيع السكنات، إن أرادوا حلا لإشكالهم. في رده على سؤالنا، لم يخف رئيس المجلس الشعبي لبلدية مطمور، مكوس قدور، أمله في تدخل السلطات المحلية لإنقاذ هذه العائلات من الظروف المزرية التي تعيش فيها، حيث كشف أنه رفع تقريرا إلى المصالح المعنية بخصوص هذه القضية وينتظر القرارات التي قد تعلن عنها الجهات المسؤولة. علمنا أن والي معسكر، العفاني صالح، تفقد صبيحة يوم الثلاثاء مشروع إنجاز القطب الحضري الجديد بمنطقة الدقاقرة في بلدية مطمور، أين تأمل العائلات المعنية بالاستفادة من عملية ترحيلها إليها، حيث كشف مصدر من ديوان الوالي عن أن حوالي 540 وحدة سكنية، منها 150 وحدة في إطار محاربة السكن الهش قيد الإنجاز بمنطقة الدقاقرة، وتتراوح نسبة الإنجاز من 10 إلى 98 بالمائة. يبقى واجب إنقاذ العائلات المعنية من المحيط غير اللائق الذي تقيم فيه ضرورة حتمية ومسؤولية الجميع.