* email * facebook * twitter * linkedin ينشط الدكتور الباحث نور الدين السد، من خلال موقعه الإلكتروني، ليقدم لمتابعيه نماذج مختلفة من الثقافة والتراث، مع اختياره لبعض عناوين الكتب في النقد الأدبي والتاريخ والفن وغيرها، مما يعطي فسحة فكرية ل "المحجور عليهم"، كما يتذكر الكاتب في هذه الأيام مدينته ومسقط رأسه بوسعادة. ينتقي الدكتور نور الدين السد من كل بستان زهرة كي يغذي بها العقول والوجدان، وكي لا يترك الوقت هباء وضياعا، ومن آخر ما اختاره أفلام وثائقية، منها "من تاريخ العرب"، تشرح للمتابع تاريخا حافلا يتجلى فيه البعد الأدبي من قصص وشعر وأيام العرب. اختار المعني أيضا الحديث عن حبيبته بوسعادة التي لا يستطيع زيارتها في أيام الحجر، فأراد أن يسرد حسنها من خلال الرسامين الكبار الذين عشقوها قبله، ليتحدث عن الرسام البلجيكي المعروف "ادوارد فيرشافلت" الذي أولع بمدينة 3 آلاف واحة، والذي ولد سنة 1874 بمدينة "غاند" ببلجيكا، خريج مدرسة الفنون الجميلة في "أنوفر"، اختار الإقامة في بوسعادة مدة 40 سنة كاملة بحي "الهضبة"، قاطعا بذلك أية علاقة له مع أوروبا، فتزوج من امرأة بوسعادية وأنجب منها ولدين. كان "ادوارد" يعكس الواقعية دون أن يلجأ إلى الواقع، في أغلب لوحاته التي ترجم من خلالها عشقه لجمال صحراء بوسعادة وطيبة أهلها، وظل كذلك إلى أن وافته المنية سنة 1955 ببوسعادة، تاركا وراءه لوحات لا زالت تزين أكبر المتاحف الأوروبية. كما أحيا الدكتور السد "يوم العلم"، من خلال الحديث عن مآثر ابن باديس وأعماله، وقدم قصيدة تاريخية كان قد ألقاها الأديب عبد المالك قرين في ذكرى وفاة العلامة تحت عنوان "الموت خلد العظام"، واختار السد أيضا بعض العناوين وتحميلات كتب، كي يستمتع بها القراء في أيام الحجر وتعم الفائدة، ومن بين ما اقترحه، نجد روايات وسيني الأعرج باللغة العربية والفرنسية، وكذا أعمال الكاتب العالمي غارسيا ماركيز مترجمة إلى العربية، ومن ضمن العناوين المهمة أيضا، نجد كتاب "الرواية المغاربية تحولات اللغة والخطاب" للباحث عبد الحميد عقار. الحجر يعني للكثير من المثقفين والباحثين والفنانين "نشر ذكرياتهم"، خاصة فيما تعلق بنشاطاتهم وأسفارهم ومقابلاتهم، وكذلك الحال مع الدكتور السد المعروف في الساحة الثقافية والبرلمانية العربية، حيث نشر بعض المقابلات معه، ولقاء ثقافيا ثريا استقبله به أبناء بوسعادة، التي لا زالت تنجب المثقفين والنوابغ، كما نشر زيارته لمنطقة في الصحراء ورأى فيها عن قرب الجمال وداعبها. وقد تذكر هذه اللقطات المصورة للإبل لأنها تلهم الإنسان معاني الصبر والتجلد. خاصة في ظروف "كورونا". ذكريات أخرى كثيرة منها سفره إلى القاهرة، حيث يقول عنه معلقا "في مركبة من المراكب التي يزخر بها نهر النيل الخالد، وفي رحلة من رحلاتي إلى مصر المحروسة، كان التماهي الكلي مع موضوع الحوار الذي دار بين بعض الأصدقاء من الأقطار العربية، كان الماء يتحسس نبضنا بعشق، ويهمس مرحبا بجمعنا، كنا نحلم بإيقاظ شعوبنا من أوضاعها، ونتذاكر اللحظات التاريخية والخصال المسلوبة من منجزنا، كنا ولا نزال وسنبقى نراود مسعانا إلى أن ننبثق من حلمنا، ونرسم مع الآتي مواقفا أكثر عدلا وحرية وكرامة لشعوبنا، وما زلنا على العهد والقادم أرقى للآتي من أجيالنا". بهذه الصفحة الإلكترونية أيضا، بعض الومضات الشعرية في مواضيع شتى منها مثلا: "تائها كنت أفتش عن دربك بين المسالكوحنين اهتديت أوقعني الشك في المهالك من أين اليقين وكثرة التأويل كادت تضيع المدارك". ومن تعليقاته على الشعر المنشور، نجد "يعلق مفتونا بكثرة بناء المعاني، ومخطوف بوفرة إنتاج الدلالات". كما خصص الدكتور السد خطابا لابن مدينته بوسعادة، وهو سعيد خطيبي، بمناسبة وصوله إلى تصفيات جائزة "البوكر"، من خلال روايته "حطب سراييفو"، مثمنا الجهد والانتشار العربي، كأنها دعوة لقراءة هذه الرواية لمن لم يقرأها بعد، علما أنها تقدم أحداثا صادمة لمرحلة عاشتها الجزائر زمن الإرهاب، وهو الحال نفسه الذي كانت تعيشه في الضفة الأخرى سراييفو.