الجيش الجزائري مرتبط على الدوام بالوطن والشعب    عطاف يستقبل بنيويورك المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا    بحث المساعي الأممية لبعث المسار السياسي لنزاع الصحراء الغربية    الرئيس تبون يستقبل رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية    الجزائر خدمت القرآن الكريم تفسيرا وترتيلا وتجويدا    شراكة مع الأوروبيين لإنشاء الممرّ الجنوبي للهيدروجين    تخفيف البرامج لن يمس المواد المتعلقة بالهوية الوطنية    تنظيم خطوط النقل البري.. وتجنب سياقة الحافلات لمسافات طويلة    تضاعفت قيمة عمورة السوقية 4 مرات: نادي سانت جيلواز يطلب أكثر من 20 مليون يورو لبيع عمورة    تعزيز التعاون في الرقمنة وتطوير الخدمات الإلكترونية    المعرض الإفريقي للتجارة البينية.. ثمرة الدبلوماسية الاقتصادية    الجزائر رائدة إفريقيا في الذكاء الاصطناعي    دعوة لنشر العلم والمعرفة والتحرر من غلال الجهل    عقد الدورة الأولى للمجلس الاستشاري لمعرض التجارة الإفريقية    طن من المساعدات الجزائرية إلى الشعب الفلسطيني420    الجزائر رائدة إفريقيا في مجال الذكاء الاصطناعي    تراث العلّامة ابن باديس وقفا لجامع الجزائر    انطلاق أسبوع الوقاية من السمنة والسكري    مشاهد مرعبة لجريمة صهيونية جديدة    سوناطراك توقع على بروتوكول اتفاق مع شركة سويدية    قرعة الكأس تُسحب اليوم    كأس السوبر الإفريقي-سيدات لكرة اليد: تتويج نادي بريميرو دي أغوستو أمام بيترو أتلتيكو (31-28) و يتأهل إلى المونديال    أسباب النجاح.. جاهزة    مستوى المنافسات الإفريقية تطور بشكل ملحوظ    وناس يتعرض لعقوبة في ليل ويتجه للرحيل هذا الصيف    نحو إنجاز 9 مراكز تخزين وسيطية للحبوب    نموذج طاقوي وطني لبناء رؤية استشرافية    بسكرة.. مشاريع لتجديد شبكات الصرف الصحي ومياه الشرب    باتنة : حادث مرور وقع ببلدية رأس العيون    بعث شراكة في مجال استكشاف المحروقات    معتقلات الاحتلال.. مقابر للأسرى الفلسطينيين    ملف الصحراء الغربية على طاولة مجلس الأمن الدولي مجددا    الشرطة تشل نشاط مروج خطير للمهلوسات    حجز 11 كيلوغراما "كيف"    "كيكر" تتوقع رحيل مازة إلى شتوتغارت هذا الصيف    مناقشة الحصيلتين المالية والأدبية لسنة 2023    ..هذه أهم الأحداث والعروض المرتقبة في دورة 2024    مسار استثناني لنساء رفعن تحدي الغناء    إبراز التراث التاريخي والفكري للأمير    استفحال ظاهرة سرقة المحولات الكهربائية    السودان : الجيش يقصف بالطائرات المسيرة مواقع "الدعم السريع"    السيد بداري يبرز أهمية استخدام الذكاء الإصطناعي لتطوير الإبتكار    في زيارة فجائية لمستشفى سدراتة بسوق أهراس : الوالي يطالب بتحسين الخدمات في المخبر والأشعة    يعرض 7 أعمال سينمائية فلسطينية تباعا طيلة أيام التظاهرة .. "فيفا -تحيا- فلسطين" برنامج خاص في مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي    إعادة اعتقال الأسرى الفلسطينيين المحررين : خرق صارخ لصفقات التبادل تغذيه نزعة انتقامية صهيونية    إنعقاد الدورة الأولى للمجلس الإستشاري لمعرض التجارة بين البلدان الإفريقية بالجزائر    في ذكرى يوم العلم..    "نوافذ على الآخر" كتابٌ جديد للدكتور أزراج عمر    دعت إلى وضع حد لآلة القتل الهمجي للشعب الفلسطيني: الجزائر تحذر من اتخاذ الرد الإيراني ذريعة لاجتياح رفح    وفق تقرير لجامعة هارفرد: الجزائري سليم بوقرموح ضمن أهم العلماء المساهمين في الطب    وهران.. أكثر من 200 عارض منتظرون في الطبعة 26 للصالون الدولي للصحة    انطلاق عملية حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان    انطلاق عملية حجز التّذاكر للحجّاج المسافرين    أوامر وتنبيهات إلهية تدلك على النجاة    عشر بشارات لأهل المساجد بعد انتهاء رمضان    وصايا للاستمرار في الطّاعة والعبادة بعد شهر الصّيام    مع تجسيد ثمرة دروس رمضان في سلوكهم: المسلمون مطالبون بالمحافظة على أخلاقيات الصيام    قوجيل يهنئ الشعب الجزائري بمناسبة عيد الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"المساء" تزور قرى ومداشر ولاية برج بوعريريج
المصالحة تثمر أمنا واستقرارا وتنمية
نشر في المساء يوم 09 - 03 - 2009

تعرف ولاية برج بوعريريج قفزة نوعية في مجال التنمية وذلك بفضل عودة الأمن والاستقرار الذي رفع الغبن عن هذه الولاية لاسيما وأنها كانت من أكثر المناطق تضررا من ويلات الإرهاب الهمجي،، فقد ساهمت سياسة المصالحة الوطنية التي بادر بها رئيس الجمهورية في إنعاش مداشر وقرى عديدة في الولاية، حيث عاد أهلها إليها بعد تحسن الأوضاع، وهذا ما لمسناه خلال زيارتنا إلى بعض بلديات وقرى الولاية بأعالي الجبال والغابات.
فقد حققت ولاية برج بوعريريج قفزة نوعية في مجال التنمية منذ سنة 1999 في مجالات عدة، غيرت من صورة المنطقة التي عانت من التهميش ونقص إن لم نقل غياب المرافق الضرورية وانعدامها في المناطق النائية والقرى والمداشر المنتشرة عبر تراب الولاية التي عانت هي الأخرى خلال العشرية السوداء من جحيم الدم والدمار والتي عادت إليها الحياة من جديد بفضل قانون المصالحة الوطنية الذي بادر به رئيس الجمهورية، حيث ساهم في إعادة الأمن والاستقرار اللذين شجعا سكان هذه القرى الذين تضرروا من الإرهاب من العودة إلى هذه القرى بعد أن هجروها في التسعينات، وأصبحوا اليوم يستفيدون من عديد الخدمات لم يكونوا يتوقعون في يوم من الأيام أن تصل مناطقهم المعزولة وهو ما وقفنا عنده خلال الزيارة الميدانية التي قادت »المساء« إلى بعض بلديات وقرى الولاية بأعالي الجبال والغابات. وأكد السيد عبد الرحمان كاديد والي ولاية برج بوعريريج أن الولاية استفادت من عدة مشاريع تنموية منذ سنة 1999 تم استلام معظمها في حين لايزال البعض الآخر في طور الإنجاز وهي المشاريع التي أخرجت المنطقة من الظلمات إلى النور خاصة مع عودة الأمن والاستقرار للمنطقة التي كانت مسرحا للهجمات الإرهابية وذلك بفضل ميثاق السلم والمصالحة الوطنية. وجهتنا الأولى خلال الزيارة الميدانية التي قمنا بها لولاية برج بوعريريج كانت بلدية الخليل الريفية التي كانت لنا فيها جلسة مع بعض أعيان المنطقة أمثال السيد بن عريب دودو رئيس جمعية ضحايا الإرهاب الذي أشاد بالتغيير الذي عرفته المنطقة التي تضررت كثيرا من الإرهاب، حيث فقدت أكثر من أربعين شخصا خلال العشرية السوداء حسب محدثنا الذي أخبرنا أن تدهور الوضع الأمني آنذاك لم يكن يسمح لشيوخ ورجال الخليل حتى بالتجمع لتبادل أطراف الحديث أمام المنازل في الحي أو في المقاهي بسبب كابوس الرعب الذي كان يسكنهم وحوّل حياتهم إلى جحيم.

"الباتريوت" يثمنون قرار الرئيس بوتفليقة

من جهته أضاف السيد سعيد كدوش رئيس جمعية رجال الدفاع الذاتي المقاومين أو ما يعرف ب »الباتريوت« التي تضم 300 مقاوم من الخليل الذين حملوا السلاح في التسعينات ووقفوا إلى جانب الدولة لمحاربة الإرهاب أن الناس كانوا يرهبون منطقة الخليل المعروفة باسم »العقار« بسبب الإرهاب الذي طالها، إنهم كانوا يرددون العبارة »نقل النار وليس العقار«. وفي سياق حديثه ذكر محدثنا أن سياسة المصالحة الوطنية هي البذرة التي حققت ثمارا ايجابية وسمحت بعودة السلم والاستقرار اللذين مكنا من تحقيق التنمية لأن الوضع الأمني آنذاك لم يكن يسمح بالتفرغ لإنجاز مشاريع تنموية، باعتبار أن كل الجهود كانت مركزة على مكافحة الإرهاب الذي دمر ممتلكات الدولة والشعب على حد سواء بما فيها المرافق الصحية والضرورية التي تعود بالمنفعة العامة على الجميع وبالتالي فلم يكن من الممكن انجاز مشاريع تنموية لانها كانت تستهدف من طرف الجماعات الإرهابية التي لم تكن تفوت الفرصة لتنفذ عمليات الحرق والتخريب.
وفي هذا السياق؛ ثمنت شريحة من رجال الدفاع الذاتي مجهودات رئيس الجمهورية التي أعادت السلم للمنطقة التي لم يكن من الممكن السير فيها بعد الساعة الرابعة مساء، وهي المناسبة التي رحب من خلالها محدثونا بخطاب رئيس الجمهورية الأخير الذي وعد فيه بالتكفل بشريحة الدفاع الذاتي وإعادة الاعتبار لها لوقوفها إلى جانب الدولة في مكافحة الإرهاب خاصة في الأرياف حيث كانت تكافح بالتعاون مع أعوان الحرس البلدي، الجيش الوطني، والدرك الوطني، بعد أن ظلت هذه الشريحة مهمشة عند عودة الأمن والقضاء على الجماعات المسلحة، الأمر الذي جعلها تطالب بموقعها في الخريطة الأمنية وتصنيفها في سلك معين يجعلها تستفيد من امتيازات معينة مكافأة لها على جهودها وتضحيتها في سبيل الدفاع عن وطنها، علما أن فرقة الدفاع الذاتي بالخليل فقدت سبعة من عناصرها في اشتباكات مع جماعات مسلحة خلال العشرية السوداء ضحوا بحياتهم من أجل حماية قريتهم وبلادهم، غير أن المياه عادت إلى مجاريها من جديد لتستمر الحياة وتعود الابتسامة مرة أخرى لوجوه سكان المنطقة التي فارقوها لعشرية كاملة وذلك بفضل عودة الأمن والاستقرار والمشاريع التنموية التي مكنت السكان من العيش الكريم خاصة في قطاع التربية، حيث استفادت البلدية من ثانوية بنيت وفقا لمقاييس عصرية تتسع ل 800 تلميذ في المقاعد البيداغوجية و200 تلميذ في النظام النصف داخلي. وتجدر الإشارة إلى أن الثانوية التي تحمل اسم المجاهد»بهاء لعلى« ترشح هذه السنة 150 تلميذا لامتحان البكالوريا لأول مرة كما سمحت بالتقليص من الضغط الذي كانت تشهده الثانوية القديمة.

أكثر من 7 آلاف مؤطر للانتخابات ببرج بوعريريج

تستعد ولاية برج بوعريريج لاستقبال الانتخابات الرئاسية للتاسع أفريل القادم كباقي ولايات الوطن من خلال تجنيد الامكانيات المادية والبشرية الضرورية لإنجاح هذا الاستحقاق، حيث تم تجنيد سبعة آلاف و600 مؤطر سيوزعون على مكاتب ومراكز الاقتراع المقدر عددها ب 301 مركز و880 مكتب تصويت عبر 34 بلدية و10 دوائر التي تحصي 362 ألف و578 ناخبا منهم 19 ألف ناخب جديد، حسبما أكده الوالي ل »المساء«.

زاوية سيدي أحسن بغيلاسة قلعة الفقه والدين

ولا يمكن زيارة ولاية برج بوعريريج دون التوقف بقلعة العلم والعلماء، الوجهة الرئيسية لبلدية غيلاسة بوابة الفقه والدين الحنيف وهي زاوية سيدي احسن، وقد عادت الزاوية للنشاط بعد إعادة ترميمها بتخصيص مبلغ مالي قدره 2 مليار و300 مليون سنتيم ساهمت فيه الدولة بنسبة 17 بالمائة والباقي من مساهمات المحسنين سنة 2005 بعد أن دمرت من طرف جيش الاستعمار الفرنسي الذي حاول محو مقومات الأمة العربية الاسلامية بكل الطرق. ويدرس بالزاوية حاليا 60 طالبا مسجلين في النظام الداخلي قدموا من كل ولايات الوطن يتلقون دروسا نظرية وتطبيقية في القرآن والعلوم الشرعية، علما أن ثلاثة طلبة من الزاوية فازوا بجائزة فرسان القرآن الكريم التي نظمت خلال شهر رمضان. وتحضر الزاوية لبناء قاعة محاضرات وقاعة للحفلات، بالإضافة إلى مسكنين وظيفيين للأساتذة الذين يعلّمون تجويد القرآن وممارسة أعمال الصلح وكتابة العقود التي تظل عالقة في المحاكم. وسيتخرج هذه السنة 20 طالبا بعد تلقيهم تكوينا مفصلا في الشريعة الاسلامية بعد أن تخرج منها السنة الماضية 17 طالبا.

تحسن الوضع الأمني سمح بعودة السكان للقرى المهجورة

ونحن نتجول في أعالي جبال ولاية برج بوعريريج على بعد مئات الكيلومترات عن عاصمة الولاية وسط الغابات التي كان المرور بها شبه مستحيل في التسعينات والتي اذا رأينا صور المنشآت التي بنيت فيها من مدارس، عيادات، قاعات رياضة وغيرها دون التنقل إليها لا نصدق بأنها فعلا متواجدة بتلك المناطق النائية المتواجدة وسط الجبال والغابات الكثيفة والتي اصبح من السهل الوصول إليها حاليا بفضل تحديث شبكة الطرقات وتعبيدها، التي فكت العزلة عن هذه المناطق الجبلية بالإضافة إلى تحسن الأوضاع الأمنية والتواجد المستمر لفرق الدرك الوطني التي شجعت العديد من العائلات التي هجرت هذه المداشر هروبا من نار الإرهاب الذي نهب أرزاقهم ودمر ممتلكاتهم من العودة إليها من جديد مثل قرية أولاد خليفة ببلدية جعافرية التي عرفت عودة 25 عائلة بعدما هجرت منازلها لعشر سنوات. ففي مجال الطرقات استفادت الولاية من عدة مشاريع تنموية في اطار برنامج دعم النمو الاقتصادي وبرنامج الهضاب العليا، نذكر منها تحديث الطريق الولائي رقم 43 بمنطقة ثنية النصر الممتد على مسافة 30 كيلومترا مرورا ببلدية جعافرة والماين، وهو الطريق الذي خصص له غلاف مالي قدر بأكثر من 150 مليار سنتيم لتوسيعه حتى تكون له نفس مواصفات الطرق الوطنية إذ لم يكن عرضه بتجاوز ثلاثة أمتار مما كان يشكل صعوبة وخطورة على مستعمليه، وساهم هذا الطريق في فك العزلة عن المنطقة وربط منطقة برج بوعريريج بولاية بجاية المجاورة لها.
كما استفاد قطاع الأشغال العمومية خلال العشرية الأخيرة من تدعيم 613 كلم من الطرقات الوطنية والولائية، بالإضافة إلى تحديث 158 كلم وإعادة تأهيل 458 كلم في الوقت الذي عرفت ولاية برج بوعريريج انجاز 48 كلم من الطرقات الجديدة، و29 كلم من الطرق الوطنية المزدوجة مع انجاز 432 منشأة فنية بالولاية، و5 دور صيانة إلى جانب انجاز 33 كلم من بين 90 كلم من الطرقات عبر تراب ولاية برج بوعريريج. كما تشير الإحصائيات إلى وجود عدة مشاريع في طور الإنجاز منها 148 كلم في طور التهيئة والتحديث.

منشآت تربوية تضمن حق التمدرس لأطفال الجبال

تعزز قطاع التربية منذ سنة 1999 بعدة مشاريع من مدارس ابتدائية، اكماليات، وثانويات ساهمت في تخفيف الضغط عن المدارس القديمة، كما سمحت لأطفال المناطق النائية المعزولةمن الاتحاق بالمدارس التي ظلوا محرومين منها في السابق بسبب انعدام الاكماليات والثانويات مما جعل العديد منهم مضطرين لمغادرة مقاعد الدراسة في الطور الابتدائي رغم تفوقهم بسبب بُعد الاكماليات أو الثانويات وغياب النقل المدرسي آنذاك، وقد استفادت الولاية من 231 مشروعا خصص له غلاف مالي قدر ب 704 مليار سنتيم منها 18 ثانوية، و28 اكمالية ،28 مجمعا مدرسيا،11 قاعة رياضية، 22 نصف داخلية، 75 مطعما مدرسيا و8 داخليات بنيت بطريقة عصرية وجهزت بأحدث التجهيزات بما فيها الاعلام الآلي وقاعات الأنترنيت، بالإضافة إلى مخابر ورشات ومكتبات بكل من الخليل، أولاد خليفة وغيرها من البلديات التي زرناها ولاتزال خمس ثانويات، متوسطتان، ثماني مدارس ابتدائية، عشر قاعات رياضية، عشر نصف داخليات وعشرة مطاعم في طور الإنجاز حاليا.

مراكز جامعية اختصرت عناء التنقل للولايات الأخرى

وعرف قطاع التعليم العالي قفزة نوعية اعتبرها سكان البرج معجزة حقيقية مثل المركز الجامعي للعلوم والتكنولوجيا الذي يعد قطب امتياز للتحصيل العلمي، وسمحت المشاريع التنموية بالمنطقة في العشر سنوات الأخيرة بتحقيق سبعة آلاف مقعد بيداغوجي، و3500 سرير بالاقامات الجامعية وكلها إنجازات تسمح لابناء المنطقة بمزاولة دراستهم الجامعية في مكان غير بعيد عن مقر سكنهم بدل التنقل إلى العاصمة أو باقي ولايات الوطن. وبالاضافة إلى هذه الانجازات تسجل حاليا الولاية عدة مشاريع أخرى لاتزال في طور الإنجاز منها معهدان تصل طاقة استيعابهما إلى ألفي مقعد، إقامة جامعية بطاقة ألف سرير، مكتبة تتسع ل250 مقعدا، وقاعة محاضرات وكذا مطعم مدرسي يتسع ل800 مقعد.

الصحة الجوارية حاضرة بأرياف الولاية

وحظي قطاع الصحة بحصة لا بأس بها في برنامج التنمية خلال الفترة المذكورة سابقا، وذلك من خلال بناء ثلاثة مستشفيات، و15 عيادة منها عيادة بمنطقة الغدير مختصة في الطب العام، طب الأطفال والجراحة العامة والتي خصص لانجازها 75 مليون دينار و100 مليون لتجهيزها بالوسائل الضرورية والتي ستسلم في نهاية شهر ماي المقبل، تصل قدرة استيعابها إلى 60 سريرا، ولاتزال عيادة أخرى من نفس الحجم في طور الإنجاز بمنطقة منصورة ستسلم قبل شهر جوان القادم، و25 قاعة علاج بالإضافة إلى انجاز مركزين لتصفية الدم، ومعهد يعد فرعا لمعهد باستور لمحاربة الادمان على المخدرات دخل حيز الخدمة في السداسي الاول للسنة، ومركز لحقن الدم علاوة عن 25 عيادة لجراحة الأسنان، في الوقت الذي وصلت نسبة الاستفادة من الطب المدرسي إلى 70 بالمائة لصالح 150 الف تلميذ، ومن المتوقع أن تصل هذه النسبة إلى 100 بالمائة خلال شهر ماي القادم، بالإضافة إلى عيادة عمومية للصحة الجوارية بقرية أولاد خليفة ببلدية جعافرة مزودة بقاعات للعلاج ومصلحة الأمومة وهو الإنجاز الذي لقي استحسانا من قبل سكان المنطقة التي فقدت العديد من النساء الحوامل اللواتي لقين صعوبة اثناء الولادة بسبب غياب عيادات للتوليد في السنوات الماضية، مما كان يستدعي نقلهن إلى مناطق أخرى غير أن العديد منهن فارقن الحياة في الطريق قبل الوصول إلى المستشفيات. وتحصي الولاية حاليا مشاريع أخرى لا تزال في طور الإنجاز منها مستشفى متخصص في جراحة العظام وعيادة للخدمات بتسامرت.

ملاعب وقاعات رياضية عصرية للشباب

ونحن نقف عند بعض انجازات الترفيه الموجهة للشباب لفت انتباهنا تلك المرافق التي لم يكن يعرف لها وجود من قبل، منها مركبات رياضية جوارية بالإضافة إلى 7 دور للشباب زودت بالإعلام الآلي وقاعات للمطالعة. مسبح نصف أولمبي، قاعة متعددة الرياضات، 120 ملعبا جواريا، وأربعة أحواض للسباحة، فيما لا تزال خمسة مشاريع أخرى في طور الإنجاز منها ملعب لألعاب القوى، بيت الشباب، قاعة متعددة الرياضات و10 ساحات للعب، علما أن المشاريع التي تم انجازها من سنة 1999 إلى غاية نهاية 2008 قدرت تكلفتها المالية ب2760 مليار دينار.

سد عين زادة منبع لتزويد سطيف والبرج بماء الشرب

وكانت لنا زيارة لسد عين زادة (المصالحة الوطنية )ببلدية عين تاغروت الذي تم توسيع محطة معالجته للمياه الصالحة للشرب في سنة 2007 لتصل طاقة إنتاجها إلى 900 لتر في الثانية موجهة لتمويل مناطق سطيف العلمة، وبوقاعة وبرج بوعريريج، وقدرت فاتورة توسيع المحطة ب 120 مليار سنتيم مما مكن من رفع نسبة التموين والربط من 65 بالمائة سنة 1999 إلى 90 بالمائة في 2008 من حصة 91 لترا يوميا للفرد إلى 140 لترا، علما أن السدود الصغيرة الموجهة للري انتقل عددها من سد واحد إلى ستة سدود بسعة 4.1 مليون متر مكعب. وقد تم انجاز خلال العشر سنوات الماضية 1770كلم من شبكات التموين بالماء الشروب، 177 خزانا بسعة 24.741 متر مكعب، إلى جانب 861 كلم من شبكات التطهير، علاوة عن انجاز محطة لتصفية المياه المستعملة لفائدة 150 ألف ساكن، وكذا محطتين لتصفية الأحواض بكل من الحمادية وعين تسرة. ومع ذلك لا تزال عدة مشاريع أخرى في قطاع الري لم تكتمل بعد.

أكثر من 38 ألف سكن في 10 سنوات

وكان لولاية البرج نصيب لا بأس به من خلال الاستفادة من مختلف الانماط السكنية في برنامج المليون سكن، حيث استفادت من أكثر 38 ألف سكن خلال 10 سنوات بغلاف مالي يقدر ب 31 مليار دينار، وقدر عدد السكنات المنجزة بأكثر من 27 ألف سكن من مختلف الاصناف منها 9177 سكنا اجتماعيا إيجاريا، 6077 تساهمية، 9175 سكنا ريفيا، و186 أخرى في اطار برامج عدل، بالإضافة إلى 320 سكنا في اطار برنامج معادلة الخدمات الاجتماعيّة، 1850 سكنا تطوريا، 926 سكنا ترقويا، و104 سكن إلزامي. وتجدر الإشارة إلى أنه من بين 27808 سكنات منجزة 4953 تم تسجيلها قبل سنة 1999، في حين أن 16703 سكن آخر من مختلف الصيغ تم تبليغها خلال السنة الجارية لا زالت في طور الإنجاز، حسبما أكدته مديرة السكن والتجهيزات العمرانية بالولاية التي رافقتنا في خرجة ميدانية للإطلاع على مختلف المشاريع التابعة للقطاع بعدة بلديات مثل غيلاسة، رأس الوادي، وغيرها.وفيما يخص برنامج تخصيص 100 محل تجاري لكل بلدية استفادت الولاية من 3400 محل مهني انجز منها 2752 محل خلال العشر سنوات الأخيرة، قدرت تكلفتها المالية ب239 مليار سنتيم ولا تزال 648 أخرى في طور الإنجاز. كما تعزز قطاع الصناعة والمناجم من بإنجاز 27 عملية لتزويد 1897 مسكنا بالغاز الطبيعي، فيما بقيت 12 عملية في طور الإنجاز لتزويد أكثر من 10 آلاف مسكن، وقد وصلت نسبة التغطية بالغاز الطبيعي 62 بالمائة. أما في مجال الكهرباء فقد استفادت الولاية من 179 عملية خصص لها غلاف مالي قدره 68 مليار سنتيم منها 156 استهدفت 3773 مسكنا بمبلغ إجمالي قدر ب 60 مليار سنتيم، علما أن 23 عملية بمبلغ مالي إجمالي قدر ب 76 مليار سنتيم مست 682 مسكنا.

88 مليار لإنعاش الثقافة بولاية الشيخ المقراني

من جهته حظي قطاع الثقافة بمشاريع هامة خلال العشر سنوات الأخيرة من خلال تخصيص غلاف مالي قدره 88 مليار سنتيم، أنجز منها مركب ثقافي، 7 مراكز ثقافية و20 مكتبة، وبقيت عدة مشاريع أخرى في طور الإنجاز منها مركزان ثقافيان و11 مكتبة، بالإضافة إلى ترميم وتهيئة المؤسسات الثقافية، وكذا ترميم وتهيئة برج المقراني. وحسب شهادات سكان المنطقة الذين تحدثنا إليهم، فإن ولاية برج بوعريريج عرفت بالرغم من مقارنة مع ما كانت عليه من قبل بحيث لم يكونوا ينتظرون أبدا أن تستفيد فيه قراهم ومداشرهم المعزولة من مشاريع ثقيلة الوزن بفضل البرنامج الطموح الذي استفادت منه المنطقة والذي سمح بتوفير عدة مناصب شغل مباشرة وغير مباشرة دائمة ومؤقتة مما حفز السكان وخاصة الشباب على البقاء في قراهم والعمل في قطاع الفلاحة وغيرها من المهن المتوفرة هناك، وكل هذا راجع بالدرجة الأولى لعودة الأمن والاستقرار وهو ما لاحظناه عند تنقلنا من قرية إلى أخرى
في أعالي جبال منطقة الهضاب العليا ببرج بوعريريج وسط الغابات الكثيفة، حيث سرنا بكل أمن واطمئنان.
مبعوثة "المساء" إلى برج بوعريريج: زولا سومر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.