أحيا سكان ولاية سكيكدة عيد الأضحى المبارك، في أجواء إيمانية روحانية، اتّسمت بالسكينة والخشوع والتراحم، تعكس بصدق القيم السامية للدين الإسلامي وتبرز التلاحم والترابط الاجتماعي، حيث خرج المواطنون منذ الساعات الأولى لصبيحة العيد متجهين نحو المساجد لأداء الصلاة وسط تهليلات وتكبيرات، وبعد الاستماع إلى خطبتي الصلاة اللتين دعا فيهما الأئمة إلى التسامح والتغافر طالبين من الله الخير الوفير، وبعد تبادل التهاني بهذه المناسبة الدينية، توجّهوا عقب ذلك مباشرة نحو نحر أضاحيهم، فيما وجدها البعض فرصة سانحة لإبراز قيم التضامن الحقيقي العفوي، من خلال اقتسام أجزاء من الأضاحي للعائلات التي لم تتمكن من اقتناء الأضحية بسبب غلاء أسعارها. وسجّلت ولاية سكيكدة بخلاف أعياد السنوات الأخيرة، استجابة واسعة في أوّل يوم من عيد الأضحى المبارك، من قبل التجار والمتعاملين الاقتصاديين المسخرين لضمان المداومة، تجسّد ذلك من خلال توفر أهم الضروريات كالخبز والحليب ومختلف المغذيات. وشهدت أسواق الخضر والفواكه بسكيكدة عشية عيد الأضحى المبارك، ارتفاعا كبيرا في الأسعار بما فيها أسعار الأضاحي التي تبقى تحت سيطرة السماسرة وتجار المناسبات في ظل غياب الرقابة التي كان من المفروض عليها التحرك لوضع حد لهذه الظاهرة التي تتفاقم مع حلول الأعياد والمناسبات. وفي سياق متّصل، سطرت مصالح أمن ولاية سكيكدة مخططا أمنيا وقائيا، لتمكين المواطنين من قضاء أيام العيد في كنف الطمأنينة والأمن، أين قامت بتجنيد فرق الأمن العمومي، من أجل ضمان سيولة حركة المرور ومنه توفير الأمن لكافة مستعملي الطريق العام ومحاربة الإجرام المروري، بوضع حواجز أمنية ثابتة، بالإضافة إلى دوريات راكبة وأخرى للدراجات النارية والسكوتر، تعمل على تسهيل حركة المرور ومنع التوقفات العشوائية للسيارات مع تحسيس مستعملي الطريق العام، لاسيما المركبات الخاصة بنقل المسافرين بغرض تفادي السرعة المفرطة والوقاية من حوادث المرور، كما عملت على تأمين الأماكن التي يكثر التردد عليها من طرف المواطنين خلال فترة العيد، كالمساجد والمقابر وأماكن النحر، إلى جانب محطات نقل المسافرين المختلفة والمحلات والمراكز التجارية والساحات العمومية أماكن الترفيه والتسلية. كما تم القيام بعدة نشاطات استباقية وقائية، للحد من الجرائم الماسة بالأشخاص والممتلكات، من خلال توزيع فرق الشرطة القضائية العاملة بالميدان بشكل مدروس، حيث تم تنفيذ عمليات مراقبة متحركة وثابتة قبيل وطيلة أيام العيد وبعده، على مستوى أعالي ومداخل ومخارج المحيط الحضري مع القيام بعمليات مداهمة فجائية للأماكن المشبوهة، وسجل عمال النظافة حضورهم بقوة، حيث بذلوا قصارى جهدهم، من أجل تنظيف الأحياء من مخلفات النحر بمساهمة المواطنون.