عين البنيان المدينة الساحلية الجميلة والتي تضرب في عمق التاريخ كما هو البحر ولم تكتشف بعد عن كل أسرارها، هذه المدينة التي هام بها المستعمرون هيام العاشق الولهان وحتى لا تنفلت من بين أيديهم جعلوا من بعض داراتها مراكزا للتعذيب والاستنطاق من يتم اعتقالهم واختطافهم من الجزائريين بتهمة المشاركة في الثورة· عين البنيان مازالت تحتفظ لنا بتواريخ أخرى وأحداث قد لا ينتبه لها إلا القليل ومنها مقابر واد بني مسوس التي تعود الى القرن الثالث قبل الميلاد، هذه المقابر تعرضت لكثير من الأضرار والاتلاف وذلك لانتشارها في مزرعة الشهيد سي الحواس وذلك عند موسم الحرث وتقليب الأرض، وكذا معلم حنايا رأس زقراطة التي كان يجلب منها الماء الى منطقة اسطاوالي، وعين الصخرة الكبرى التي كانت تصب في جرار كبيرة مصنوعة من الفخار كخزانات للمياه، وقد انتبه لهذه الآثار وما تواجهه الاستاذ محمد الهادي حارش استاذ مادة التاريخ القديم بجامعة الجزائر، ونبه رئيس البلدية في منتصف الثمانينات الى وجوب حمايتها من زحف البناء الفوضوي·· لكن هذا التنبيه والنداء كان صيحة في واد· وهكذا تم تحطيم الخزانات الفخارية، وما تزال آثار العين التي سميت باسمها المدينة "عين البنيان" أو مغارة "الصخرة الكبرى" التي ترجع الى ما قبل ميلاد المسيح عليه السلام والتي ذكرها المؤرخ " فبريال كومس" والذي أشار الى الآثار التي وجدت كبقايا أفران لشيِّ السمك، كما أن الاستعمار أنجز بالقرب من هذه المعالم الأثرية ملعبا· وهاهي آثار عين البنيان تستغيث وترجوا من يهمهم أمر الآثار والتاريخ توقيف الأضرار التي مازالت تكابدها وتطلب حمايتها حتى يبقى ما للتاريخ للتاريخ·