مشهد أكثر من مروع أمام عالم عاجز، يشاهد على المباشر جريمة أخرى يندى لها جبين الإنسانية يقترفها الاحتلال الصهيوني بكل برودة دم وقواته المجرمة تحرق صحافيين أحياء في خيمتهم في خانيونس جنوب قطاع غزة. بعد أيام قليلة من المجزرة المروعة في حق فريق الدفاع المدني والهلال الأحمر الفلسطيني، يرتكب جيش الاحتلال مجزرة أخرى بنفس البشاعة، باستهدافه فجر أمس خيمة للصحافيين بجوار مجمّع "ناصر الطبي" في خانيونس جنوب قطاع غزة. وأسفر القصف الصهيوني المتعمّد عن استشهاد الصحفي حلمي الفقعاوي والشاب يوسف الخزندار حرقا كما أُصيب عدد من الصحفيين بجروح من بينهم حسن إصليح وأحمد الأغا ومحمد فايق وعبد الله العطار وإيهاب البرديني ومحمود عوض وماجد قديح وعلي إصليح وأحمد منصور. وليست هذه المرة الأولى التي يتعمّد فيها الاحتلال استهداف الصحافيين في قطاع غزة وإعدامهم ضمن نية مبيتة لمنع كشف حقيقته الإجرامية وما يقترفه من مذابح ومجازر وإبادة جماعية في حق سكان غزة. وفي تصريح له، قال ممثل حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الجزائر، يوسف حمدان، إنه "استهداف قصدي في إطار سياسة تنكيل وانتقام ومخطط تصفية عرقية وإبادة جماعية تعكس حقيقة الكيان الصهيو نازي الذي يحلم البعض بالعيش معه بسلام". وأضاف أنه "طالما بقي هذا العدو يأمن ردود الأفعال ومطمئن بأن مصالحه السياسية والاقتصادية ستبقى في أمان، فلن يردعه بيان هنا وتنديد هناك، على أهميته، أو قرار أممي من منظمات عاجزة عن تطبيق قرارتها، مشيرا إلى أن "استهداف الصحفيين في غزة ليس حدثا عرضيا.. تماما كما استهداف الطواقم الطبية والدفاع المدني، وفرق الهلال الأحمر، كما هو استهداف النساء والأطفال والشيوخ". وبعد أن أكد أن هذه حرب مفتوحة لا يمكن إيقافها بما هو اعتيادي من سلوك تضامني، شدّد حمدان على أن مثل هذه الجرائم البشعة لن تخمد الصوت الفلسطيني ".. فأصوات كل الصحفيين الأحرار حول العالم كما الصحفيين الجزائريين هم صدى لصوت صحفيي غزة الذين استهدفهم الاحتلال فجر الاثنين، ولن تغييب الصورة، ولن تمر هذه الجرائم تحت جناح التغييب أو الانشغال". وختم بالقول إن "دماء هؤلاء الصحفيين والمدنيين والأبرياء، يجب أن توضع موضعها على أجندة الجميع ليعلو الصوت في وجه هذا الاحتلال المجرم ولتفضح جرائمه وليستيقظ العالم من حالة الترقب والوجوم". من جانبها قالت "حماس" إن هذه جريمة نكراء واستمرار مشين لانتهاكات الاحتلال الفاضحة لكل القوانين والأعراف الدولية. وأضافت في بيان لها أن "الاستهدافات المستمرة للصحفيين الفلسطينيين، وإعدام جيش الاحتلال ل210 صحفي في غزة منذ بدء هذه الإبادة الوحشية، تأتي في إطار سعي الاحتلال المحموم لطمس حقيقة ما يجري في القطاع، وإرهاب الصحفيين عن القيام بواجبهم، مستنداً إلى حالة من الصمت الدولي غير المسبوق في التاريخ الحديث". وشدّدت على أن المجتمع الدولي والأممالمتحدة ومؤسّساتها وخاصة مجلس الأمن، أمام استحقاق تاريخي للوقوف في وجه هذه الجرائم والمجازر والانتهاكات التي ترتكبها حكومة مجرم الحرب نتنياهو بحق الصحفيين وكل الشرائح المحمية بموجب القوانين الدولية من مدنيين أبرياء وطواقم إسعاف وإنقاذ وعمال إغاثة وغيرهم. ودعت الحركة الصحفيين حول العالم والمؤسسات الصحفية والإعلامية الدولية للعمل على فضح جرائم الاحتلال بحق الصحفيين الفلسطينيين والتضامن معهم في مواجهة حرب الإبادة الوحشية التي يواصل العدو الصهيوني شنها على قطاع غزة. كما طالبت نقابة الصحفيين الفلسطينيين مجلس الأمن الدولي بالتحرك العاجل واتخاذ قرار لوقف كل المجازر وحرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحقّ الشعب الفلسطيني ومنهم الصحفيون. وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة ارتفاع عدد الصحفيين الفلسطينيين الذين استشهدوا منذ بدء العدوان الصهيوني على القطاع في السابع من أكتوبر 2023 إلى 210 شهيد. وأدان "بأشد العبارات" استهداف وقتل واغتيال الاحتلال للصحفيين الفلسطينيين، داعيا الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب وكل المنظمات والجمعيات الصحفية في كل دول العالم إلى "إدانة هذه الجرائم الممنهجة ضد الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين في قطاع غزة". كما طالب المكتب المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والمنظمات ذات العلاقة بالعمل الصحفي والإعلامي في كل دول العالم إلى "إدانة جرائم الاحتلال وردعه وملاحقته في المحاكم الدولية على جرائمه المتواصلة وتقديم مجرمي الاحتلال للعدالة وممارسة الضغط بشكل جدي وفاعل لوقف جريمة الإبادة الجماعية ولحماية الصحفيين والإعلاميين في القطاع ووقف جريمة قتلهم واغتيالهم". في يوم الصحة العالمي.. غزة بلا دواء في يوم الصحة العالمي لا يزال قطاع غزة، وفق قانون الغاب الذي يفرضه الكيان الصهيوني أمام أعين مجموعة دولية عاجزة، بلا دواء ويواجه تداعيات خطيرة وكارثية ستضاف للوضع الصحي والإنساني المتدهور في هذا الجزء المنكوب من الأراضي الفلسطينية المحتلة. في هذا اليوم العالمي، حذّرت وزارة الصحة الفلسطينية من معطيات خطيرة أصبحت تشكل عبئا ثقيلا على مقدمي الرعاية الصحية في قطاع غزة تتطلب تحرك عاجل لإخراج المنظومة الصحية من دائرة الاستهداف وإتاحة الإمدادات الطبية الضرورية لتمكين الطواقم الطبية من تقديم الرعاية للمرضى والجرحى. ووفق آخر الإحصائيات، فقد خلفت حرب الإبادة الجماعية الصهيونية في غزة إلى غاية الآن ما لا يقل عن 50 ألف و752 ألف شهيد وأكثر من 115 ألف جريح. وفي حين أعلنت عن بلوغ 37% من الأدوية و59% من المهام الطبية رصيدها الصفر، حذّرت وزارة الصحة في غزة من أن أدوية العمليات والعناية المركزة وأقسام الطواري مستنزفة إلى مستويات غير مسبوقة مع استمرار حرب الإبادة الجماعية، لافتة إلى أن الأقسام الحيوية في المستشفيات تعمل على المولدات الكهربائية التي يتهدّدها التوقف جراء نقص الوقود وقطع الغيار وتدمير معظمها . وأوضحت أن مرضى وجرحى قطاع غزة محرومون من خدمات التصوير التشخيصي بسبب تدمير الاحتلال للأجهزة التصوير الطبقي والرنين المغناطيسي وأن 54 % من أدوية السرطان وأمراض الدم رصيدها صفر الأمر الذي يهدد حياة المرضى وتوقف بروتوكولات علاجهم. كما أن 40% من أدوية الرعاية الأولية و51% من أدوية خدمات صحة الأم والطفل رصيدها صفر، في وقت أغلقت فيه أمام 13 ألف من المرضى والجرحى أمامهم فرص العلاج التخصصي خارج القطاع بعد إغلاق معبر رفح. وحذرت من أن إغلاق المعابر ومنع الإمدادات الغذائية يهدد أكثر من 2 مليون مواطن بسوء التغذية والإصابة بفقر الدم خاصة الأطفال منهم، في حين تعمل طواقم الإسعاف والفرق الإنسانية ضمن دائرة الاستهداف المباشر خلال مهام انقاذ الجرحى استشهد منهم 1300 شهيد . كما أن 42% من التطعيمات الخاصة بالأطفال غير متوفرة في قطاع غزة ويمنع الاحتلال إدخالها، ما يعني انهيار الجهود التي استمرت طيلة الأشهر السبعة الماضية لمكافحة الوباء، إلى جانب تعطل خطوط المياه الذي يزيد من المخاطر الصحية والبيئية وتفشي الإسهال والأمراض الجلدية. من جانبها، كشفت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، مارغريت هاريس، عن أن 90% من النساء الحوامل والمرضعات في قطاع غزة يعانين سوء تغذية حاد جراء العدوان الصهيوني، لافتة إلى أن نقص المعدات الطبية يحول دون حصولهن على العلاج اللازم. وأكدت هاريس في تصريحات صحفية بمناسبة أسبوع الصحة العالمي الممتد من 7 إلى 13 أفريل من كل عام، أن صحة الأمهات والأطفال في غزة شهدت تدهورا حادا منذ بدء حرب الإبادة الجماعية التي يشنّها الاحتلال الصهيوني على القطاع منذ 7 أكتوبر 2023، مشيرة إلى أن 90% من النساء الحوامل والمرضعات وآلاف الأطفال يعانون سوء تغذية حاد. وشدّدت على أن الكثير من النساء والأطفال في قطاع غزة بحاجة ماسة إلى العلاج، حيث قالت "كثيرون منهم بحاجة ماسة إلى العلاج.. ولا تصل إلى غزة أي مساعدات غذائية أو طبية حاليا.. الأمهات والأطفال يعانون بالفعل والوضع يزداد سوء يوما بعد يوم". وتوقفت المتحدثة عند الفترة التي ساد فيها وقف مؤقت لإطلاق النار قبل خرق الاحتلال الصهيوني للاتفاق واستئناف عمليات الإبادة الجماعية قائلة "خلال قرابة شهرين من الهدوء، استعادت بعض المستشفيات قدرتها على تقديم الخدمات وتمكنا من إرسال فرق طبية ووجدنا دعما دوليا جيدا.. لكن بعدها دمرت العديد من المراكز الصحية بما في ذلك مستشفى ناصر الطبي". ولفتت هاريس إلى "وجود نحو 20 مستشفى لا تزال تعمل بشكل جزئي في غزة لكنها غير قادرة على تأدية وظائفها دون مستلزمات طبية". وقالت "نحن عاجزون حاليا عن إيصال هذه المستلزمات.. والكوادر الطبية مرهقة وتفتقر إلى المعدات اللازمة حتى لنقل الدم، فيما المرضى مصابون بإصابات مروعة ونزيف حاد"، مضيفة أنه "مع ذلك حين تتحدث إليهم يقولون إنهم ما زالوا في مواقعهم من أجل خدمة الناس". بعد أن سعى إلى تبرير جرائم المحتل الصهيوني "حماس" تستنكر تصريحات المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي استنكرت حركة المقاومة الاسلامية "حماس" تصريحات المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي التي راح من خلالها وبطريقة فاضحة يختلق الأعذار لتبرير جرائم الاحتلال الصهيوني، في حقّ طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني والدفاع المدني. قالت "حماس" في بيان، أمس، إن "ما أدلى به المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، برايان هيوز، من تصريحات، عبر فيها عن تفهُّم الرئيس دونالد ترامب وإدارته لجريمة إعدام طواقم الهلال الأحمر والدفاع المدني في رفح، هو صورة بشعة من صور التضامن اللاأخلاقي مع نازيِّي العصر في حربهم الوحشية ضد المدنيين العزل ومنظومات العمل الإنساني". ورفضت اتهامات هيوز لها باستخدام سيارات الإسعاف وقالت "هي محض أكاذيب تفتقر إلى أي دليل، تسوّقها الإدارة الأمريكية إلى جانب حكومة مجرم الحرب نتنياهو لتبرير جريمتها البشعة والموثّقة بحق المسعفين ورجال الإنقاذ". واستدلت الحركة بمقطع الفيديو بثّته صحيفة "نيويورك تايمز" والذي أكد فظاعة ما ارتكبه جيش الاحتلال الفاشي بحق طواقم عمل إنساني محمية بموجب القانون الدولي في جريمة من مئات الجرائم التي ارتُكِبت بحقّ المسعفين وطواقم الدفاع المدني وموظفي الأممالمتحدة وكل المؤسّسات المدنية على مدار شهور العدوان. وهو ما جعلها تطالب الإدارة الأمريكية بوقف دعمها المفتوح لعمليات استهداف العمل الإنساني وقتل وحرق الأطفال والمدنيين وأن تُلزِم حكومة الإرهاب الصهيونية بالكف عن انتهاكاتها للقوانين والأعراف بدلا من الإمعان في منح مجرمي الحرب غطاءً إجراميا للاستمرار في جرائم ضد الإنسانية. نداء عاجل لإنقاذ أطفال غزة من التصعيد الصهيوني المتعمّد بحقهم ومع تصاعد جرائم المحتل الصهيوني، أدانت "حماس" الجريمة المروعة التي ارتكبها جيش الاحتلال الصهيوني باستهدافه مجموعة من الأطفال يلعبون شرق مدينة غزة وارتقاء ثمانية منهم. ووجهت نداء عاجلا للأمم المتحدة للقيام بمسؤولياتها الأخلاقية والإنسانية تجاه أطفال قطاع غزة والعمل العاجل لوقف التصعيد الصهيوني المتواصل والمتعمد بحقهم. وقالت في بيان لها، إن "الجريمة المروعة التي ارتكبها جيش الاحتلال الفاشي باستهدافه مجموعة من الأطفال يلعبون في شارع النخيل بحي التفاح شرق مدينة غزة وارتقاء 8 منهم والمجازر المستمرة في رفح وخان يونس ودير البلح جنوب قطاع غزة، هي إمعان في حرب الإبادة الوحشية المستمرة في القطاع". وأضافت أن "تعمّد قتل الأطفال واستهدافهم وتمزيق أجسادهم بالصواريخ، هو تأكيد على الطبيعة الوحشية السادية للاحتلال وقادته الفاشيين واستهتاره بكل القيم والأعراف الإنسانية والقوانين الدولية". وأفادت بأن "قرابة 18 ألف طفل من بينهم 490 خلال العشرين يوما الأخيرة فقط قتلتهم آلة الإرهاب العسكري الصهيونية في قطاع غزة بدم بارد وعن سابق إصرار في جريمة غير مسبوقة لا تزال مستمرة وسط صمت دولي وعجز عن حماية المدنيين". ووجّهت "حماس" نداء عاجلا إلى منظمة الأممالمتحدة للطفولة "اليونيسف" بصفتها المعنية بحماية الأطفال وحقوقهم للقيام بمسؤولياتها الأخلاقية والإنسانية تجاه أطفال غزة والعمل العاجل لوقف هذا النزيف المتواصل بحقهم. كما خاطبت الأمين العام للأمم المتحدة لتحمّل مسؤولياته واتخاذ خطوات عملية توقف هذه الإبادة الجماعية وتحمي الأطفال من آلة القتل الصهيونية.