دق أخصائيون ومختصون في أمراض الأعصاب، ناقوس خطر توسع دائرة الإصابة بمرض التصلب اللويحي، وانتشاره وسط الأطفال الذين يقل سنهم عن 8 سنوات، ما يدعو إلى فتح تحقيقات طبية ومتابعة المرض في مراحله المتقدمة، والتدخل قبل دخول المصاب مرحلة الإعاقة. حسب إحصائيات قدمتها البروفيسور شنتوف أمينة، رئيسة مصلحة طب الأعصاب بالمؤسسة الاستشفائية "أول نوفمبر 54" في وهران، فإن عدد المرضى الذين يتابعون العلاج على مستوى المصلحة، بلغ 1087 مريض، من بينهم نحو 50 طفلا، أصغرهم سنا يبلغ 5 أعوام، في مؤشر مقلق عن تزايد الإصابات في سن مبكرة، ما يعكس أهمية التشخيص المبكر والتكفل متعدد التخصصات، لضمان أفضل فرص علاج، وتحسين جودة الحياة، وجاء الكشف عن هذه الحصيلة، بمناسبة اليوم العالمي لمرض التصلب اللويحي، الذي يصادف 30 ماي، حيث نظمت مصلحة طب الأعصاب يوما توعويا بالمناسبة. وأوضحت البروفيسور شنتوف، أن التصلب اللويحي مرض مناعي ذاتي، حيث يقوم الجهاز المناعي بمهاجمة الجهاز العصبي المركزي، ما يؤدي إلى التهاب الأعصاب وظهور أعراض متعددة، تختلف من مريض لآخر، من بينها ضعف في الرؤية، تنمل الأطراف، اضطرابات الحركة والتوازن، وأشارت إلى أن هذه الأعراض قد تزول بعد أيام، ما يدفع بعض المرضى إلى تجاهلها وعدم زيارة الطبيب، وهو ما يؤخر التشخيص والعلاج. كما أوضحت الدكتورة بن طباق دليلة، مختصة في طب الأعصاب بالمؤسسة، أن العلاج الخاص بمرض التصلب اللويحي، متوفرة في الجزائر ويتنوع بين أدوية مخصصة للهجمات، وأخرى أساسية تعطى على شكل أقراص أو حقن شهرية أو نصف سنوية، وتهدف إلى إبطاء تطور المرض ومنع حدوث الهجمات، وتفادي الإصابة بالإعاقة، موضحة أن المصلحة تنظم جلسات علاج جماعي دورية، بحضور أطباء وأخصائي تغذية وعلاج فيزيائي، يتم خلالها مناقشة محاور مرتبطة بالمرض، ما يعزز تفاعل المرضى ويساهم في تحسين حالتهم النفسية.