تواصل الجمهورية العربية الصحراوية إثبات حضورها باعتبارها دولة إفريقيا لها مكانتها واحترامها على الساحة القارية والدولية رغم ما تواجهه من محاولات يائسة وبائسة من نظام مخزني، يسعى جاهدا لإنكار وجودها ووجود شعب صحراوي لا يزال يكافح ويناضل من أجل استرجاع حقه المغتصب في تقرير المصير. تأتي مشاركة الرئيس الصحراوي، إبراهيم غالي، أمس في افتتاح أشغال القمة الثانية بين إفريقيا ودول الكاريبي "إفريقيا الكاريكوم" بالعاصمة الاثيوبية، أديس بابا، لتكرس حقيقة الدولة الصحراوية التي لا يمكن القفز عليها. ويشارك في القمة قادة مجموعة الكاريبي إلى جانب الأمين العام للمجموعة وممثلين إقليميين ودوليين على غرار رؤساء كل من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وبنك التنمية الإفريقي وبنك التنمية الكاريبي وبنك "أفريكسيم"، إلى جانب ممثلين رفيعي المستوى عن الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة وعدد من المنظمات الدولية. ويبحث المشاركون سبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين مجموعة دول الكاريبي ونظرائهم الأفارقة ودفع التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية المشتركة. وتشمل مجموعة دول الكاريبي كل من أنتيغوا وباربودا والباهاما وباربادوس وبليز ودومينيكا وغرينادا وغيانا وهايتي وجامايكا ومونتسرات وسانت كيتس ونيفيس وسانت لوسيا وسانت فنسنت والغرينادين وسورينام وترينيداد وتوباغو. وكان الرئيس إبراهيم غالي قد وصل، أول أمس، إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا على رأس وفد صحراوي هام يضم كل من وزير الخارجية، محمد يسلم بيسط، وزير المياه والبيئة، أدة ابراهيم احميم، والسفير الدائم لدى الاتحاد الإفريقي، لمن اباعلي، والسفير المكلف بالكاريبي، محمد ازروك، والمستشار برئاسة الجمهورية عبداتي ابريكة، والمستشارة برئاسة الجمهورية المكلفة بالإعلام والعالم العربي، النانة لبان الرشيد.وفي كلمته خلال افتتاح أشغال القمة، أكد الرئيس الصحراوي، أنّ قمة "إفريقيا –الكاريكوم" تاريخية تحمل إرثا مشتركا وتقاسم جماعي للمعاناة باعتبارها تجسيدا حيا لإرادة الشعوب في بناء مستقبل قائم على العدالة والكرامة والتضامن العابر للقارات. وأوضح أنّ نجاح هذه القمة مرتبط بقدرتها على تكريس الأهداف المشتركة وتعزيز مضامين العمل المنسق على المستوى الدولي من أجل تحقيق العدالة التعويضية عن الحقبة الاستعمارية واستعادة الحقوق التاريخية والثقافية التي سُلبت من الشعوب. كما أكد الأمين العام لجبهة البوليساريو، أنّ ممارسة شعب الصحراء الغربية لحقه في تقرير المصير جزء لا يتجزأ من تصفية الاستعمار في القارة الإفريقية، مشيرا إلى أنه "لا يمكن الحديث عن إفريقيا حرة ومزدهرة، ما دام هناك شعب يُحرم من حريته ويُمنع من اختيار مستقبله". وذكر بأن الاتحاد الإفريقي أقر في قمته 37 اعتبار عام 2025 كعام "العدالة للأفارقة وللمنحدرين من أصل إفريقي من خلال التعويضات"، داعيا إلى إنشاء إطار شراكة عابر للقارات يشمل الاتحاد الإفريقي وكاريكوم والشتات الإفريقي في الأمريكيتين وأوروبا. كما ذكر بأن مذكرة التفاهم، الموقعة في سبتمبر 2024 بين الاتحاد الإفريقي وكاريكوم، تمثل خطوة عملية نحو تعزيز الشراكة والتعاون في مجالات التجارة التعليم والصحة والثقافة والربط الجوي والبحري، بما يكرّس وحدة المصير ويعزّز التكامل بين شعوب المنطقتين وتصفية ما تبقى من مظاهر وتبعات الاستعمار وتمكين الشعوب من تقرير مصيرها بحرية وكرامة. مهرجان "أفانتي" الدولي بلشبونة معرض حول كفاح الشعب الصحراوي عرضت جبهة البوليساريو مختلف جوانب نضال الشعب الصحراوي وقضيته العادلة من أجل الحرية والاستقلال خلال مشاركتها في المهرجان الدولي "أفانتي" بالعاصمة البرتغالية، لشبونة، الذي يحتضنه الحزب الشيوعي البرتغالي بمشاركة وفود حزبية ونقابية من مختلف أنحاء العالم. أشارت وكالة الأنباء الصحراوية، أن جبهة البوليساريو تشارك في المهرجان عبر حضور ممثليتها بالبرتغال ووفد عن الاتحاد العام للعمال الصحراويين يقوده المكلّف بالعلاقات الدولية والجاليات والإعلام، محمد سالم حمة، رفقة ممثلات عن عمال الجالية الصحراوية بمدينة إشبيلية الإسبانية. ويستمر المهرجان، الذي ينظم في عطلة نهاية الأسبوع الأولى من شهر سبتمبر من كل عام، ثلاثة أيام تتخللها لقاءات وندوات وأنشطة ثقافية وفنية متعددة.وقد تميزت المشاركة الصحراوية بإقامة خيمة تقليدية في قلب ساحة المعارض، إضافة إلى جناح خاص يعرض مختلف المواد التعريفية بالقضية الصحراوية وكفاح شعبها العادل من أجل تقرير المصير والاستقلال. كما يشارك الفنان التشكيلي الصحراوي، ولاد أواه، من خلال عرض أعمال فنية، علاوة عن حيازة جناح العرض الصحراوي وثائق ووسائل دعائية تبرز مختلف جوانب ومميزات المجتمع الصحراوي وأصالته. ومن المرتقب أن يعقد الوفد الصحراوي خلال هذه الفعالية سلسلة من الاجتماعات الثنائية مع النقابات البرتغالية، إلى جانب المشاركة في ندوات تضامنية لدعم القضية الصحراوية. وشهدت الفعاليات حضور الأمين العام للحزب الشيوعي البرتغالي، باولو رايموندو، رفقة الوفود الدولية المشاركة في الحدث. للإشارة فإن مهرجان "أفانتي""هو مهرجان سياسي وثقافي سنوي في البرتغال ينظمه الحزب الشيوعي البرتغالي ويشمل موسيقى وعروض ثقافية ولقاءات سياسية. ويعتبر من أكبر التجمّعات السياسية والثقافية في أوروبا، حيث يجذب مئات الآلاف من الزوار والمشاركين من جميع أنحاء العالم في عطلة نهاية الأسبوع الأولى من شهر سبتمبر كل عام.