تساهم ريادة الأعمال الشبابية، اليوم وبشكل واضح، في الدفع بعجلة التنمية بفضل توجه كثير من الشباب، وبدعم من أجهزة الدولة، نحو خلق مؤسسات ناشئة مصغرة ومتوسطة، توفر فرص عمل جديدة، وتدعم الإدماج المهني من جهة، وتحقق استقلالية اقتصادية من جهة أخرى، لاقتصاد مبني على الإنتاج الوطني، وتقليص فاتورة الاستيراد، وبديل أساسي لمواجهة البطالة. كما يتيح هذا التوجه المقاولاتي تطوير منتجات وخدمات محلية مبتكرة، تعزز الإنتاج الوطني، وترفع من قدرته التنافسية، وفق رؤية استراتيجية تبنّتها الدولة عبر آلية الوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية "ناسدا". نظمت الوكالة الوطنية لدعم وتنمية المقاولاتية "ناسدا" على هامش فعاليات الأسبوع العالمي للمقاولاتية، أبوابا مفتوحة للشباب في إطار التزامها بمرافقة أصحاب المشاريع من أجل تعزيز الإدماج الاقتصادي الوطني، من خلال سلسلة برامج ومشاريع لمواكبة التحولات الاقتصادية الراهنة؛ لخدمة أهداف التنمية المستدامة. حيث تُعد ريادة الأعمال الشبابية اليوم، إحدى الدعائم الأساسية لبناء اقتصاد وطني قوي ومتنوع، إذ إن إقبال الشباب على إنشاء مؤسساتهم الناشئة والمصغرة أصبح عنصرا مهمّا في خلق فرص عمل جديدة، تساهم في الإدماج المهني، وتحد من البطالة في ظل التحولات الاقتصادية التي تعرفها الجزائر. كما يساعد هذا التوجه المقاولاتي في تطوير منتجات وخدمات محلية مبتكرة ذات جودة عالية، مع القدرة التنافسية للاقتصاد الوطني. ولا يقتصر دور المقاولاتية على دعم الابتكار، حسبما أكد القائمون على التظاهرة في حديثهم مع "المساء"، إذ أكد هؤلاء خلال اليوم الذي كان فرصة لتعريف الطلبة بالجهاز ودوره في دعم الشباب بل يمتد أيضا إلى تقليص فاتورة الاستيراد من خلال توفير بدائل محلية للمواد المستوردة، من خلال تشجيع الشباب على الابتكار، وخلق مشاريعهم، وتطوير حسهم في ريادة الأعمال؛ من أجل إنجاح تلك المشاريع، وحسن تسيير المؤسسات التي تكون في مراحلها الأولى حساسة، ومهددة بالإفلاس إذا لم يحسن الشاب تسييرها لمواجهة المنافسة. وأكد مسؤولو "ناسدا" أن تشجيع ريادة الأعمال الشبابية أصبح رهانا استراتيجيا لتعزيز السيادة الاقتصادية، في مواجهة التحديات، وصناعة الثروة، وافتكاك مكانة في الأسواق. وفي إطار دعم هذا التوجه أكدت عريفي سامية، مديرة وكالة "ناسدا" الجزائرجنوب، أن الأسبوع العالمي للمقاولاتية الذي جاء تحت شعار"معا نبني نظاما مقاولاتيا مكتملا " والذي امتد على مدار أسبوع الى غاية 23 نوفمبر، كان الهدف منه إحياء روح المقاولاتية، والتعريف بمهام الوكالة وما تمنحه من خدمات، على غرار البرنامج الغني حول مختلف محاور المقاولاتية وإدارة الأعمال، في حين تضمّن برنامج الفعالية عدة أنشطة، تهدف إلى تعزيز المقاولاتية والابتكار لدى الشباب. وشمل الأسبوع العالمي للمقاولاتية، حسب عريفي، محاضرات حول بناء اقتصاد مستدام ودور المقاولاتية، إضافة إلى جلسات تفاعلية. كما تم تخصيص ركن لاكتشاف الذات، وجلسات توجيه فردية، فضلا عن معرض صغير لتجارب ناجحة للمؤسسات المصغرة والمبتكرة، وفرصة للتواصل عبر "قهوة الأعمال" ، الذي منح الشباب فرصة للتواصل وعرض أفكارهم ومناقشتها، الى جانب مسابقات حول المحتوى الرقمي المقاولاتي. كما تم تخصيص ورشات خاصة تتعلق بتأسيس المشاريع، والقبول، والقضايا القانونية، واستغلال الملكية الفكرية، إضافة إلى فعاليات ريادية، ولقاءات تواصل بين رواد الأعمال والمستثمرين، وعرض مشاريع قصيرة. وقالت عريفي سامية إن الأسبوع تُوج بعرض المشاريع القصيرة، ومنح جوائز لأفضل المبادرات، مع توقيع شراكات دائمة بين الشباب والمؤسسات، وإعلان تأسيس نادي المقاول الجديد، معتبره أن هذه الديناميكية تمثل خطوة حقيقية لبناء اقتصاد وطني قائم على الابتكار، وإبداع الشباب.