❊ مواطنون يؤكدون جهلهم ويقدمون أرقامهم السرية ❊ التبليغ ضروري والاعتداءات متواصلة لاختراق الحسابات ❊ مطالب بحماية مستعملي البطاقة الذهبية و"بريدي موب" حذّرت مؤسسة "بريد الجزائر" زبائنها من مشاركة معلوماتهم الشخصية المتعلقة بالبطاقة الذهبية، لا سيما بعد تعرض كثير من الأشخاص لحوادث نصب وسرقة؛ بسبب إعلانات كاذبة على مواقع التواصل الاجتماعي، واتصالات عبر الهاتف، تطلب إرسال معلومات البطاقة الذهبية. وبمجرد أن يشارك الأشخاص معلوماتهم الشخصية، أو يرسلوا صورا للبطاقة مع رمز المرور السري، يتعرضون لسرقة أموالهم الموجودة بحساباتهم الجارية. وحسب ما نشرت المؤسسة سابقا على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، دعت مستعملي البطاقة الذهبية إلى عدم مشاركة معلوماتهم الشخصية المتعلقة برقم البطاقة الذهبية، والاسم واللقب والرقم السري؛ حيث يبذل "بريد الجزائر" قصارى جهده لحماية المواطنين من كافة أشكال النصب والاحتيال، التي يمكن أن يتعرضوا إليها من خلال إصدار العديد من الإجراءات، الرامية إلى تأمين الممتلكات المادية الخاصة بزبائنه؛ حيث جنّدت وزارة البريد بالتنسيق مع العديد من القطاعات، جميع مصالحها؛ لأجل تحسيس زبائنها بضرورة أخذ الحيطة والحذر في ما يتعلق بالمعاملات المالية. وبالرغم من تأطير هذه المعاملات التجارية الإلكترونية، وقع العديد من المتسوقين عبر الأنترنت والهاتف ضحايا للنصب والاحتيال، حسبما أكدوا ل "المساء" التي وقفت على بعض الحقائق. الإبلاغ الفوري ضروري عند محاولات التحايل بعد تسجيل العديد من عمليات الاحتيال على مستعملي البطاقة الذهبية، أصدرت مؤسسة "بريد الجزائر" تنبيها عاجلا لزبائنها، ذكَّرت فيه بضرورة عدم مشاركة أي معلومات خاصة بالبطاقة الكلاسيكية، بما في ذلك الرقم السري، ورمز التحقق. وأكدت في بيان سابق لها، أنها لا تطلب مطلقا من زبائنها هذه المعلومات عبر التطبيقات أو الرسائل أو المكالمات، مضيفة أن أي طلب من هذا النوع من الخدمة، يُعد محاولة احتيال، حيث دعت زبائنها إلى الإبلاغ الفوري عن أي جهة تدّعي الانتماء للمؤسسة، وذلك عبر القنوات الرسمية. وأوضحت وسائل التواصل الاجتماعي أبرز سبل النصب والاحتيال الإلكتروني بالنظر إلى وصولها إلى أكبر شريحة من المواطنين، وكذا دخولها العديد من المجالات. ومن أبرزها التجارة التي تروَّج عبر هذه الوسائل من قبل أشخاص مجهولين، متخفّين وراء الشاشات، حيث يعمل بعضهم على إيهام رواد مواقع التواصل الاجتماعي بتوفر بضاعة معيّنة، إلا أنهم يختفون فور دفع الزبون مستحقات البضاعة، وهو الأمر الذي كثيرا ما تنبه له الوزارة المعنية. وبالنظر إلى انتشار وكثرة المواقع والصفحات والمنصات الإلكترونية التي تعرض على المستهلك سلعا وخدمات يكثر عليها الطلب وبأسعار رخيصة جدا مع خصومات مغرية للغاية، يستقبل المحتال المدفوعات أو التسبيقات عبر حسابه البريدي أو البنكي، أو باستعمال خدمة تحويل الأموال المتوفرة في التطبيقات الهاتفية للمؤسسات المالية، دون أن يقوم بإرسال المنتَج لصاحب الطلب؛ بهدف النصب على المستهلك. حماية المستهلك تدعو للتوعية والتحسيس وفي نفس السياق، دعت المنظمة الوطنية لحماية المستهلك لتوعية المواطن، وإطلاق حملات تحسيسية للتجار والمواطنين (مستعملي البطاقة الذهبية)، من خطر تقديم معلومات على بطاقتهم وهويتهم، أو الاستعمال العشوائي لها في الشراء عبر موقع "فايسبوك"، علما أن مؤسسة "بريد الجزائر" أطلقت سابقا حملة للاستخدام الآمن ل "الذهبية"، و"بريدي موب" بعد تسجيل العديد من الشكاوى التي كانت تصلهم. وحذّرت المنظمة، بدورها عبر صفحتها الرسمية، الزبائن من تقديم معلومات شخصية وسرية لأي إنسان مهما كان، فالكثير من المواطنين لا يعلمون بهذا الأسلوب من النصب، ولا بد من إطلاق حملات لفرض الوعي على مستعملي البطاقة، وعدم الوقوع ضحايا شبكات سرقة مجهولة. كما لا بد من الإعلام عنها في الوقت المناسب. ويبقى الهدف إيصال رسالة للمستهلك، تفيد بأنه لا يحق لأي شخص أن يطلب معلومات حول البطاقة الخاصة بأي شخص وتمنح له؛ لأنه هنا يصبح عرضة لعمليات سرقة عن طريق استعمال التكنولوجيا. مواطنون يطالبون بالحماية ولمعرفة آراء المواطنين حول موضوع استعمال البطاقة الذهبية بشكل عشوائي والاتصالات التي يتلقاها الزبائن من أرقام مجهولة الهوية، توجهت "المساء" الى البريد المركزي بالعاصمة. وأول ما تحدّث عنه الزبائن الإجراءات التي يجب اتخاذها في حال التعرض للتحايل والنصب بالهاتف، ومن خلال تطبيق "بريدي موب" الذي وضعته المؤسسة في خدمة زبائنها عبر هواتفهم الذكية، من أجل إجراء مختلف العمليات المالية، من تحويلات، ودفع فواتير.. وغيرها. وقال "سنوسي رابح" أحد الضحايا يقطن ببلدية باش جراح، إنه تلقّى اتصالا عبر الهاتف من أحد الأرقام، يطلب صاحبه معلومات عن البطاقة، والرقم السري؛ من أجل تجديد البطاقة، وأخبره بأنه عامل ب "بريد الجزائر"، ومكلف بتجديد البطاقات. كما تعرضت سيدة أخرى لمحاولة اختراق خلال محاولتها شراء هاتف "أيفون" عبر الفايسبوك. وقالت: "كان هنا عشرات الإعلانات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تعرض هواتف بأسعار مغرية، فتواصلت مع بعضها، وفي كل مرة كانوا يطالبونني بمنح الرقم السري من أجل سحب مبلغ الهاتف، لكنني تفطنت للخدعة، وعدلت عن الشراء، خاصة أنني كنت أعرض عليهم الدفع نقدا، فرفضوا". وقال مواطن آخر: "اتصل بي عبر الهاتف أشخاص انتحلوا صفة موظفين ب"بريد الجزائر"؛ بحجة التأكد من استلام بطاقة ذهبية جديدة. وهو الاتصال الذي تزامن، فعلا، مع إصدار المؤسسة بطاقة جديدة من حيث الشكل ومدة الصَلاحية، ما جعلني أشكّ في الأمر. وطلب مني الرمز السري الذي يصله عبر رسالة نصية، في محاولة منه لتغيير رقم الهاتف الخاص بالبطاقة من أجل سحب الأموال، لكنني كشفت الخدعة بعدما أرسل إليّ الرقم"، يقول. ونفس المشكل تعرضت له إحدى السيدات التي تلقت اتصالا مماثلا، قالت: "تلقيت اتصالا مجهولا في ساعات متأخرة من المساء، ما أثار استغرابي، على أنه من مؤسسة "بريد الجزائر" . قدمت المعلومات. ثم تفطنت إلى أنها محاولة احتيال. ولحسن الحظ لم يكن لدي رصيد، فسارعت لتغيير رقم هاتفي من المحول الآلي". وتساءل الكثير من المواطنين في نفس الموضوع، عن الإجراءات القانونية التي لا بد من اتخاذها من أجل حماية ممتلكاتهم، وحماية أنفسهم من هذه الاختراقات والتجاوزات، لا سيما أن العديد منهم يجهلون أنّ هناك شبكات للتحايل والسرقة، معربين عن تخوفهم من التعرض لأي مشاكل مستقبلا دون علمهم.