عجيب أمر أولئك الذين يعيبون على الجزائر تأهلها للدور الثاني من نهائيات كأس إفريقيا للأمم، بفضل هدف واحد ومن مدافع، وينسون ان منطق الكرة بإمكانه أن يدفع بالجزائر وغير الجزائر الى التتويج بالكأس الافريقية، ولو بتسجيل هدف واحد طوال الدورة طالما انه ليس هناك ما يعيق فرضية كهذه، والأمر غير مستبعد لأن الأدوار المقبلة قد تلعب عل حيثيات بسيطة كاللجؤ مثلا إلى ضربات الجزاء، عند انتهاء المباريات بتعادلات سلبية. وإذا كتب للجزائر ان تتعادل سلبا أمام كوت ديفوار وتفوز بالضربات الترجيحية، وتفعلها ايضا في المربع الذهبي وفي النهائي، فالأمر محبذ بالنسبة لنا، لأن التتويج في حد ذاته هو الهدف، وليس تسجيل سبعة أهداف ثم ننسحب في الدور الأول. ربما يعيب علينا البعض غياب الفعالية وربما يطرح البعض الآخر فرضية الحظ فيبني احكامه، اما ان يحزن بعض مدربي مصر على أداء الجزائر وينعق شوبير كالغراب كأمثاله في العلب الليلية التي تبث سمومها على الهواء مباشرة، فهذا ما لا يقبله عاقل، ولو انني أقول للبدري احزن كما تشاء فنحن في الجزائر طلقنا الاحزان وأقول لشوبير لا تحزن ولا تزعج نفسك في البحث عن أرذل الاوصاف التي تذم بها الجزائر وأنت تطرح نفسك محللا في الكرة وفي غير الكرة، خاصة وانك تدرك جيدا بأن الفعالية لا تنقصنا وان مهاجمينا اثبتوا فحولتهم من خلال ولوج عرينكم أربع مرات، ثلاثة منها في البليدة والرابع في ام درمان. هذه الحقائق كان يجب على الفراعنة ان يتعاملوا معها بمنطق الكرة والذي يدرب أكبر الاندية افريقيا كالبدري يدرك ان هدف واحد قد يقود صاحبه للنهائي والذي حرس عرين مصر في المونديال، يدرك ان الايطاليين مثلا لعبوا نهائيات بفوارق ضيئلة جدا في الأهداف ومع ذلك بلغوا منصة التتويج، وعليه يمكن اعتبار مثل هذه المزايدات بمثابة أوكسجين هواء تتنفس من خلاله صدور اشباه المعلقين والمهزوزين من الفراعنة الحاقدين على الجزائر وعلى محاربيها الذين يسيرون خطوة بخطوة نحو التتويج عليهم ربما أو على الأقل التأكيد على أنهم يستحقون الذهاب إلى المونديال. لكن ومع ذلك نقول لشوبير ولأديب والبدري والغندور والمعلم شحاتة، اصطفوا في الطوابير، لأن مونديال ما بعد جنوب إفريقيا مازالت أدواره التمهيدية لم تبرمج بعد، فربما تجيدون في الانشغال بذلك الموعد ما يشبع نزواتكم، اما نحن في الجزائر فقد نسينا تطفلكم ولولا تعرضكم لنا بالسوء في هذه الدورة، لما التفتنا إليكم على الإطلاق، لأنكم بصراحة أصبحتم فراعنة من الماضي.