استعرض الأستاذ محمد مزيان أوّل أمس بالمكتبة الوطنية، حيثيات كتابه الجديد "الاتصال وسيكولوجية التغير"، الذي يعدّ الخامس في قائمة إنتاجاته الفكرية، وتوقّف عند إشكالية الاتصال ومجتمع المعلومات وأهمية المعلومة· أشار الأستاذ محمد مزيان إلى أنّ مجتمع المعلومات، أضحى معيارا أساسيا لقياس نمو أو تخلّف الدول· مشيرا إلى أنّ الإعلام اليوم أصبح من العناصر الرئيسية في ازدهار الأمم، في حين أن اختلاله يعتبر من العوامل الأساسية لتراجعها· وأكّد الباحث الأكاديمي في الاتصال، أنّ التقسيم القديم الذي شهدته البشرية بداية بالمجتمعات المتمدّنة والبربرية، ثم عالم الشرق والغرب فدول الشمال والجنوب، لم يعد موجودا اليوم، لأنّ المتغيّرات الجديدة فرضت تقسيما آخر يميّز العالم البطيء غير المتحكّم في تقنية الاتصال والعالم السريع القادر على ذلك، هذا التقسيم الجديد يقول المحاضر- جاء استجابة للنمط الجديد المبني أساسا على امتلاك تقنيات الاتصال والتحكّم فيها ومن ثمّة امتلاك المعلومة··· وفي سياق حديثه، عاد ضيف المكتبة الوطنية إلى مختلف التصنيفات التي شهدتها المجتمعات البشرية استجابة لمختلف المتغيّرات، بداية بالمتغيّرات الاقتصادية التي ميّزت بين المجتمعات الزراعية والصناعية والتي في طور التصنيع، وكذا التقسيم السياسي الذي ميّز بين القطبين الاشتراكي والرأسمالي··· قبل أن يلج العالم ما أسماه الأستاذ المحاضر "الموجة الثالثة" أو "مجتمع الاتصال"· أمّا عن سيكولوجية التغيير أو تغيّر الفرد للاندماج في هذا العالم الجديد، فقد كشف المحاضر أنّ الإحصائيات الأخيرة لمنظمة الأممالمتحدة للتجارة والتنمية الصادرة في الخامس من فبراير الجاري، أكّدت أنّ استعمال الكومبيوتر من طرف الجزائريين لا يتجاوز نسبة 5%، في حين لا يستعين الجزائريون بالأنترنت إلاّ بنسبة 1.6 %، وهي الأرقام التي وصفها الأستاذ مزيان بالمقلقة والكارثية·· داعيا إلى ضرورة سعي الفرد بنفسه إلى تغيير نفسه واكتساب قدرات التحكّم في تقنيات الاتصال وولوج عالم المعلومات، الذي أصبح إلزاما وليس اختيارا، كما على الفرد - حسب مزيان - أن يتعلّم تجاوز الأساس الوجداني واكتساب تقنية التفكير بشكل نسقي، والعمل على تحقيق نجاح في كلّ هذه المستويات، بمعنى أنه لابدّ على الفرد أن يتعلّم التفكير بطريقة شاملة، منطقية، نسقية وببديهة حدسية·