ضبطت وزارة التعليم العالي لائحة اسمية تضم أزيد من 50 باحثا جزائريا محترفا يعملون على مستوى جامعات ومخابر دول الخليج العربي والذين أبدوا رغبتهم في العودة إلى الوطن وإعادة إدماجهم في مناصبهم التي استقالوا منها وقد اشترطت الأدمغة الجزائرية أن توفر لهم نفس ظروف العمل التي اشتغلوا فيها في الدول الأجنبية من مخابر ووسائل عمل.. ومن المتوقع أن يرتفع عدد الباحثين الجزائريين الراغبين في العودة إلى الوطن إلى نحو 1000 باحث يتوقع استقبالهم على مدار العامين القادمين أو في آفاق .2015 ويشير المدير العام للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي الدكتور حفيظ أوراق في رده على سؤال ''المساء'' إلى استعداد الوزارة التام لاستقبال الباحثين الجزائريين الراغبين في العودة إلى الوطن وسيتم إعادة إدماجهم في مناصبهم التي سبق وأن استقالوا منها قبل هجرتهم نحو الخارج مع توفير أقصى ما يمكن توفيره من إمكانيات مادية ووسائل عمل أساسية تكون في نفس المستوى المعمول به لدى الدول الأجنبية أو أقرب إلى ذلك. ويشير السيد أوراق إلى سلسلة المراسلات التي تمت بين مديريته والباحثين الجزائريين المتواجدين بعدد من دول الخليج والتي انتهت بضبط لائحة مؤقتة تضم لحد الآن أزيد من 50 باحثا في مختلف التخصصات العلمية والتكنولوجية منها الطب والهندسة والكيمياء، ويتواجد العدد الأكبر من الباحثين الراغبين في العودة بالمملكة العربية السعودية فيما تتراوح المدة التي قضوها بدول الخليج بين 15 و20 سنة اكتسبوا خلالها خبرة هامة خاصة مع احتكاكهم بباحثين أجانب من دول أوربا وخاصة من أمريكا. ومن المتوقع أن تدفع هذه الخطوة المعلنة من قبل الباحثين الجزائريين المقيمين بدول الخليج والتي قوبلت برد إيجابي من قبل الجزائر بالعديد من نظرائهم المقيمين بشكل خاص بعدد من دول أوربا التي تسجل أكبر عدد من الباحثين والأدمغة المستقرة بها منذ أزيد من 20 عاما ويعول عليهم كثيرا في المساهمة في تطوير قطاع البحث العلمي بالجزائر وبالتالي المساهمة في تطوير مختلف القطاعات التي لها علاقة بالاقتصاد والصناعة نظرا للخبرة والسمعة التي اكتسبوها خلال فترة الغربة. وعلى الرغم من الظروف المتوفرة بدول الخليج والدول الأوربية والتي تلائم كثيرا عمل الباحثين والمفكرين غير أن حالة التمييز التي يعاملون بها دفعت بهم إلى التفكير في العودة إلى الوطن خاصة مع التحولات التي تعرفها بلادنا والحركية التي مست جميع جوانب الحياة علما أنه وعلى الرغم من قضاء الباحثين فترة عمل تفوق ال15 عاما بعدد من دول الخليج إلا أنهم ظلوا محرومين من مزايا عديدة على غرار تمدرس أبنائهم ووثائق الإقامة ... ويشير السيد أوراق الذي نشط، أمس، ندوة إعلامية بمركز البحث في الإعلام العلمي والتقني إلى جملة التحفيزات التي حملت وستدفع بالباحث الجزائري المغترب إلى العودة إلى الوطن ومنها الظروف الاجتماعية التي يعيشها الفرد الجزائري والتي عرفت تحسنا كبيرا، بالإضافة إلى الأهمية التي حظي بها قطاع البحث العلمي خلال السنوات العشر الأخيرة، حيث استفاد من إنجازات قاعدية هامة ووسائل كبيرة بالإضافة إلى رفع الميزانية المخصصة للبحث العلمي والتي تعادل 6,0 من الناتج الداخلي الخام. غير أن هذه الميزانية تبقى ضعيفة حسب الدكتور أوراق الذي دعا إلى رفعها إلى نسبة 1 بالمائة من الناتج الداخلي الخام للتمكن من النهوض بواقع البحث العلمي والتكفل بالباحثين بشكل أحسن على الرغم من أن هذه النسبة تبقى ضعيفة إذا ما قارناها بما هو معمول به بباقي الدول على غرار الأوربية التي تخصص ما بين 2 و3 بالمائة من ناتجها الداخلي الخام لقطاع البحث العلمي فيما تخصص الدول النامية على غرار البرازيل وماليزيا.. ما بين 1 و2 بالمائة من ناتجها الخام.