يحيي المركز الثقافي الجزائري بباريس احتفالية خمسينية الاستقلال، برزنامة من الأنشطة الثقافية والفنية المعبقة بذكريات التاريخ، ومن ضمن ما تم تحضيره معرض جماعي يضم تشكيلة منوعة من الفنون. تحضر ألوان مختلفة تمثلها النصوص والصور والنحت والرسم التشكيلي، يجمع بينها موضوع الاستقلال الذي سيكون بمثابة نقطة انطلاق لإبداعات جديدة تحمل عنوان ''أعمال في صدى'' توقعها مجموعة من الفنانين الذين اختار بعضهم أن ينجز أعمالا مشتركة تحت عنوان ''أعمال في ثنائية''. معرض ''أعمال في ثنائية'' ينطلق من 6 الى 23 جوان القادم أما معرض ''أعمال في صدى'' فسيقام من 27 جوان الى 13 جويلية القادمين. بعد خمسين عاما لا يزال التاريخ في ساحة المعركة ولا تزال الجراح مفتوحة بين الجزائر وفرنسا، مما أنتج آلاما واحساسا بالانتقام وفي احسن الأحوال محاولة الهروب من الذاكرة التي لا ترحم، وضمن هذه الذاكرة يعرض مخزون هائل من الأرشيف الخاص الذي يكمل الأرشيف الرسمي لفرنسا المتحفظ عليه. يحضر المعرض المؤرخ بنجمان استورا بأرشيفه الذي اعتبر هاجسه الكبير، خاصة أرشيف الآخر من خلال مقتطفات من الحياة الحميمية والتي تكون أحيانا أكثر أهمية من التقارير الرسمية. معرض الأرشيف بعنوان ''التاريخ التفاعلي'' وهو انعكاس لكتاب استورا ''الجزائر 1954-''1962 الذي يجمع رسائل، دفاتر ونصوصا لفرنسيين وجزائريين أثناء حرب التحرير، كما يحاول إيقاظ التاريخ وجعله متحركا من خلال خطوة الى الأمام تجمع، خاصة الفنانين الذين سيحوّلون ساحة المعركة (الحرب) الى ساحة للإبداع والتواصل، وبذلك يتلاشى الصمت لتسكن مكانه لقاءات إنسانية راقية. يشترك الفنانون في ثنائية على نفس العمل (لوحة تشكيلية على القماش)، هم جزائريون وفرنسيون يعطون الكلمة لشهود الذاكرة، كما انهم يقفون وقفة تحية لمبدعين وكتاب ارتبطوا بفكرة الاستقلال. للإشارة، سبق لهؤلاء الفنانين أن عملوا بشكل جماعي في ورشات لتقديم أعمال مشتركة في إطار الذكرى 140 لتأسيس بلدية باريس وجابت أعمالهم المدينة. يبقى المعرض نافذة مفتوحة على تاريخ الجزائر من خلال الشهادات والصور والأرشيف المهرب من ملحمة الاستقلال والمتلألئة بالألوان والحكايا ونعومة قماش اللوحات وتمازج الثقافات والنصوص، وهي أعظم تحية أمام ذكرى .1962