شاركت جمعية التحدي والعزيمة في فعاليات الأبواب المفتوحة بالمركز الثقافي لعين النعجة 2، من خلال عرض ما جادت به أنامل فتيات الجمعية من أعمال استقطبت الجمهور، الذي لم يضيّع فرصة التدقيق في الأعمال المنجَزة، والتي تنبئ عن إخلاص كبير في الإنجاز وجمال في العرض، علاوة على الابتسامة الرائعة التي استقبلت بها الفتيات الزوار، والتي ترجمت صمت سمية عزوز وفدوى حمايدية، والأمل الذي يحرّك جميلة سالم فوق كرسيّها المتحرك. كل شيء أمامهن كان يشع جمالا ما شاء الله، فالناظر إلى المشغولات والأعمال المعروضة يلاحظ قمة الإبداع في أعمال هؤلاء الفتيات المصابات بإعاقات حسية وأخرى حركية، وهو الأمر الذي يعكس أيضا أن الإعاقة الحقيقية تكمن في أصحاب العزائم المشلولة، فبإمكانات بسيطة جدا استطاعت جميلة سالم أن تزيّن جناحها الصغير بستار ”باج” أخاطته بنفسها، وبعض القطع التي تزيّن الطاولات بألوان مختلفة مزيَّنة بالدونتال، حضّرتها بأناملها العسجدية وقطع أخرى من القماش... وبنظرة مثقلة بالأمل والألم قالت ل ”المساء”: ”أحب العمل بكل جوارحي، وأجد نفسي في قمة السعادة وأنا أحضّر هذه الأشياء الجميلة التي نحتاجها في يومياتنا. الحمد لله، لديّ شهادات تحصّلت عليها من مركز التكوين المهني للطرق الأربعة، فمن خلال العمل يمكنني الحصول على الاستقلالية؛ فأنا أود العمل بعرق جبيني، وكل ما أتمناه هو الحصول على محل من محلات السيد رئيس الجمهورية”. وحول عشقها للنشاط اليدوي قالت جميلة: ”منذ الصغر كنتُ مولَعة بالحرف اليدوية على غرار الكروشي، الذي أتقنه إلى جانب الحياكة التي تعلّمتها في المركز. أحب الاعتماد على نفسي، وأرفض نظرة الشفقة من المجتمع؛ فأنا أحب العمل والتعب مثل الجميع، والحمد لله، لديّ إرادتي، وهي أفضل ما لديّ”. أما كلٌّ من سمية عزوز وفدوى حمايدية من الصم البكم، فقد وهبها الله أنامل إبداعية تغازل الريشة، فتترجم جمالا وإبداعا إلى جانب تحضير لوحات في قمة الجمال، بالاعتماد على الجوارب الحريرية النسوية، حيث تعتمدان في تحضيرها على الرسكلة، إذ تقومان بتلوينها وتشكيل مختلف أشكال الورود والزهور البرية بها، لتُجمع في باقة تصنع لوحة رائعة يمكن الاعتماد عليها في تزيين الصالة أو تقديمها كهدية مميزة لشخص عزيز. كما عرضت الحرفيتان لوحات الورود المصنوعة بالحاشية بأشكال وألوان مختلفة. ومن الفودان استطاعت البنتان أن تصنعا علبا لوضع الزينة بأشكال جديدة، على غرار ”الكوكياجة” مقعد تصديرة العروس وغيرهما من الأشكال الجذابة. وللمطبخ حضّرتا خضرا وفواكه للزينة من مختلف أنواع القماش حسب اللون الطبيعي لكل نوع. سمية وفدوى تتواصلان بشكل رائع بلغة الإشارة في رقة متناهية، نظرتهما تحمل الكثير؛ أمل في الحصول على محل لممارسة نشاطهما والمواصلة في عالم الإبداع، إظهار مختلف المهارات التي في مكنوناتهما والتأكيد للآخر أن الإعاقة لا يمكن أن تكون أبدا حاجزا أمام الإبداع. تحدّثت إلينا السيدة زهية شاوشي عضو بالجمعية حول نشاط الفتاتين فقالت: ”إنهما رائعتان، لا تَكلاّن ولا تملاّن، تسعيان دوما للتطور وتقديم الأحسن، أعمالهما دوما تُبهر من يشاهدها، وهذا فخر كبير لنا”.
دباغي علجية تؤكد:الورشات المحمية تخدم المعاق أكدت السيدة دباغي علجية رئيسة جمعية ”تحدّي” للمعاقين، أن مشروع الورشات المحمية الذي طرحته على السيدة سعاد بن جاب الله وزيرة التضامن والأسرة، والذي تعمل حاليا على مراجعة نصوصه، يُعتبر من بين المشاريع الهامة التي تخدم المعاق، خاصة أن الكثيرين من ذوي الاحتياجات الخاصة من خرّيجي مراكز التكوين المهني، لديهم شهادات في التكوين وأخرى جامعية وصنعة أيضا، لكن، للأسف، اقتحام مجال الشغل صعب جدا على المعاق؛ ”ولهذا نسعى لمساعدته على العمل للاسترزاق. وهنا أود الإشارة إلى أن التنمية المحلية في بلادنا موجودة، وهو ما يُلزم رئيس البلدية بالعمل وفق برنامج تنموي يُدمج من خلاله المعاقين؛ فهم أيضا مواطنون لديهم الحق في العمل”. وفي إطار هذه الورشات المحمية وبالتعاون مع محسن حصلنا على عرض تحضير 10 آلاف علبة مناديل خاصة بالأعراس، سيشرف معاقون على تحضيرها، وهذه فرصة لمساعدتهم على العمل.