كشف رئيس جمعية طب الأورام، الأستاذ كمال بوزيد، مؤخرا على هامش لقاء حول كيفية التكفل بأورام المخ في الجزائر، بحضور خبراء من فرنسا، عن تسجيل عجز في التكفل بفئة الكهول المصابين بأورام المخ مقارنة بفئة الصغار. وأكد الأستاذ بوزيد أن فئة الأطفال المصابين بأورام المخ تحظى بتكفل أحسن مقارنة بالكهول، لأن حالة الأطفال تستدعي الجراحة، ثم العلاج الكميائي دون العلاج بالأشعة، مضيفا أن التكفل بفئة الكهول المصابين بهذا الداء يتطلب الجراحة، ثم العلاج بالأشعة، إلا أن «قلة المراكز» التي تتكفل بهذا النوع من العلاج وابتعاد مواعيده يجعل فرص الامتثال إلى الشفاء «محدودة جدا». وتأتي أورام المخ في المرتبة الثانية لدى الأطفال من مجموع الإصابات في الجزائر بعد سرطان الدم، وفي المرتبة السابعة لدى الكهول، كما يعتبر هذا النوع فمن السرطان من بين الأورام التي يتم الكشف عنها ب «سهولة» في الجزائر، حسب ما أكده نفس المختص. أما رئيس مصلحة جراحة الأعصاب بالمؤسسة الاستشفائية سليم زمرلي، الأستاذ بن عيسى عبد النبي، فيرى من جهته أن الأورام غير الخبيثة يتم التكفل بها «جيدا» من خلال الجراحة والعلاج الكيميائي، وتتماثل الحالات المصابة بهذا الداء الشفاء. وبخصوص الأنواع الخبيثة، أكد المختص أنها تستدعي الجراحة، ثم العلاج بالأشعة خلال الأسابيع الثلاثة الأولى التي تلي العملية الجراحية، مؤكدا أن التكفل المتأخر بالعلاج بالأشعة يتسبب في تدهور حالة المريض وفشل كل مراحل التداوي التي تسبق العلاج بالأشعة. وتبقى أورام المخ التي تصيب الكهول من بين أنواع السرطان التي لا تحظى بتكفل جيد من طرف المختصين في الجزائر، لكن النقص المسجل في العلاج بالأشعة يقف عائقا في وجه مختلف مراحل العلاج الأخرى، حسب الأستاذ عبد النبي. ويتكفل مستشفى سليم زملي لوحده بأكثر من 300 حالة سرطان مخ سنويا تشمل جميع الفئات العمرية، والمؤسسة الاستشفائية المتخصصة في مكافحة السرطان «بيار وماري كوري» بحوالي 50 حالة أورام المخ لدى الأطفال. للإشارة، تسجل سنويا بين 1500 و1700 إصابة جديدة، ويرى المختصون أن عدد هذه الحالات لا يعكس الواقع، الذي قد يتجاوز 3500 حالة جديدة سنويا.