أكدت وزيرة الثقافة، خليدة تومي، أن تظاهرة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015"، تعد حدثا يخص كل الجزائريين، مطالبة بأن تكون الولاية عاصمة بالمفهوم الجزائري من أجل فتح أبوابها لاستقبال كافة العرب من مختلف أنحاء العالم. واستنكرت الوزيرة، أمس، خلال اللقاء الذي عقدته بمقر ولاية قسنطينة مع المسؤولين المحليين لمتابعة مشاريع التظاهرة، بعض الأصوات التي ارتفعت مؤخرا مستغلة بعض وسائل الإعلام للدعوة إلى العنصرية والتفرقة بين أبناء البلد الواحد من عرب وأمازيغ، حيث قالت إن "الثقافة هي السلم وهي تفتُح على الأخر وأن الجزائر غنية وفخورة بتعدد الثقافات الموجودة بها". ودعت الوزيرة إلى تكوين تحالف يجمع كافة أطياف وشرائح المجتمع القسنطيني لإنجاح تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، بعيدا عن الحسابات الضيقة والصراعات السياسية، حيث أكدت أن هذه التظاهرة ستعود بالنفع على سكان الولاية وحتى الولايات المجاورة من خلال المشاريع الضخمة التي ستستقبلها والتي ستحسن دون شك الحياة الثقافية لقاطني وزائري عاصمة الشرق الجزائري. وأضافت ممثلة الحكومة أن رئيس الجمهورية يتابع الملف شخصيا ويوليه اهتماما كبيرا، معتبرة أن الولاية ستستقبل خلال هذه التظاهرة 15 مشروعا ضخما سيغير من وجه الولاية، حيث ستوزع هذه المشاريع عبر كافة أنحاء الولاية، كما ستستقبل كل دائرة من دوائر قسنطينة الست، مشروعا ضخما يمكنه نفض الغبار عن النشاطات الثقافية بالمنطقة. وأعلنت الوزيرة في السياق، عن تخصيص مشروع لإنشاء مسرح جهوي بمدينة الخروب ليكون ثاني مسرح جهوي بمدينة الجسور المعلقة التي لها تاريخ كبير في الفن الرابع، مؤكدة أن قسنطينة سيكون لها معرض دولي للكتاب بمجرد إنهاء مشروع قصر المعارض الذي سينجز بعين الباي، هذا بالاضافة إلى مشروع لإعادة ترميم 6 قاعات سينما ببلديات قسنطينة، الخروب وعين السمارة وتجهيزها بأحدث المعدات التقنية. وقالت الوزيرة إن 50 % من المشاريع سواء التي سيتم إنجازها أوتلك التي ستخضع للترميم، ستكون جاهزة خلال افتتاح التظاهرة بتاريخ 16 أفريل 2015، على أن تستكمل بقية المشاريع مع اختتام التظاهرة، وطالبت المسؤولين التنفيذيين بدعم مركز المراقبة التقنية للولاية بعمال من مراكز أخرى بولايات مجاورة بسبب الضغط الذي فرض عليه بعد دخول عدد كبير من المشاريع حيز الإنجاز في وقت واحد. وأوضحت المتحدثة أن الدولة ستبقى حريصة على استثمار الأموال في مشاريع ثقافية عامة تكون ذات نوعية عالية وتشرف على مراقبتها ومتابعتها لجنة استشارية تعمل بالتنسيق مع الوكالة الوطنية لتسيير المشاريع الثقافية الكبرى للتحضير الجيّد لهذه التظاهرة الثقافية الهامة. واستمعت الوزيرة خلال هذه الزيارة إلى عرض حول أهم المشاريع التي ستحتضنها قسنطينة استعدادا للتظاهرة، قدمه الأمين العام للولاية، كما كانت لها زيارة لبعض المرافق الثقافية التي ستعرف أعمال ترميم وتهيئة بمناسبة "قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015" على غرار دار الثقافة محمد العيد آل خليفة، قصر الثقافة مالك حداد وقصر الباي.