نظم قصر الثقافة مؤخرا عرضا مفتوحا حول إعادة تشكيل طقوس شد الحزام للعروس عبر مناطق مختلفة من أرجاء الوطن، حيث يعد زينة لا تتجزأ من بعض الأزياء التقليدية المصاحبة للملحفة، كما أنه أكسسوار له دلالات اجتماعية تعبر عن تحكم المرأة في زمام أمور حياتها الزوجية. وأشارت نصيرة مالك عزوف، عضو اللجنة المنظمة للطبعة الثالثة لمهرجان الزي التقليدي، إلى أن هذا العرض الذي أعاد إحياء تقاليد من حفلات زفاف مناطق مختلفة من الوطن، على غرار ولاية خنشلة، المناطق الصحراوية، النعامة، تلمسان، الأغواط وباتنة، سمح بتعريف طرق ربط الحزام الذي يلتقي في بعض النقاط ويختلف في البعض الآخر. وتضيف المتحدثة أنه رغم تشابه هذه العادة بين مناطق عديدة من الوطن، إلا أن الاختلاف يكمن أساسا في كيفية الربط ونوع الحزام واليوم الذي تحزم فيه العروس، إلى جانب الشخص الذي يقوم بذلك والأطعمة التي تحضر وتقدم في ذلك اليوم، على غرار “المردود” والكسكس و”الرفيس”. وتؤكد أن للحزام رمزية ودلالة اجتماعية تعبر من خلالها المرأة عن استعدادها للحياة الزوجية وتحملها مسؤوليات جديدة وسط أفراد عائلتها، وحول هذه العادة، تقول نادية العلاوي مشاركة من منطقة البويرة، بأن حزم العروس يتم في ثاني يوم من الزفاف في بيت زوجها ويقوم كبير أهل الزوج، الحام أو الصهر، بلفه حولها بعدما ترتدي اللباس القبائلي، إذ يشترط أن يكون الحزام من الفضة ويتم قص خصلة صغيرة من شعر الزوجة الجديدة كنوع من الفال، ثم تعطي العروس هدية تقدير للشخص الذي قام بحزمها. هذا الحزام، تضيف المتحدثة، له دلالات اجتماعية توصي من خلاله الأم ابنتها العروس بالصبر داخل بيت زوجها والقيام بالواجبات الضرورية مع أسرتها. في اليوم السابع من الزفاف، تخرج العروس من بيت زوجها لجلب الماء وعند عودتها تحزمها حماتها، وهو فال لبقاء الزوجة في بيت زوجها. من جهة أخرى، تقول نصيرة بوقار من ولاية النعامة؛ رغم تعدد القبائل في هذه المنطقة مثل؛ المجاذبة، القصور، العمور، الحميان والغياترة، فلكل هذه العروش عاداتها الخاصة في شد الحزام، إلا أن العادة الشائعة التي تطغي على سكان النعامة بالحزم في ثالث يوم بعد الزفاف، عن طريق تحضير أم العروس “المردود”، الكسكس، “السفة” و”الرفيس” وأخذه إلى بيت العريس. كما يجهز من جهة أخرى بعد الفطور، طبق به مختلف المكسرات، الحلويات والتمر يوضع أعلى الطبق الحزام، ثم يأخذه الحام ليحزمها وتعطي له مبلغا معينا من المال، بعدها ترمي 7 ملاعق في الأرض وتمر فوقها، يقال أن بذلك “تعمر دارها” أي تنجب العديد من الأطفال. وأضافت المتحدثة أن النساء في الأصل كن يستخدمن الأحزمة الصوفية المنسوجة من ألوان مختلفة يتم وضعها على خصر المرأة بدوران متعدد، مما يسمح بتنظيم الثنية وتسوية طول الثوب، أما في الوقت الحالي وبتأثيرات العادات الحضرية، فأغلبية النساء توجهن إلى استخدام الأحزمة الفضية التي لها دور تزييني أكثر نفعا.