يشارك ثلاثة مصممين جزائريين في "أيام التصميم دبي” بالإمارات العربية المتحدة، من 17 إلى 21 مارس الحالي إلى جانب عدد من المصمّمين من مختلف نقاط العالم، وتشرف الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي على عرض ثلاثة تصاميم لكلّ من فريال قاسمي إسياخم، حمزة دريوش وآدم سلماني. ستشهد الدورة الثالثة من معرض ”أيام التصميم دبي” تقديم أعمال تركيبية مجسَّمة وعروض أدائية حية تنطلق بمفاهيم التصميم الحديثة والمعاصرة نحو آفاق واعدة، ويستقطب الحدث عشّاق فن التصميم التوّاقين لاقتناء التصاميم الفريدة والاستثنائية. وستكون المشاركة الجزائرية إلى جانب نخبة من أشهر المصمّمين ودور التصميم في العالم من أمثال توم برايس، مايكل أناستاسياديس، جايلز ميلر ستوديو، بنجامين مازين، وإلين إن جي يان لينغ الذين سيمزجون بين الأفكار الرقمية والعضوية، وستقام هذه السنة عروض حية يقدّمها كلّ من تشن تشن وكاي وليامز وفريق ”جي تي 2 بي” وتمثل التصاميم والعروض الحية ثقافات وتقنيات متعددة من المملكة المتحدة، الولاياتالمتحدةالأمريكية، الصين، الشيلي، سويسرا وكندا. وستشارك المصممة فريال قاسمي اسياخم بمجسم عبارة عن منضدة على شكل صندوق صغير مبطن بالجلد واستعملت فيه النسيج وعوارض خشبية، والمبدعة فريال قاسمي إسياخم خريجة المدرسة العليا للفنون الجميلة حائزة على شهادة في التصميم الفني والتهيئة، تم في 2003، اختيارها للمشاركة في المعرض الجماعي الخاص بالتصميم الجزائري، وذلك بالرواق الخاص بتثمين التجديد في مجال الأثاث ”في إي آ« بباريس، في السنة الموالية شاركت في المعرض الكبير ”صنع في إفريقيا” بفرنسا، كما تم عرض أعمالها ضمن تظاهرة سانت إيتيان الدولية سنتي 2004 و2008. وتم إدراج أعمال فريال قاسمي إسياخم ضمن معرض ”المغرب، تصاميم جديدة” المنظم من طرف المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر بالجزائر، وكذلك أثناء افتتاح ”دار عبد اللطيف” في 2009، وانخرطت عام 2010 في مجموعة عمل لبعث الفنون الحرفية الجزائرية وذلك لحساب المنظمة الألمانية ”جي تي زاد” وفي إطار المشروع نفسه شاركت عام 2010 بالمعرض الجماعي الذي نظّم بكولونيا تحت عنوان ”مصمّمون وحرفيون”، بالإضافة إلى مشاركات وطنية أخرى. أما مواطنها حمزة دريوش فيشارك بمجسّم مقعد توريس مصنوع من الخيزران وعجلة هوائية ونسيج، والفنان تحصل في 2011 على شهادة في التصميم الفني والتهيئة من المدرسة العليا للفنون الجميلة بالجزائر، وذلك على مشروعه الجريء المتعلق بإنجاز رواق تطوري للعروض المعاصرة، يعيش ويعمل بالقليعة كما يعمل كمصمّم للمجسمات، وقد شارك بهذه الصفة في الطبعة الثانية للمهرجان الإفريقي بالجزائر سنة 2009. وفي نوفمبر 2011 عمل في إطار تظاهرة ”تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية” بمكتب الهندسة المعمارية الخاص بالمعالم التاريخية والتابع لوزارة الثقافة، وفي هذا الإطار، استثمر حمزة دريوش موهبته ومهاراته في مشاريع تندرج ضمن ما يسمى ب ”هندسات التراب”، وهو موضوع المعرض الذي تم تنظيمه في تلمسان، وشارك في إنجاز وتصميم جانبه الركحي. بالنسبة لآدم سلماني فسيمثل نفسه بكرسي ”غريف” عبارة عن صفيحة معدن مدهونة، والفنان منذ صغره أحب بشغف كبير هياكل السيارات ولاسيما السيارات النفاثة، كان يقضي وقته في رسم السيارات، أحيانا من خياله وأحيانا من خيال نماذج حقيقية، التحق في 2004 بالمدرسة العليا للفنون الجميلة بالجزائر، حيث درس التصميم الفني والتهيئة، اشتغل بعد ذلك بوكالات ابتكار التصاميم حيث نمى مهاراته وتحكّمه بأدوات الإعلام الآلي. قام آدم في 2010 بابتكار تصاميم كثيرة خاصة بتهيئة المحلات التجارية والصيدليات وغرف العرض، وكان قد تناول في مذكرة تخرّجه مشروعا عصريا لمقهى موريسكي، ليصبح بعد ذلك مستشار تصاميم، وعلى الرغم من أنه مطلوب بكثرة من طرف الوكالات والمؤسسات، إلا أنه يكرس جل وقته لإنجاز ابتكاراته الشخصية، وشارك في معارض كثيرة، بدار عبد اللطيف بالجزائر العاصمة في 2008، والمهرجان الإفريقي الثاني بالجزائر في 2009، كما قام بعرض أعماله في جوان 2011 أثناء الجلسات الوطنية للعمران، وبقي آدم سلماتي وفيا لشغفه الأول، إذ أنه يصر على استخدام بعض التفاصيل المستوحاة من هياكل السيارات في أغلب تصاميمه. واختار المعرض خمسة مصممين معروفين للانطلاق في رحلة إبداعية تتمثل في ابتكار سلسلة من التصاميم التركيبية المجسمة الخاصة بالحدث، ومن الأعمال المحفزة للأفكار التي ابتكرها المصممون المشاركون العمل المعنون ”فول تورن” للمصمّم بنجامين مازين، بالتعاون مع مؤسسة ”باكاريني”، ويرتكز على شاشات آي باد تدور بسرعة على محور واحد إلى الحد الذي ينهك من يشاهدها ذهنيا. وتمنح التظاهرة ورشات العمل العديدة فرصة قيمة أمام المشاركين لتطبيق المفاهيم والنظريات بشكل عملي تحت إشراف مختصين عالميين وقادة ناشئين من منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك المعلمون والممارسون في مجال التصميم، نأتي على ذكر بعض منها، حيث تقام ثلاث ورش عمل مختلفة بهدف إرشاد المشاركين من خلال التدريب العملي إلى كيفية صنع مواد ثلاثية الأبعاد بإتباع عمليات مختلفة، وتشكل تقنيّة التفريغ نقطة البداية في ورشة العمل التي يديرها المصمم فرانسيسكو توريس الذي تلقى تعليمه في سويسرا والمقيم في مكسيكو، ومن جهة أخرى سينخرط المشاركون في ورشة العمل التي يديرها مدراء شركة التصميم الإيطالية ”مولتو إلاستيكو” الكائنة في كوريا- في تجربة استخدام عناصر نظام حاصل على براءة اختراع عملت الشركة على تطويره.
