لم يكن أكبر المتفائلين من أنصارمولودية وهران، يتوقع فوز فريقهم بنتيجة عريضة بأربعة أهداف مقابل هدف واحد على فريق شبيبة الساورة المعروف عنه صلابته خارج قواعده، إذ سبق له وأن عقّد مهمات العديد من الفرق وبداخل ديارهم، وأولها رائد البطولة الاحترافية الأولى إتحاد العاصمة. فتشكيلة المولودية أطلت على محبيها بوجه مغاير تماما عن الذي ألفوه منها، قال عنه مدربها عمر بلعطوي بأنه نتاج تحضير جيد طيلة الأسبوع، ووعي كبير من لدن لاعبيه بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم تجاه فريقهم، دون أن يضغط عليهم أويزودهم بتعليمات في هذا الشأن بحسبه، رغم اعترافه بأنه لم يكن ينتظر انتفاضتهم بهذا الشكل، وفوزهم بتلك الحصة الثقيلة، لكنه طالب منهم أن يدخلوا في صلب الموضوع منذ صافرة البداية قصد إحراز هدف مبكر يريح نفسيتهم في الوقت المتبقي، وهوما باشربه زملاء نساخ رغم بعض التخوف الذي ظهر على طلتهم كضيفهم فريق الساورة، لذلك تأخر صنع فرص التسجيل إلى غاية الدقيقة ال18، وجاءت بواسطة القذف من بعيد، وتكفل به قائد ”الحمراوة” براجة لتستمر الإغارة على مرمى الساورة إلى غاية تسجيل أول هدف حمراوي من قبل داغولو في الدقيقة ال34 بعد قذفة أرضية مخادعة، فجّر فرحة عارمة في دكة بدلاء فريقه وفوق المدرجات، ليضيع نفس اللاعب فرصة أخرى دقيقتين بعد ذلك وبواسطة قذفة أيضا. وما ميّز المرحلة الأولى والمباراة عموما، هوالإندفاع البدني من المجموعتين ما حتم على الحكم الرئيسي حواسنية إشهار البطاقة الصفراء سبع مرات، زيادة على بعض المناوشات بين بعض اللاعبين، لكن من دون أن تتجاوزالحدود المعقولة، ليستمر التنافس في شوط ثان كان ثريا من حيث الأهداف، حيث أضاف فيه الوهرانيون ثلاثة أهداف بواسطة داغولو مرة ثانية في الدقيقة 54، والشاب الواعد فكيح على مرتين (د56 و68)، والذي يفتح عداد أهدافه مع فئة الأكابر في أول طلة له معهم، ويكون بذلك قد سجل نقاطا لدى مدربه بلعطوي الذي قال عنه وعن أداء فريقه ما يلي: ”لقد سمعت كل خير عن فكيح، فما كان مني سوى المناداة عليه دون أن أمارس عليه ضغطا من أي شكل، بل تركته بكامل أريحيته سواء في التدريبات أو في المباراة، وأظن أنه في طريق من سبقوه من خريجي مولودية وهران كبورزامة وهشام وغيرهما، واليوم كنت أنتظر الفوز ونستحقه، لكن ليس بهذه الحصة، المهم أننا حققناه، والحمد لله حتى نتائج الجولة خدمتنا، وهذا سيرفع معنوياتنا أكثر تحسبا للمقابلات القادمة”. أما مدرب الساورة آلان ميشال، فاعتبرأن فريقه لم يقدم ماكان منتظرا منه ”مقارنة بمولودية وهران التي بذلت ما يلزم، حتى تتخلص من بؤسها، وتحسن وضعيتها في جدول الترتيب، فإن فريقي كان على الهامش، وإكتفى بلعب دقائق فقط بيّن فيها بأنه يحسن لعب كرة القدم، لكن ماعدا ذلك فيمكنني القول أننا أدينا لقاءا وديا”.
إعانة مالية أخرى لتسوية المستحقات نهائيا من جانب آخر، تنفست إدارة الرئيس يوسف جباري الصعداء بعدما ضخت السلطات المحلية إعانة مالية في خزينة الفريق مبلغ مليار ونصف المليار سنتيم، وهي إعانة كان من المفروض أن يحصل عليها الفريق شهر ماي القادم، لكن تدخل المسؤول الأول في ولاية وهران عجل بضخها ومنح إدارة يوسف جباري، فرصة تخلصها من هم مستحقات اللاعبين نهائيا، وقد يكون ذلك بعد لقاء الساورة، كما سيعمد جباري إلى جر الثنائي الحاج صادوق عضو الجمعية العامة وسالم فوضيل الرئيس السابق للجنة الأنصار إلى أروقة المحاكم، لمقاضاتهما حول ما إعتبره قذفا في حقه بعد الإنتقادات اللاذعة التي كان وجهها له الثنائي صادوق وسالم على أمواج قناة فضائية خاصة.