تتطلع الدكتورة كريمة سي بشير، مختصة في علم النفس العيادي، بعد أن قامت بدراسة ميدانية حول استراتيجيات تعزيز الأمن النفسي والاجتماعي، إلى إنشاء مركز للبحث التدريبي بغية تحسين معدل الشعور بالأمن الذي تراه منخفضا لدى الشباب، وهو المشروع الذي تعمل عليه اليوم بعد أن قامت بتسطير الإستراتيجيات النفسية والاجتماعية التي تعتمد عليها في بناء برنامج علاجي. يعتمد البرنامج العلاجي حسب الدكتورة كريمة على جلسات علاج يتم من خلالها تحسين الشعور بالأمن النفسي والاجتماعي، ومنه بلوغ ما يصطلح على تسميته بالوحدة النفسية، ويرجع الاهتمام بهذا الموضوع حسب المتحدثة إلى تطلع كل أفراد المجتمع إلى التمتع بما يسمى بالوحدة النفسية والاجتماعية، حيث يقوده ذلك إلى التحكم الذاتي في نفسه. ترجع الدكتورة كريمة انخفاض معدل الشعور بالأمن النفسي والاجتماعي لدى الشباب إلى عدة عوامل منها؛ مشكل البطالة الذي يعتبر بمثابة الهاجس الذي يرافقهم بمجرد إنهائهم للدراسة، وثاني هاجس يتمثل في أزمة السكن، فإن حدث وحاز على منصب عمل، تدفعه غريزته الفطرية إلى إكمال نصف دينه، ومنه يطرح أمامه هاجس البحث عن السكن، ومع الاتجاه الرائج اليوم الذي يتبنى فكرة الخروج من البيت العائلي والتطلع إلى الاستقلالية، يصبح الشعور بالوحدة النفسية والاجتماعية في أسوأ حالاته نتيجة ظهور نوع من الصراع الداخلي في ذات الشاب. وتقول الدكتورة كريمة بأن من أهم الهواجس التي تعزز الشعور بضعف وحدة النفس الاجتماعية؛ افتقار الشباب للصحة النفسية والعضوية، حيث يعاني العديد منهم في مجتمعنا من أمراض مزمنة في سن مبكرة، كالضغط الدموي والسكري وأمراض القلب، وهي أمراض كانت إلى وقت غير بعيد مرتبطة بكبار السن، وهذا راجع طبعا إلى الضغوط التي يعانون منها في ظل غياب استراتيجية واضحة للتكفل بهم. تعول الدكتورة على برنامجها العلاجي النفسي والاجتماعي والبيولوجي الوقائي الإرشادي الذي لا يقتصر فقط على التكفل بالجانب النفسي، بل بالجانب العضوي أيضا الذي يعتبر مكملا للفرد ويحقق شعوره بالوحدة، وتعتبره بمثابة الحل الاستعجالي للتكفل بالشباب عن طريق تمكينهم من برامج تسهل عليهم مهمة الانخراط في عالم الشغل، إلى جانب التكفل بالجانب الصحي، من خلال توفير فضاءات لتجسيد البرامج العلاجية التي تعتبر فيها مؤسسات الدولة شريكا فعالا لإنجاح العمل العلاجي.