ما زلنا في كل مرة نربط مصيرنا (بالبتية) فالحديث والتفاؤل بخصوص ارتفاع أسعار الذهب الاسود مع بداية هذه السنة لا يشير إلا إلى أمر واحد وهو أننا ما زلنا نلف حبلا حول أعناقنا ونصله ببرميل النفط أن هوى إلى الأسفل شنقنا وان ارتفع شنقنا ايضا (ولا تسألوني كيف يشنقنا حين يرتفع حتى لا ندخل في إن واخواتها). التفاؤل المفرط وانتظار مصائب قوم لنجني الفوائد مؤشر خطير على ان مصير الأجيال القادمة مرهون إلى يوم غير معلوم ما دام أن عجلة التنمية ما تزال لم تركب في سيارة الاقتصاد، وسيارة الاقتصاد ما تزال لم تستقر في اتجاه رغم أنها متوقفة، الناس من حولنا حتى في تلك الدول التي كنا نقدم لها إعانات حسمت أمرها اقتصاديا والاستثمارات الجادة التي تخلق الثروة وتفتح المجال للأفكار بدأت ترسوا، وابسط مثال على ذلك إثيوبيا التي قررت الخروج من أفريقيا التقليدية والاستثمار في العامل البشري وخلال 2018 ظهرت علامات التنمية والتطور في بلد إلى وقت قريب كان شعبه يعاني من سوء التغذية، فما الذي يمنع بلاد مستقرة كالجزائر ومتنوعة الخيرات يمكنها الاستثمار حتى في الريح، ويعتقد البعض حين نقول الريح اننا نهزأ بهم، الرياح يا سادة طاقة والجزائر مساحاتها المفتوحة تجعل من (ريح سيدي ربي) والشمس مصدرا للطاقة لا تنتظر انخفاضا ولا ارتفاعا، ولا اريد الحديث هنا عن الفلاحة والحبوب، وحتى ( البوجغللوا) وما الله عالم به من خيرات تجعلنا نترك النفط تحت الارض قرونا عددا ونستثمر فيما هو فوق الأرض قرونا عددا أخرى تحفظ مستقبل الأجيال القادمة وحقهم في الوجود والحياة والعيش الكريم. بدلا من ربطهم ببرميل في الهابط والطالع.