انتقد، رئيس الكتلة البرلمانية لتكتل "الجزائر الخضراء"، نعمان لعور، أمس، التسهيلات التي أدرجت في قانون المحروقات لسنة 2012 لتسهيل الاستثمار في الجزائر من خلال التعديل الذي طرأ على الجباية المفروضة والتي أصبحت –حسبه- تبنى على مستوى المردودية، مؤكدا أن المشكل لا يكمن في الجباية بل على العكس "هناك مشاكل أخرى" تتعلق بعدم استقرار التشريع وخروج حزمة من القوانين والتعديلات الجديدة في كل سنة وهو ما يؤثر على مشاريع المستثمرين المرتبطة بسنوات من العمل ولا تحتمل التغيير بين سنة وأخرى، قائلا أن "عدم استقرار التشريع والفساد المالي والبيروقراطية التي طغت على الإدارة الجزائرية، والتي كانت سببا في انخفاض نسبة الاستثمار الأجنبي في الجزائر". ودعا لعور، على هامش الجلسة العلنية للمجلس الشعبي الوطني لمناقشة مشروع قانون يتضمن الموافقة على اتفاقية تتعلق بضبط الحدود البحرية بين الجزائر وتونس، إلى ضرورة ضمان استقرار التشريع وتوفير الجو المناسب لتطوير الاستثمار الأجنبي، مضيفا أنه "بتحقق هذه الشروط يمكن الحديث عن إمكانية تخفيض الجباية المفروضة اليوم"، حيث استنكر استمرار الاعتماد على بيع المحروقات دون استغلالها في حين تقوم دول أخرى كثيرة بتخزينها. من جهة أخرى، طالب لعور، بضرورة ترشيد النفقات في قطاع المحروقات ومتابعة أي تجاوز قد يحصل في هذا الإطار، مشيرا إلى قضية الشركة البترولية 'سوناطراك' التي أنفقت 800 مليون في ملتقى البترول في وهران ولم تتعرض للمتابعة القضائية، داعيا إلى ضرورة متابعة مسار المؤسسة لمنع التلاعب بالأموال وتضييعها، كما طالب لعور بضرورة الكشف عما جاء في الاتفاقيات التي أبرمتها الحكومة الجزائرية مع فرنسا مؤخرا في مجال المحروقات معتبرا أن "قضية المحروقات قضية سيادة وليست قضية سياسة لأنها ترتبط بالأجيال القادمة التي لا بد من حمايتها. كما حذر لعور، من خطورة استغلال الغاز الصخري أو ما يعرف بالغازات غير التقليدية سواء على الناحية الاقتصادية أو البيئية أو حتى بالنسبة للصحة العمومية لاسيما وأن هذه التكنولوجيا يقول- لا تزال في طور التجربة، موضحا في هذا الإطار أن المواد المستعملة لاستخراج هذا النوع من الغاز تحتوي على مواد جد خطيرة كاليورانيوم وهناك إمكانية لاختلاطها بالماء وهو ما سيؤدي إلى التلوث البيئي والمساس بصحة المواطن، وانتقد رئيس الكتلة البرلمانية موقف الجزائر من استعمال هذه التكنولوجيا الجديدة، موضحا أنها قد قبلت بأن تكون حقل تجارب تستغله فرنسا التي رفضت استعمال هذه التقنية على أراضيها، ودعا لعور في هذا السياق إلى ضرورة التخلي عن فكرة استغلال هذه التكنولوجيا وتطويرها كالطاقة الشمسية مثلا.