222 طفلا في عطلة صيفية تحت شعار "التضامن والصداقة"

"الأمة العربية" تنقل أجواء مخيم "نات كوم" بسيدي فرج

كانت الساعة تشير إلى الخامسة والربع مساء عندما وصلت إلى مخيم لأطفال المؤسسة الوطنية للنظافة لولاية الجزائر "نات كوم" بسيدي فرج. أجواء صيفية بحتة تعم المخيم مصحوبة بموسيقى جميلة وأغاني أجمل، يرددها الأطفال. اقتربنا منهم لندرك أنهم منهمكون في تحضير برنامج السهرة التي ستنطلق على الساعة التاسعة ليلا. سألنا عن باقي الأطفال، فأخبرونا بأنه كل يوم يقسم الأطفال إلى فوجين، فوج يحضّر السهرة داخل المخيم. أما الفوج الثاني، فيستفيد من جولة إلى المناطق المجاورة أو من تبادل مع المخيمات الثلاثة الموجودة بالمنطقة.
* 222 طفلا بالمخيم يؤطرهم 26 منشطا
هي الدورة الأولى للمخيم الصيفي لأطفال مؤسسة "نات كون"، الذي جاء تحت شعار "التضامن والصداقة"، وانطلق في الفاتح من جويلية المنصرم ويضم 222 طفلا تتراوح أعمارهم بين 7 سنوات و14 سنة.
وفي هذا الصدد، يقول السيد لعربي لصاق، مدير المخيم: "لدينا 158 ذكرا منهم 88 تتراوح أعمارهم بين 7 و10 سنوات و70 طفلا بين 11 و14، في حين يقدر عدد الإناث ب 64، 42 منهن تتراوح أعمارهن بين 7 و10 سنوات، و22 بين 11 و14 سنة. ويؤطر هؤلاء 26 منشطا، منهم 12 منشطة، كما يسهر على صحتهم طبيب ويرافقهم إلى البحر حارس للسباحة. وإلى حد الآن، الأمور تسير على أكمل وجه، إذ لم نسجل أي حادث أو إصابة أو حتى مرض أي طفل".
* النظافة والنظام مبدأ أساسي للمخيم
أثناء تجولنا بين خيم الذكور ومراقد الإناث، وحتى في الحمامات، أثار انتباهنا النظافة والترتيب العام الذي يعمان المخيم، وقد لاحظنا ذلك بشكل أكبر في المطبخ وقاعة الأكل أين شد نظرنا نظافة الأواني والخضر واللحوم، وهو الأمر الذي يشدد عليه المدير بشكل صارم ودون أي تهاون يوميا وبصفة دائمة مع العمال، ما يفسر عدم تسجيل أي حالة إصابة لحد الآن وسط الأطفال.
* برنامج متنوع يتناسب مع المهرجان الإفريقي
بعد تناول قهوة الصباح وترتيب الخيم وفق ما يعرف ب "البيت الجميل"، يتجه الأطفال إلى البحر للاستمتاع بالشاطئ من خلال السباحة والألعاب الخاصة وترديد أغاني المخيمات، ويعود هؤلاء في حدود منتصف النهار. وبعد تناول وجبة الغداء وقضاء القيلولة، وبداية من الساعة الخامسة مساء، يكون الأطفال على موعد مع برنامج يومي متنوع يضم جولات سياحية ونشاطات متنوعة من خلال نوادي المسرح، الفنون التشكلية، الرقص الفلكلوري والرياضة. وفي هذا الصدد، يضيف مدير المخيم قائلا "البرنامج هو برنامج تربوي ترفيهي، يدخل في إطار البرنامج العام لوزارة الشباب والرياضة حسب النصوص القانونية المسيرة للمخيمات الصيفية، ولقد حاولنا أن نأقلم برنامج النشاطات لهذه الدورة مع الحدث الذي تحتضنه الجزائر هذه الأيام، ألا وهو المهرجان الثقافي الإفريقي، من خلال السهرات الثقافية التي تضم تنافسا ثقافيا بين الدول الإفريقية من أجل تعريف الطفل بدول القارة التي يتنمي إليها، بالإضافة إلى نشاطات أخرى كحرب النجوم وتخليد بعض الأيام والأعياد مثل عيد الاستقلال 5 جويلية، أين أقمنا ندوة للأطفال عن الذكرى لتعريفهم بالمنطقة المتواجدين بها بسيدي فرج، التي شهدت دخول المستعمر الفرنسي إلى الجزائر. كما سيعرف الأسبوع الثاني للدورة، تنظيم نشاطات أخرى أهمها معرض لرابطة النشاطات العلمية لولاية الجزائر بمناسبة السنة الدولية لعلم الفلك، إضافة إلى يوم تحسيسي حول الآفات الإجتماعية الذي سينظمه ديوان مؤسسات الشباب لولاية الجزائر. كما سيقام كرنفال بالتنسيق مع المخيم المجاورة، ومسيرة كبيرة نحو ميناء سيدي فرج، وستختتم هذه الدورة بتنظيم حفل كبير يوم الأربعاء المقبل يضم كل النشاطات التي قدمها الأطفال على مدار 15يوما بالمخيم، ليتبع في اليوم الموالي بحفل ألعاب (كيرماس) وتقديم الهدايا وتوديع الأطفال يوم الجمعة وهم حاملين ذكريات لن تمحى عن مخيم "نات كوم" بسيدي فرج.