اختتمت أشغال الدورة العادية الرابعة للمجلس الشعبي الولائي لسيدي بلعباس والتي استمرت ليومين كاملين، تم خلالهما الإطلاع على تقرير قدمه الأمين العام للولاية حول مدى تنفيذ توصيات المجلس خلال الدورة العادية الثالثة، تلاه عرض المديرة الولائية للمصالح الفلاحية حول حملة الحرث والبذر للموسم الفلاحي 2021/2020، تلى ذلك مباشرة عروض قطاعات التعليم العالي وقطاع التكوين والتعليم المهنيين بخصوص الدخول واستئناف الموسم الجامعي والتكويني، كما تميزت الدورة في يومها الثاني بعرض ملفات الأشغال العمومية، البريد والمواصلات وأخيرا ملف التشغيل، وصولا إلى قيام أعضاء المجلس بالتدخل لنقل انشغالات ساكنة الولاية والتطرّق إلى مختلف المسائل والقضايا التي ترتبط بواقع التنمية المحلية. شدّد المسؤول الأول للولاية بأنه يجب على الأميار ورؤساء الدوائر بضرورة الإسراع بإتمام كل الإجراءات لإعداد القوائم في شفافية تامة، كما أكد بأنه سيسهر شخصيا على دراسة الطعون. وفي ذات السياق، كشف والي الولاية بأن وزير الحكومة عبد العزيز جراد خلال زيارته الأخيرة بولاية سيدي بلعباس منح للولاية 300 حصة سكنية صيغة السكن الريفي. وقال ليماني مصطفى خلال تصريحه بالحرف الواحد "والله ميديها واحد حتى تباشرون بتوزيع السكنات" وأبدى والي الولاية استيائه الشديد من بعض الأميار الذين لم يقومون بالدور المنوط بهم ولم يستمعوا إلى أوامره العديدة والمتكرّرة بشأن تسوية هذا المشكل منذ فترة، إلا أن جميع أوامره ضربت عرض الحائط بحجة أن الحصة الموزعة على البلديات لا تغطي حتى ربع الطلبات الموزّعة لدى مصالحها. 50 بالمائة من الغلاف المالي لتنمية مناطق الظل اعترف والي ولاية سيدي بلعباس خلال مناقشة مخطط قطاع الطرق بالمجلس الشعبي الولائي بالنقائص وصعوبة الوضع الذي يشهده قطاع الطرقات بالعديد من بلديات الولاية، مؤكدا بأنه من المستحيل التكفّل بالشبكة المحلية التي تضم العديد من الكيلومترات من المحاور البلدية والولائية، بسبب الوضع المالي التي تشهده البلاد جراء أزمة وباء كورونا. وأضاف والي الولاية، بأنه سيتم تدارك كل النقائص المسجلة خلال سنة 2021 وتخصيص 50 بالمائة من الغلاف المالي لمناطق الظل من أجل تحسين ظروف معيشة ساكنة الولاية، ومن بين التوصيات المنبثقة عن الدورة، الوقوف على تحيين مخطط السير داخل النسيج الحضري لبلدية سيدي بلعباس وبعض البلديات التي تشهد توسع عمراني كبير على غرار كل من بلدية تلاغ، راس الماء، بن باديس، سفيزف عين البرد، وهذا لمعالجة النقاط التي تتسبب في تعطيل حركة المرور وكذلك للقضاء على التوقف العشوائي في الاتجاهين، الشروع في إنجاز المشاريع المسجلة داخل النسيج الحضري من خلال تزفيت الطرقات داخل كبرى الاحياء لبلدية سيدي بلعباس، رفع التجميد على إنجاز الطريق الاجتنابي لمدينة سيدي بلعباس على مسافة 20 كلم، الإسراع في إنجاز ممر سفلي تحت السكة الحديدية في حي ڨرموش، الإسراع في استكمال مشروع إنجاز جسر الرابط بين النقطة الدورانية دبي وحي 400 مسكن لتخفيف الاختناق المروري بنفق سيدي الجيلالي الذي يعد من أكبر الأحياء المتواجدة بسيدي بلعباس، حيث سيكلّف المشروع 85 مليار سنتيم. أعضاء المجلس الولائي يكشفون واقع التنمية بالبلديات على هامش الدورة، قام أعضاء المجلس بطرحهم إلى العديد من انشغالات المواطنين المسجلة ببلديات الولاية، بحيث قام كل من الأعضاء مسعودي ومرسلي وحلام بطرح مشاكل التنمية بكل من بلدية سيدي بلعباس وسيدي على بن يوب وبرج جعفر وعدة بلديات أخرى التي تشهد ركودا تنموي في العديد من المجالات، حيث قالوا بأن العديد من سكان بلديات وقرى ولاية سيدي بلعباس يعيشون حالة من الاختناق ومعبّرون عن تذمرهم واستيائهم الشديد إزاء نقص المرافق الترفيهية والمساحات الخضراء، التي من شأنها أن تضع حدا للمعاناة اليومية التي يعيشونها، ورفع الغبن عنهم خاصة أن معظم البلديات تضم عددا كبيرا من شريحة الأطفال بمختلف الأعمار والعديد من الشباب البطال، وأضافوا بأن العديد من المواطنين أصبحوا لا يجدون أين يذهبون داخل الولاية لقضاء أوقاتهم خارج نهار عملهم المتعب وفي العطل الأسبوعية والعطل المخصصة لأبنائهم في سنتهم الدراسية، فهم محرومين من المرافق ومراكز التسلية، والأماكن المخصّصة للتنزه، على الرغم من استفادة الولاية من عدة مشاريع تنموية، إلا أن السلطات المسؤولة لم تلتفت لهذا الشأن ووضع حد لاستياء المواطنين وسخطهم الزائد جراء وضعيتهم المعيشية المتأزمة، بالرغم من النداءات والمراسلات مع طرح تلك المشاكل كل مرة أثناء الدورات المنعقدة للمجلس الولائي ولكن لا حياة لمن تنادي وبقي الحال على حاله منذ عدة سنوات . مشكل محاجر سيدي علي بن يوب على طاولة المجلس كشف أحد الأعضاء بالمجلس الشعبي الولائي مشكل المحاجر والمقالع المتواجدة ببلدية سيدي علي بن يوب والتي سبق ليومية "الوطني" أن تطرّقت لمشكل المقالع، التي خلّفت آثار سلبية على صحة مواطني البلدية والمحيط البيئي والفلاحي وحوّلت المنطقة إلى جحيم خصوصا أثناء تفجير الديناميت ومدى تأثير ذلك على السكنات التي أصبحت مهدّدة بالانهيار جراء هذه التفجيرات، وأصبحت هذه المحاجر البعيدة عنهم بنصف كلم، تشكّل خطرا على صحتهم وصحة أبنائهم بعد إصابة العديد منهم بأمراض مزمنة، تتقدمها مرض الحساسية والربو، فضلا عن ضياع ماشيتهم ومزروعاتهم وفلاحتهم والتأثير الملاحظ على المحيط البيئي الذي صار مشوّها وملوثا بالغبار وبذرات الحصى المنتشرة في الهواء، والمنبعثة من هاته المحاجر، بالإضافة إلى تضرر طريق رقم 16 الرابط بين بلدية شيتوان وقرية البلاية الوحيد بفعل استعماله من طرف الشاحنات المتوجهة إلى هذه المحاجر لنقل الحجارة والحصى بشكل يومي، وفي رده على هذا المشكل قال والي الولاية بأنه سيستدعي أصحاب المحاجر من اجل ايجاد حل لتعبيد الطريق رقم 16 وإعطائهم أوامر حول نقص وزن الحمولة المرفوعة في الشاحنات.
