لم يكن يعلم رجل الاعمال الاسرائيلي الذي كان ناضجا ومستقيما وملتزما بالقانون، بحسب تقرير بالقناة الثانية في التليفزيون الإسرائيلى، حتى فوجئ في مرحلة معينة بأن إحدى عصابات المافيا في النقب تطالبه بدفع إتاوة مقابل حماية أعماله، أو بمعنى أوضح مقابل عدم إفسادها. رفض آفى، ولجأ إلى مجرم في عصابة منافسة طالبا حمايتها، ولكنه أدرك بسرعة أنه سقط في براثن العالم السفلى للجريمة في إسرائيل. فوجد نفسه هدفا للتصفية، وحاولت عصابة المافيا الأولى اغتياله مرتين، الأولى أمام منزله، والثانية بالقرب من مقر عمله، وكانت الرصاصات تخطئه بمعجزة في المرتين، فينجو من الموت. وفى مرة ثالثة انفجرت سيارته قبل لحظات من دخوله إليها. ولم تفلح محاولات استغاثته بالشرطة الإسرائيلية، التي اعتبرته متورطا هو الآخر مع المافيا. أدرك آفى حقيقة الوضع الذي تورط به، فعمل بنصيحة صديق ينتمى إلى عالم الجريمة أيضا، وحزم حقائبه وجمع أفراد أسرته وركب أول طائرة متجهة إلى دولة ناميبيا، الواقعة في جنوب غرب أفريقيا. كان صديقه قد أخبره أن الهروب إلى أفريقيا هو الوسيلة الوحيدة للهروب من صراعات المجرمين هذه والبداية من جديد، بل ربما سيكون بوسعك تحقيق أرباح مالية جيدة هناك. ويقول آفى "تركت كل شىء وهربت قبل أن تصيبنى إحدى الرصاصات، أنا أو أي من أفراد عائلتى. وأوضح أنه اختار ناميبيا تحديدا لأن له صديقا يعمل هناك في مجال التعدين وتجارة الماس، وقال له إنه لن يجد مكانا أفضل من هذه الدولة الأفريقية التي استقلت عن جنوب أفريقيا في مارس 1990. وأضاف آفى "وجدت هناك جالية يهودية صغيرة وحميمة للغاية، ودخلت في مجال تجارة الماس والحياة عسل" متابعاً "أشتاق إلى إسرائيل وأصدقائى وعائلتى، ولكن ليس بوسعى العودة، فبمجرد وصولى إلى إسرائيل ستعتقلنى الشرطة، وإذا أفرجت عنى سيغتالنى المجرمون، لذلك فإن ناميبيا هي الأمان بالنسبة لى في الوقت الحالى". سواء كان آفى من المجرمين في إسرائيل، أو أحد ضحاياهم، فحكايته ليست الوحيدة مع أفريقيا، ففى السنوات الأخيرة قرر الكثير من المجرمين ورجال العصابات والمافيا الإسرائيلية، سواء كانوا من الكبار جدا أو من الصغار في عالم الجريمة، أن اليأس في الخارج أكثر راحة من البقاء في إسرائيل، التي ظلوا فيها لسنوات طويلة على رادار الشرطة، فيهربون من أوامر الاعتقال، ورجال المباحث السرية، وأحيانا يواصلون الهروب من عصابات منافسة، وأحيانا أيضا من عصاباتهم الأصلية، حتى لا يجدوا مفرا من حزم الحقائب ومغادرة الدولة العبرية إلى مكان يستطيعون التنفس فيه بحرية.