استقبلنا شهر رمضان المبارك بأعمال كثيرةٍ فاضلة، منها القيام وقراءة القرآن وبر الوالدين وصلة الأرحام ومُجَاهدة النفس والشيطان وإتيان الطاعات وإحسانها والصبر على اجتِنَاب المنكرات والبعد عنِ المحَرمات، وغير ذلك منَ الأعمال التي تقَرِب إلى الله تعالى، فيَصِل الصائم مَن قَطعَه ويُعطِي مَن حَرمه ويحسن إلى مَن أساء إليه ويعفو عَمن ظلمه. إن الأعمال المحَرمة بدءا من الإسراف والإعراض عن أماكن الطاعات، والمُشاهدة للمحرمات من تلك البرامج التي أعِدت لتُشغِلَ المسلم عن دينه وتدخله في الشهوات وتصرفه عن المساجد، فلا يسهر في طاعة وقيام، وإنما يسهر في أمور تلهيه عن العبادة، ويفقد أثر الصيام والأمر في ذلك معروف، لا يحتاج إلى بَيانٍ أو تفصيلٍ. إن الاستغراقَ في شَهَوات الدنيا وحاجات النفس ودوافع الميول الفطريّة، هو الذي يشغل القلب عنِ التبَصر والاعتبار ويدفع الناس لِلغَرق في لُجة اللذة ويحجب عنهم ما هو أرفع وأعلى. إخوتي الكرام، لابد أن نكون من الخاشعين في رمضان، فنُحِله بيوتنا وقلوبنا وأبناءنا امتثالا لأمر ربنا، فتتهذب النفوس وتحيا القلوب وتنتشر الأخوة والمحبة وتَندَثر الفواحش والمُنكَرات. سويا لنفرح برمضان اليوم، لنفرحَ به عند لِقَاء ربنا. «فاللهم أعنا ولا تُعِن علينا، واهدِنا ويسر الهُدى لنا، واجبر عجزنا وسَدّد خطانا يا أرحمَ الراحمين». @ ناصح