قامت محافظة الغابات بولاية سوق أهراس بالتنسيق مع الشبكة الجهوية لإحصاء الطيور المائية، بمناسبة اليوم العالمي للمناطق الرطبة، بإحصاء عدد معتبر من الطيور، حيث تتضمن الأنواع المحصاة على وجه الخصوص البط أخضر الوجه وبلشون البقر والغطاس الصغير وغرة الأوراسي والبلشون الأبيض الصغير وكذا الكبير والتورس أصفر الساق والبلشون الرمادي والغطاس المتوج والبط أبيض الوجه والبطة الحديدية واللقلق الأبيض. وقد شملت العملية الإحصاء الشامل لأنواع جميع الطيور وأعشاشها وعدد البيض وعدد صغار الطيور وأشرف على عملية الإحصاء مجموعة من المهندسين من مصلحة حماية الثروة النباتية والحيوانية، وقد حمل اليوم العالمي لهذه السنة شعار "العمل من أجل المناطق الرطبة هو العمل من أجل الطبيعة والناس". وقد تبين أثناء القيام بهذه العملية الهامة بولاية سوق أهراس، وجود تنوع بيولوجي جد معتبر تزخر به المناطق الرطبة بهذه الولاية الحدودية. وقد تفاجأ القائمون على عملية الإحصاء لهذه السنة بارتفاع عدد الطيور المائية المعششة بالمنطقة الرطبة لبومعراف السبتي (بورقاصسابقا) بمدينة تاورة خلافا للسنوات الماضية حسب ذات المسؤول– وذلك جراء هدوء المنطقة التي كثيرا ما كانت تعرف حركية بسبب توافد طلاب معهد العلوم الفلاحية والبيطرية التابع لجامعة سوق أهراس عليها وذلك بفعل انتشار فيروس كورونا (كوفيد-19)، خاصة خلال السنوات الثلاث الأخيرة. والجدير بالذكر أن ولاية سوق أهراس تحصي 11 منطقة رطبة منها 3 طبيعية بكل من ماجن الدجاج وماجن بوحصان والمكيمن ببلدية سيدي فرج الحدودية و8 أخرى اصطناعية بكل من سد تيفاش والحاجز المائي لتيفاش وسد وادي الشارف والحاجز المائي البطوم ببلدية تاورة وبركة بومعراف السبتي (بورقاص) بتاورة فضلا عن سد ولجة ملاق ببلدية الدريعةوالحاجز المائي حمام الشب بمداوروش وكذا سد عين الدالية ببلدية لحنانشة. هذا وقد أحصت ذات المحافظة 2086 طائر مائي معشعشة ومهاجرة، وتتوزع عبر 20 صنفا من الطيور المائية وذلك على مستوى 4 مناطق رطبة على غرار سدود كل من واد ملاق وعين الدالية وتيفاش ووادي الشارف من أصل 11 منطقة رطبة تعدها هذه الولاية، مشيرا إلى أن المناطق ال7 الأخرى التي لم يتم بها تعداد وإحصاء ولا طائر مائي كما تم تسجيله خلال السنوات الأخيرة يؤكد بأن هذه المناطق جفت كليا. وتشكل كل هذه الطيور جزءا جد مهم من النظام البيئي للمناطق الرطبة والنظم البيئية الأخرى وتلعب دورا هاما في توازن النظم البيئية الطبيعية والزراعية وكذا الجانب الصحي والسياحي والاقتصادي في حياة الإنسان. والحيوان عموما. وفي ذات السياق، جددت مصالح محافظة الغابات دعوتها للجميع للمساهمة في حماية هذه الطيور وحماية المناطق الرطبة والأوساط الطبيعية التي تعيش فيها من كل أسباب التدهور مثل الانجراف والتوحل والحرائق والتلوث ومياه الصرف والصيد غير شرعي والضخ المفرط للمياه وكذا معالجة الأحواض المطلة على السدود والتشجير وتصحيح المجاري المائية، كما دعت إلى ضرورة الحفاظ على النباتات المحيطة بالمناطق الرطبة وغرس الأشجار والمساهمة في الحملات التطوعية للتشجير والتنظيف. كما تعمل حافظة الغابات بولاية سوق أهراس جاهدة قصد حماية النظم البيئية الرطبة حيث يتواصل البرنامج المعد لذلك والمتمثل في مشاريع التشجير وإعادة التشجير للأحواض المستفرغة بالمناطق الرطبة من أجل حماية الثروة المائية من الانجراف والتوحل. وبذات المناسبة قامت مقاطعة الغابات سدراتة بغرس 500 شجيرة من مختلف الأنواع بحضور الوكالة الوطنية للسدود والتحويلات سد وادي الشارف والمؤسسة الجهوية والهندسة الريفية بابور بسوق أهراس، كما قامت مقاطعتي الغابات بمداوروش وتاورة بالتنسيق مع مدير الوكالة الوطنية للسدود والتحويلات لسد ولجة ملاق بغرس 2000 شجيرة من الأصناف الصنوبر الحلبي، الصنوبر الثمري، الدردار، القطف، الحور، الصفصاف الأبيض، وهذا بمشاركة كل من عمال الوكالة الوطنية للسدود والتحويلات، وعمال مجمع الشركة الجهوية للهندسة الريفية، وجمعية سنابل الخير بأم العظائم. ونفس العملية تمت أيضا بأولاد إدريس وهذا من أجل تثبيت التربة وحماية الطريق والمنشآت الفنية من التدهور. كما أشرفت مقاطعة الغابات بسوق أهراس على عملية تشجير تطوعية، حيث تم غرس 500 شجيرة صنوبر ثمري حول سد عين الدالية بلدية لحنانشة، بمشاركة كل من الوكالة الوطنية للسدود والتحويلات، وبمقاطعة الغابات المراهنة بالتنسيق مع أقاليم الغابات أولاد مومن الحدادة وسيدي فرج وبمشاركة مجمع الهندسة الريفية بابور -سوق أهراس- قامت المقاطعة بعملية تشجير من أجل إعادة الاعتبار للمساحة الغابية المحروقة بالمكان المسمى فج الصفا ناحية المهاري بغابة الخضارة، حيث تم غراسة أصناف غابية متمثلة في الصنوبر الحلبي والسرو الدائم الإخضرار لتتواصل عملية التشجير إلى نهاية موسم الغرس.