الأسر البليدية تشرع في الإعداد لاستقبال المناسبة فريدة حدادي لا تختلف المرأة البليدية عن غيرها من النساء في مختلف ولايات الوطن عندما يتعلق الأمر بالتحضير لاستقبال مناسبة دينية، حيث تولي اهتماما كبيرا بتنظيف المنزل، واقتناء ما يلزم لتحضير مختلف الأطباق التقليدية، وشراء المعدات الخاصة، لا سيما ما تعلق منها بالفحم ومستلزمات الشواء. المتجول في الأسواق والمحلات التجارية هذه الأيام قبيل حلول عيد الأضحى المبارك، يلاحظ الحضور المكثف للمرأة البليدية في الأسواق الشعبية، ومحلات بيع ملابس العيد، وحتى محلات الأفرشة والأواني، وذلك تحسبا لاستقبال هذه المناسبة الدينية. وعلى الرغم من أن الاحتفال بهذه المناسبة يرتبط أساسا باقتناء أضحية العيد، إلا أن شراء ملابس العيد عند بعض الأسر، يُعد أمرا ضروريا، هذا ما أكدته السيدة وحيدة بن يوسف في حديثلها ، حيث قالت: "رغم أن العيد مرتبط بالأضحية إلا أننا في ولاية البليدة، نحب إدخال البهجة على قلوب الأطفال بلباس جديد. لا يُشترط أن يكون باهظ الثمن، لكن من المهم أن يظهر الطفل يوم العيد في أبهى حلة، خاصة بعد الانتهاء من ذبح الأضحية". وأضافت: " هذه السنة التي تزامنت مع قرار رئيس الجمهورية جلب الكباش المستوردة وتمكين أكبر فئة من اقتناء الأضحية، سمحت لعدد كبير من العائلات بشراء الأضاحي، ما أفرح الكثير من الأسر، وجعلها تُقبل بكثرة على الأسواق لاقتناء كل ما تحتاج إليه ". وفي السياق ذاته، أوضحت المتحدثة أن من أهم التحضيرات التي توليها المرأة البليدية اهتماما كبيرا لاستقبال عيد الأضحى، اقتناء ما تحتاج إليه من توابل لتحضير الأطباق التقليدية. فمن المعروف أن العائلات البليدية تحضّر في اليوم الأول "الكبدةالمشرملة" و«العصبان"، وهذان الطبقان يتطلبان تتبيلًا جيدا؛ لذا يتم اختيار التوابل بعناية، حيث يتم اقتناؤها في شكلها الخام، وطحنها في المنزل، خاصة "الكروية" و«الدرسة الحارة". ومن جهتها، أوضحت مواطنة أخرى أن أول ما تبدأ به المرأة البليدية تحضيراتها لاستقبال العيد، تنظيف المنزل وخاصة غرفة الضيوف، والمطبخ، وشراء بعض المستلزمات الخاصة بتجميل البيت، مثل الأفرشة الجديدة. بعدها تتوجه إلى الأسواق وتحديدا عند العطار؛ لاقتناء ما يلزم من توابل لتحضير الأطباق؛ نظرا لأن عيد الأضحى يُعد مناسبة لتناول أنواع مختلفة من الأطباق المعَدّة من لحم الأضحية. وحسب ما ذكرت، يتم التركيز على "الكروية" التي تُطحن في المنزل، وتحضير "الدرسة الحارة" التي يُطهى بها البوزلوف، بالإضافة إلى تحضير الحنّاء لتخضيب أيدي الأطفال وجبين الأضحية، إلى جانب تجهيز مختلف الأواني وشراء بعضها، لا سيما السكاكين وبعض القدور والأواني التي توضع فيها أحشاء الأضحية. وأشارت المتحدثة: " رغم أن عيد الأضحى لا تكتمل فرحته إلا بشراء الأضحية، إلا أن بعض العائلات البليدية تحرص، أيضا، على شراء ملابس العيد لأبنائها، فضلًا عن تحضير بعض أنواع الحلويات الجافة التي تُقدَّم للضيوف، لا سيما أن العيد في ولاية البليدة يُعد مناسبة لتبادل الزيارات، حيث تلتزم كل متزوجة في اليوم الأول من العيد بعد الانتهاء من كل الأعمال المرتبطة بالأضحية، بزيارة منزل حماتها، حيث يلتقي كل الأبناء المتزوجين في بيت العائلة الكبير. أما في اليوم التالي فتقوم كل متزوجة بزيارة بيت أهلها. ومن بين التحضيرات المرتبطة أيضا بعيد الأضحى، حسب ما صرّحت مواطنة أخرى، أن كل الاستعدادات ترتكز على تجهيز المائدة، حيث يتم اقتناء كمية من الفلفل والطماطم، وتحضير سلطة الفلفل التي تُقدّم مع "الكبدة المشرملة" والمتبَّلة بمختلف التوابل العطرة. وفي المساء يتم تحضير "البوزلوف" و«العصبان" المُعدّ بالدرسة الحارة، والتي تُحضَّر مسبقاً. وختمتحديثها بالإشارة إلى أن تحضيرات عيد الأضحى تختلف عن عيد الفطر، لأن الاهتمام ينصب حول كل ما تحتاج إليه الأضحية من تجهيزات، لذا تكون المقتنيات أقل، وعادة ما تتركز على شراء بعض الأواني، ومعدات الشواء مثل الفحم والسكاكين.