في ظل العدوان بقلم/ إحسان بدرة صحفي وناشط سياسي فجر 13 يونيو 2025 وجه الكيان الصهيوني ضربة جوية لإيران وجاء الرد الإيراني سريعا ومكثف باستخدام المسيرات والصواريخ وهذا التصعيد في حقيقة الأمر لا يعكس تصعيد عسكريا بل هو بحد ذاته مؤشر إلى إعادة المشهد الإقليمي والدولي والرد الإيراني النوعي أخرج المنظومة الأمنية الإسرائيلية ووضع أسئلة جديدة حول فاعلية الرد الإسرائيلي. وهنا فالمنطقة ستشهد تطورات متسارعة وخطيرة على أكثر من صعيد حيث تحولت المواجهة بين كيان الاحتلال الصهيونيوإيران من حرب بالوكالة إلى مواجهة عسكرية مباشرة لإيران والكيان الاسرائيلى. والمواجهة لم تعد محصورة بجبهات الجنوب أو الشمال بل صارت متعددة الأبعاد والجبهات تمتد من طهران إلى الجولان والعراق وربما الخليج العربي. وهذا التصعيد المتبادل بين الكيان الاحتلالى وإيران زاد ارتباك في المواقف الغربية وخاصة الولاياتالمتحدةالأمريكية ، حيث أعلنت وسائل الإعلام العالمية انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فجأة من قمة مجموعة السبع G7 ,في كندا وامتنععن تبني بيانها الختامي مما يعكس خلافا عميقا مع الحلفاء الأوروبين الذين يسعون إلى التهدئة مقابل رغبة واشنطن منح الكيان الاحتلالى حرية أوسع في التحرك والرد . وبناء على هذا التطور عقد ترامب اجتماعا طارئا لمجلس الأمن القومي الأمريكي مما يعطي إشارة إلى جدية احتمال انخراط الولاياتالمتحدة في الحرب على آيران بشكل مباشر أو من خلال الدعم العسكري والوجستي الكبير. وفق لهذا التطور في الموقف الأمريكي فلقد أشارت مصادر مقربة من الإدارة الأمريكية إلى أن الخيارات مفتوحة إلا أنها تدار بميزان دقيق بين عدم التورط الشامل وبين الحفاظ على صورة الحليف القوي لكيان الاحتلال الصهيونى، . أما من الجهة الشرقية الآسيوية من العالم أصدرت المملكة العربية السعودية عبر وزارة خارجيتها بيانا لافتا أكدت فيه تأجيل مؤتمر "حل الدولتين" والذي كان مقرر أن يعقد في واشنطن في 17 يونيو/حزيران الجاري مشيرة بذلك أن الطرف الإقليمي المتوتر يتطلب إعادة نظر وتقييم للمسار السياسي وضمان بيئة دولية أكثر فعالية وأكثر دعما … ومما لا شك فيه أن هذا التأجيل لا يقرأ كانسحاب من دعم القضية الفلسطينية ويقرا كمقارنة إستراتيجية لضمان نتائج أكثر نضجا وقبولا في ضوء المعطيات والتغيرات كل هذه التطورات المتسارعة في ظل ما تعيشه غزة من استمرار حرب الإبادة والتي تدخل شهرها التاسع عشر منذ اندلاعها في 7 أكتوبر 2023 ,ووسط تأكل الصورة الدولية لكيان الاحتلال بعد اتساع دائرة الرفض الشعبي والدولي لسياساتها الآبادية والعدوانية ضد الفلسطينيين. وهذا التصعيد العسكري الإسرائيلي الإيراني يوحى بأن الشرق الأوسط مقبل على مرحلة أعادة تشكيل كبرى حيث تتراجع فرص التسوية ويعاد بالتالي فرز موازين القوى . وإن تزامن التصعيد العسكري الإسرائيلي الإيراني، مع الشلل في المسار السياسي الإقليمي، يوحي بأن الشرق الأوسط مقبل على مرحلة إعادة تشكيل كبرى، حيث تتراجع فرص التسوية، ويعاد فرز موازين القوى. بفعل الضغوط الاقتصادية والاحتجاجات، ما يجعل الطرفين في موقع المجازفة وبناء على ذلك يتضح أن المنطقة تقف على مفترق خطير.