انطلاق أشغال الاجتماعات السنوية للمنتدى الإفريقي للإدارة الجبائية

انطلقت،بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال (الجزائر العاصمة)، أشغال الاجتماعات السنوية للمنتدى الإفريقي للإدارة الجبائية التي تتواصل إلى غاية 7 نوفمبر الجاري، تحت شعار "اعتماد مقاربات فعالة ومصوبة من أجل أنظمة جبائية منصفة
وقد أشرف على مراسم الافتتاح، وزير المالية، عبد الكريم بوالزرد، بحضور عدد من أعضاء الحكومة وإطارات من قطاع المالية وممثلين عن منظمات أرباب العمل، إلى جانب وفود الإدارات الجبائية الإفريقية الأعضاء في المنتدى وخبراء دوليين وممثلين عن منظمات دولية مختصة في الشأن الجبائي
وتهدف هذه التظاهرة إلى إعداد خارطة طريق مشتركة لمواجهة التحديات الجبائية الراهنة وتعزيز الامتثال الضريبي واستغلال الفرص التي يتيحها تطور المشهد الجبائي العالمي، فضلا عن إيصال صوت إفريقيا داخل الهيئات الدولية، لا سيما في ظل السياق العالمي المتغير الذي تتزايد فيه الضغوطات على المالية العمومية، بحيث تبرز فيه الجباية الحديثة كركيزة أساسية لتمويل التنمية المستدامة بالقارة
كما يشكل هذا اللقاء منصة لتعزيز الأجندة الإفريقية المشتركة في مجال تعبئة الموارد المحلية بشكل مستدام وتحسين الحوكمةالضريبية ودفع النمو الاقتصادي الشامل، إلى جانب كونه فرصة لتبادل الخبرات وتعميق الحوار حول سبل تعزيز قدرات القارة في تمويل تنميتها الذاتية وتحقيق تحول مستدام
وستتمحور أشغال المنتدى حول مواضيع ذات أهمية استراتيجية، منها التحول الرقمي للإدارات الجبائية، مكافحة التدفقات المالية غير المشروعة، تآكل الوعاء الضريبي، إصلاح النظام الجبائي الدولي والتحديات التي يفرضها الاقتصاد الرقمي، إلى جانب توسيع الوعاء الضريبي وتعزيز الجباية كوسيلة لتمويل أهداف التنمية المستدامة
وكانت الجلسات المغلقة للحدث قد انطلقت، بعقد اجتماعات للجنة التقنية، شملت محاور الضرائب الدولية، تبادل المعلومات، الضرائب المباشرة وغير المباشرة، الإدارة الضريبية، إضافة إلى اجتماع مجلس إدارة شبكة النساء المحاسبات التابعة للمنتدى
أما برنامج اليوم الأول، فيتضمن خلال الفترة الصباحية جلستين رئيسيتين: الأولى حول تطور الحوكمة الضريبية العالمية ومساهمة إفريقيا في تعزيز التعاون الضريبي الدولي والثانية حول تأثير التحولات الديموغرافية السريعة، على غرار النمو السكاني والتحول الرقمي على الأنظمة الجبائية وكيفية التعامل مع القوى العاملة المتنقلة عبر الحدود.
وفي الفترة المسائية، سيتم تنظيم جلستين أخريين، تتناول الأولى استراتيجيات تعزيز الامتثال الضريبي في القطاع غير الرسمي والفئات الثرية الأشخاص الذين يصعب تتبع إيراداتهم وأصولهم، فيما تناقش الثانية تفاعل إفريقيا مع آليات تسعير الكربون العالمية كوسيلة لتعزيز التنمية المستدامة والحد من آثار تغير المناخ.
يذكر أن المنتدى الإفريقي للإدارة الجبائية الذي تأسس في نوفمبر 2009، يمثل فضاء للحوار والتشاور حول سبل تحسين الأنظمة الجبائية في إفريقيا ويهدف إلى تعزيز فعالية الإدارات الجبائية ودعم تعبئة الموارد الوطنية لدفع النمو الاقتصادي بالقارة.
وانضمت الجزائر إلى المنتدى الذي يضم حاليا 44 دولة، سنة 2024 كعضو رقم 43، وذلك في إطار رؤية طموحة لتعزيز قدرات إدارتها الجبائية في مجال تعبئة الإيرادات ومكافحة الغش والتهرب الجبائيين والتدفقات المالية غير المشروعة، وكذا المساهمة في إيصال الموقف الإفريقي بصوت موحد بشأن التحديات الجبائية الدولية
وتجدر الإشارة إلى أن الاجتماعات السنوية الأخيرة للمنتدى الذي يوجد مقره بجنوب إفريقيا، كانت قد عقدت بالعاصمة الرواندية كيغالي في نهاية سنة 2024.