يشرف المعهد الوطني للأبحاث الغابية على أهم مرفق يتمثل في المحطة المركزية لمكافحة التصحر الكائنة بمدينة الجلفة الذي يعود تاريخ إنشائها إلى أكثر من 20 سنة، وإحدى القلاع الأساسية في المنظومة الفلاحية في بلادنا نظرا للدور الريادي والهام الذي تلعبه في مجال الحفاظ على الغطاء النباتي، والفضاءات الغابية المتواجدة على وجه الخصوص بالولايات السهبية المهددة بخطر زحف الرمال والتصحر، من جراء عدة عوامل بيئية وبشرية تفاعلت فيما بينها لتجعل من هذه المناطق الأكثر عرضة للتغيرات المناخية والبيئية، بعد الأضرار الكبيرة التي لحقت بالغطاء النباتي بفعل الرعي العشوائي والحرث غير المنظم وكذا انتشار ظاهرة الإحتطاب وسرقة الأخشاب. هذه المحطة التي تعمل تحت الوصاية المباشرة لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية وبالتنسيق مع مصالح الغابات وكذا المحافظة السامية لتطوير السهوب، يعكف المختصون بها على إجراء مختلف الأبحاث العلمية على مستوى مخابر مجهزة بأحدث الوسائل التقنية العلمية، ويشرف عليه خبراء وباحثون في المجال أغلبهم مهندسون في الفلاحة المختصةو وذلك بهدف إيجاد وخلق ميكانيزمات فعالة من أجل العمل على وضع برامج رائدة تهدف للتصدي لظاهرة التصحر ووقف خطر زحف الرمال ناحية الشمالو عن طريق تشجيع وتكثيف عمليات التشجير باستخدام أنواع معينة من الشتلات أو الشجيرات التي تتناسب والطبيعة الجغرافية والمناخية للمنطقةو والتي بإمكانها مقاومة تلك الظروف الطبيعية القاسية اعتمادا على الخبرات العلمية التي تقدمها المحطة المركزية لمكافحة التصحر التابعة لنفس المعهد والتي أحصت مؤخرا مساحة مليون هكتار ونصف قد تعرضت لعوامل التعرية، بعد تراجع الغطاء النباتي والغابي بها إثر اكتساح الرمال لجزء كبير منها، وأضحت المنطقة على أبواب كارثة بيئية حقيقية، حيث تم اقتراح برنامج عمل طموح في إطار المخطط الوطني الخماسي للإستثمار العمومي 2010 / 2014 يقضي بإعادة تشجير مساحة 10 آلاف هكتار من طرف مصالح الغابات لولاية الجلفة، إلى جانب تولي المحافظة السامية لتطوير السهوب بإعادة الإعتبار لمجمل الفضاءات السهبية المتضررة بفعل الرعي والحرث العشوائيين، وذلك بالإشراف على غرس أكثر من مليون هكتار بالنباتات العلفية كالقطف الذي يعد أحد الطرق الفعالة لمقاومة التعرية، ناهيك عن كونه موردا هاما للأعلاف يستغله الموالون والفلاحون عموما في تربية المواشي.