على الرغم من الفرح الذي يملأ قلوب الجميع باقتراب العيد إلا أن هناك حوادث تلغي تلك الفرحة عند البعض بعد أن تتسبب بعض الكباش لاسيما الكباش المخصصة للمصارعة التي وان سلمت هي من الموت بعد تلك المبارزات الحامية فإنها تتسبب في إلحاق إصابات بالحشود المتجمعة هناك من اجل الفرجة والاستمتاع واللذين عادة ما ينقلبان إلى مأساة حقيقية لاسيما وان لحقت الإصابات بمناطق حساسة من الجسم كالبطن مثلا، ذلك ما سجل ببعض الأحياء الشعبية المعروفة بصنع أجواء مميزة قبيل العيد بالعاصمة. إذا كانت كباش العيد نعمة على الجميع فإنها قد تتحول إلى نقمة بين لحظة وأخرى بسبب سوء استغلالها بدليل الأحداث والإصابات التي تلحقها بالبعض في لحظة هيجانها وتحركاتها العشوائية، خاصة أثناء المبارزات الحامية التي تعقد هنا وهناك تزامنا مع اقتراب عيد الأضحى المبارك. ذلك ما شرعت فيه بعض الأحياء الواقعة بمقاطعات شعبية على غرار المدنية، محمد بلوزداد، باب الوادي.. وبدأ معها تسجيل اصابات تكبدها البعض وتفاوتت خطورتها، ومنهم من استدعت حالته الوفود إلى المستشفى بعد أن مست قرون الكبش الملتوية مناطق حساسة من الجسد على غرار البطن والصدر... لحظة ثوران الكبش وانطلاقه باتجاه المتجمعين بدل خصمه فتكون الضربة موجهة صوبهم. وكأن اقتران المناسبات الدينية بتلك الأحداث باتت عادة لدى الجزائريين في كل موسم ديني، ولا يخفى عن الجميع ما ينجر عن استعمال الألعاب النارية في المولد النبوي من أحداث دامية تمس خاصة منطقة الوجه بما فيها العينين، ليلحق ذلك العرف الملزم مناسبة عيد الأضحى المبارك كمناسبة دينية عظيمة تنقلب بين عشية وضحاها إلى مآسي بعد الأضرار البليغة التي تحدثها الكباش القوية الملتوية القرون، وتعد تلك القرون مكمن خطورتها كونها تستعملها لصد اعتداء الكباش، وبحكم غريزتها توجه أحيانا تلك الضربات صوب الآدميين في ظل ثورتها وهيجانها أثناء تلك المبارزات العشوائية التي تتعدد مساوئها وأخطارها على الكباش وعلى البشر. وكم من كبش مات في مسرح المبارزات ولم تكتمل فرحة صاحبه به بعد أن أصابته تلك الضربات العشوائية من خصمه، ناهيك عن إلحاق تلك الضربات حتى بالبشر من الحشود المتجمعة هناك من اجل الفرجة، وغالبا ما تنقلب تلك البهجة إلى مأساة بعد تصويب الضربة من احد الكبشين نحو احد المتفرجين، الذي تتطلب حالته إيفاده إلى مشفى لإسعاف الضرر البليغ الذي أصابه بمنطقة حساسة. ذلك ما شهدته مؤخرا ساحة المبارزات بالمدنية حيث كان احدهم منغمسا في الفرجة على المبارزة التي جمعت كبشين قويين أحدهما خصص للمبارزة منذ سنوات وذاع صيته بين الجميع، وبينما كان الجميع كذلك حتى انحرف احد الكبشين بناحية المتفرجين مما أدى إلى إصابة احدهم على مستوى البطن وغرست تلك القرون بأحشائه فسقط مغميا عليه، ولم يفق إلا بعد إيفاده إلى اقرب مستوصف حيث تلقى الإسعافات الضرورية هناك. مثله حالة تلك السيدة التي كانت تستقل الطريق فباغتها كبش تملص من يد صاحبه وهجم عليها وتسبب في سقوطها وانتابها الخوف والفزع خاصة وأنها كانت حاملاً لكن ولحسن حظها أسعفت من طرف من كانوا بمحاذاتها ومسكوا بالكبش الثائر في الوقت المناسب. وما يمكن قوله في هذا المقام أن تلك المبارزات لا فائدة منها بل تتعدد مساوئها وتجعل الكبش يكتسب سلوكات عدوانية اتجاه البشر ناهيك عن الإصابات التي تلحق حتى الكباش من جرائها مما يؤثر سلبا على قابلية الكبش للنحر وأحيانا موته قبل حلول العيد، لذلك وجب الإقلاع عنها فهي تنعدم منافعها وتتعدد أضرارها.