إسبانيا: أنشطة مكثفة ل "مسيرة الحرية" بإشبيلية حول واقع حقوق الإنسان بالصحراء الغربية    الكرة الطائرة/مونديال-2025: المنتخب الوطني في تربص بالجزائر العاصمة    مجلس الأمة: السيد ناصري يترأس اجتماعا لمكتب المجلس خصص لتنصيب التركيبة الجديدة للمكتب    المغرب: الاستمرار في التطبيع مع الكيان الصهيوني ومحاولة فرضه على الشعب عار على المخزن    معرض المنتجات الجزائرية بنواكشوط : الشركة القابضة "آ سي أس" العمومية توقع عقودا للتصدير نحو موريتانيا    التوقيع على اتفاقية تعاون بين وزارة الشباب وقدماء الكشافة الإسلامية    الأغواط: وفد من بوركينا فاسو يؤدي زيارة إلى مقر الخلافة العامة للطريقة التجانية بعين ماضي    يونيسف تعلن استشهاد وإصابة 50 ألف طفل فلسطيني.. أكثر من 54 ألف شهيد حصيلة إبادة إسرائيل لغزة    الشلف..استقبال شحنة جديدة من الأضاحي المستوردة من إسبانيا    تيسمسيلت..معركة باب البكوش ملحمة مظفرة بجبال الونشريس    الندوة الوطنية حول ترقية الأمازيغية: ضرورة صون مكونات الهوية الوطنية وتعزيز الجبهة الداخلية    كرة القدم/المنتخب الوطني: الناخب الوطني يستعرض حصيلته الأولى على رأس العارضة الفنية للخضر    العدوان على غزة : "الأونروا" تطالب الاحتلال بفتح المعابر    مركز البعثة الجزائرية بالمدينة المنورة : بلمهدي يشيد بالنجاح المسجل خلال المرحلة الأولى من موسم الحج    مكالمات طوارئ على الطريق السيّار    بداري يشرف على توقيع اتفاقيات تعاون وشراكة    جامعة البليدة 1 تحتضن يوما علميا    يوم إعلامي حول المخاطر السيبرانية    بوغلاف يستقبل وفداً موريتانياً    تسليم أول دفعة من مركبات "فيات" المصنعة محليا    تحسين جودة التغطية و أداء الشبكة ضمان لسلامة المصطافين    يعلن عن مشروع مركز وطني للإمتياز الفلاحي بولاية الوادي    دعوة لإقامة شراكات اقتصادية مستدامة بين الجزائر والبرازيل    ضرورة ترقية الأداء وتطوير قدرات الجيش الوطني الشعبي    إشادة ب"ديناميكية التعاون والتنسيق بين الجزائر وروسيا "    عشرات المستوطنين يقتحمون باحات المسجد الأقصى    وهران : الطبعة ال11 لمهرجان الثقافي "القراءة في احتفال"    إصابة 27 شخصا في حادث دهس ببريطانيا    ثقافة التبليغ تعكس روح المواطنة والرغبة في الإصلاح    حفلات أعياد الميلاد.. تقليد يزحف إلى الأسر    هزة أرضية بشدة 7 ر3 درجات على سلم ريشتر    الرابطة الأولى: الرائد يعود بنقطة ثمينة من بشار, شباب بلوزداد "يقلب الموازين" أمام نادي بارادو    مشاركون في ملتقى وطني : علاقة التاريخ والأرشيف تتسم بالتكامل والتعاون المتبادل    عيد الأضحى المبارك سيكون يوم الجمعة 06 جوان 2025    "صمود 2025" جاهزية تامة لصدّ التهديدات    الأمين العام لوزارة الدفاع الوطني يستقبل سفير كوريا بالجزائر    استعراض فرص الاستثمار المتاحة في الفلاحة    رئيس الجمهورية يطلب منكم خدمة الحجّاج والدعاء للجزائر    وزير الاتصال يستقبل وفدا عن ترقية المشهد الإعلامي الوطني    "الأونروا" تحذّر من أزمة غذائية حادة في غزة    الندوة الوطنية حول ترقية الأمازيغية: دعوة إلى تعزيز الجبهة الداخلية لمجابهة محاولات المساس بالأمن الهوياتي    نادي "سوسطارة" يتعثر واتحاد بسكرة يقترب من السقوط    المهرجان الوطني الثامن ل"أدب وسينما المرأة"    انطلاق أيام سكيكدة الوطنية للشعر الشعبيّ    النشر الإلكتروني بوابتي إلى قرّاء العالم    "عيد الكبير" فرصة لإبراز مهارات المرأة الجزائرية    ملتقى غذائي صحي وتوعوي حول مرض السيلياك    65 اعتداء على شبكات الطاقة بعلي منجلي    فترة فراغ للوفاق    المرشدات الدينيات يتجنّدن لمرافقة الحاجّات    بلمهدي يتوجه إلى البقاع المقدسة للإشراف على بعثة الحج الجزائرية    قرار إطلاق خدمة تحيين بطاقة الشفاء عبر الصيدليات    بوقرة: المنافسة ستكون قوية وجاهزون للدفاع عن لقبنا    أندية أوروبية تتراجع عن ضم عمورة بسبب قضية انضباطية    دعاء : من أفضل الأدعية لاستقبال الليال العشر    أيام العشر متساوية الفضل زيادة فضل عرفة    ما هي أنواع الحج؟    هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأضاحي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فوبيا انحراف القطارات ترعب العاصميين
نشر في أخبار اليوم يوم 14 - 11 - 2014


مسافرون يلغون استعمال القطار لأيام بعد الحادث
عرفت الجزائر العاصمة الأسبوع الفارط حادثا مروعا، على إثر انحراف قطار عن السكة الحديدية بمحطة حسين داي، والذي أدى إلى وفاة امراة في 54 سنة من العمر، كما تم إحصاء أكثر من 85 مصابا جراء الحادث، وهو الأمر الذي دفع بالكثير من العاصميين إلى العزوف عن ركوب القطار وتفضيل استعمال وسائل نقل مغايرة خوفا من أن يتكرر الحادث مرة أخرى، مع أن مثل هذه الحوادث قليلة في بلادنا مقارنة بحوادث المرور الأخرى التي تسجل يوميا على الطرقات الوطنية، ومع ذلك فقد أصبح ركوب القطار فوبيا بالنسبة للعاصميين.
عتيقة مغوفل
الحادث الأخير الذي تم تسجيله على مستوى السكة الحديدية بالجزائر العاصمة وبالتحديد بمحطة حسين داي، غيّر الكثير من عادات المواطنين في استبدال وسائل النقل التي كانوا يستعملونها يوميا في تنقلاتهم، فالذي يتنقل هذه الأيام إلى محطة النقل الحضري بتافورة أو تلك الخاصة بأول ماي، يلاحظ ذاك الإقبال الكبير من طرف المواطنين على استعمال الحافلات عوض القطارات على خلاف العادة، ومن أجل جس نبض العاصميين في الموضوع قامت (أخبار اليوم) بالتقرب من بعض المواطنين وسؤالهم عن الموضوع.
حادث القطار أرعبني كثيرا
قامت (أخبار اليوم) بجولة إلى محطة نقل المسافرين الحضري بتافورة، والتي وجدناها تعج بالمسافرين وكانت لنا فرصة سانحة من أجل التقرب من بعضهم، أول من تقربنا منها كانت الآنسة حكيمة التي تبلغ من العمر 22 ربيعا، طالبة بقسم الهندسة الميكانيكية بجامعة باب الزوار، كانت واقفة رفقة عدد كبير من المسافرين تنتظر الحافلة التي تقلها إلى مكان دراستها وحسبما كان باديا عليها كانت على عجالة من أمرها، وجدناها فرصة من أجل سؤالها عن موضوعنا فردت علينا أنها بالمحطة لقرابة العشرين الدقيقة تنتظر الحافلة حتى تذهب إلى الجامعة، ولكن العدد الكبير للمسافرين المتواجدين بالمحطة لم يمكنها من الركوب في الحافلة الأولى التي انطلقت باتجاه باب الزوار فقد امتلأت عن آخرها بالمسافرين، ولم تجد مكانا بينهم، ما اضطرها إلى انتظار حافلة أخرى، فاقترحنا عليها أن تركب في القطار لأن ذلك سيكون أسرع وأسهل، إلا أنها أجابتنا أنها لن تركب القطار ما حيت، وذلك بسبب تخوفها الكبير من أن ينحرف القطار مرة أخرى مثلما وقع الأسبوع الفارط فتموت شر موتة، ولكن وفي خضم حديثنا معها حاولنا أن نقنعها بأن الحافلات أيضا معرضة لخطر الانحراف على الطرقات وأنها أكثر عرضة لحوادث المرور من القطارات، فردت علينا أنها لن تركب القطار لمدة شهر على الأقل حتى تنسى الحادث المروع الذي وقع لأنها مازالت لحد الساعة تحت تأثير الصدمة، فقد كانت ستهم بالركوب في القطار الذي انحرف ولكن تشاء الأقدار أن تصل بها صديقتها وتطلب منها انتظارها في محطة القطار حتى تذهبا معا إلى الجامعة وهو ما فعلته حكيمة التي فضلت انتظار صديقتها على الركوب في القطار الذي انحرف، وهكذا وحسب تعبيرها فقد كتب الله تعالى لها عمرا جديدا.
هاجس الخوف ينتقل إلى العنصر الرجالي
وعلى ما يبدو أن حكيمة ليست الوحيدة التي تخوفت من ركوب القطار بعد الحادث الأخير الذي تم تسجيله الأسبوع الفارط، فوحيد هو الآخر عزف عن ركوب القطار منذ تاريخها، وقد التقينا هذا الأخير بمحطة نقل المسافرين بأول ماي يبحث عن حافلة حتى تقله إلى جامعة خروبة على اعتبار أنه طالب هناك بكلية علوم الاقتصاد والتسيير، فقد كان يبدو قلقا وكان بين الفينة والأخرى ينظر إلى ساعته، يتفقد الوقت، وجدناها فرصة لسؤاله عن موضوعنا فأجابنا أنه جد مستعجل فهو متأخر جدا ليلتحق بكليته، فهو طالب سنة ثانية بكلية الاقتصاد بخروبة، ولم يجد الحافلة التي تقله إلى هناك، فسألناه لماذا لا يستعمل القطار فذلك أسرع وأسهل وأريح له، فأجابنا أنه لن يركب في قطارات الجزائر مرة أخرى، لأنها تؤدي بكل من يركبها إلى الموت، وحادث الانحراف الذي وقع الأسبوع الفارط حاولنا أن نقنعه مثلما أقنعنا الفتاة التي قبله أن حتى الحافلات تتعرض هي الأخرى لحوادث المرور الخطيرة والمميتة وذلك حسبما قدره الله عزوجل للإنسان، تبسم ورد علينا قائلا (ساعة روطار ولا الموت في السبيطار).
يوم أسود يجتازه العاصميون بعد إعلان الإضراب
حادث انحراف القطار عن سكته بالعاصمة لم تنجر عنه الخسائر البشرية والمادية فحسب، بل إضافة إلى ذلك تسبب في مشاكل أخرى، فقد دخل عمال السكك الحديدية في حركة احتجاجية تضامنا مع زميلهم السائق الذي كان يقود القطار يوم وقوع الحادث، حيث رفضوا تحميله المسؤولية كاملة في الحادث، بعد أن رجحت لجنة التحقيق الوزارية أن يكون سبب الحادث (خطأ بشري) بسبب زيادة في سرعة القطار.
وحسب تصريح سابق لللمدير العام للشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية، ياسين بن جاب الله، أن إضراب عمال السكك الحديدية (غير شرعي) على اعتبار أنه لم يتم إشعار الإدارة الوصية بهذا الإضراب، ومثلما شهدت محطة آغا توقف القطارات، وفاجأت المواطنين بغلق أبوابها، كانت محطتي عين النعجة وجسر قسنطينة بدورهما مغلقتين أمام المسافرين، ولجأ المسافرون بمحطة عين نعجة إلى الحافلات للتنقل إلى وسط العاصمة، وفي جسر قسنطينة كانت الفرصة سانحة أمام سائقي الأجرة (غير القانونيين) لعرض خدماتهم.
وعلى العموم عاش العاصميون يوما أسودا بعد شل حركة القطارالذي كان يقدم خدمة واسعة لزبائنه ويخفف من أزمة النقل الحادة التي تعرفها العاصمة وأنقذت الموقف حافلات إيتوزا التي ظهرت مكتظة عن آخرها بالمسافرين، ورغم فوبيا الخوف من حوادث القطارات لن ننفي أن الكثيرين باتوا يفضلون استعمال القطارات لتفادي الازدحام واختناق الطرقات وحبذا لو تضمن القطارات السلامة لزبائنها باتخاذ جل الإجراءات اللازمة لتفادي مثل تلك الحوادث المميتة ونادرة الحدوث.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.