مساهمة: الأستاذ قسول جلول هناك أفضلية لصيام ستة أيام من شهر شوال كما جاء في حديث رسول الله _صلى الله عليه وسلم-: (من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال كان كصيام الدهر) رواه مسلم. أصبح عند الناس صيام ست شوال من العادات وليس من المندوبات لايفرقون بين صيامه وصيام رمضان الفضيل في مظاهره فمائدة شوال هي مائدة رمضان لاتختلف عنه إلا بصلاة التراويح فإشهاره وربطه برمضان سيأتي يوما يقول أبناؤنا أن الصيام 36 يوما أي يجمعونه مع رمضان حكما علما أن المندوبات يصومها المؤمن سرا دون التجاهر بها وعدم التباهي بها حتى لايدخل صاحبها في الرياء وهذا سدا للذرائع خلافا لرمضان فإنه شعيرة تعلن للعامة ويعاقب من تركها ليس كصيام ست شوال بخلاف ما نراه ونشاهده فإن من يصومون شوال لايعرفون حكمه وحديث النبي صل الله عليه وسلم فصيام ست من شوال مندوب إليه خلافاً للمالكية الذين يشددون في صيام ست من شوال وأُثر عن الإمام مالك أنه كره صيام الست من شوال ولعل السبب في تلك الكراهة ماذكرناه آنفا وأن أغلب الجزائريين يعودون في المسائل الفقهية إلى الإمام مالك ويأخذون من هذا المذهب فلماذا يصومون؟ وللعلماء خلاف في سبب كراهية الإمام مالك لصيام الست رغم ورود الحديث من صام رمضان ثم أتبعه بست من شوال كان كصيام الدهر رواه مسلم. فقيل إن الناس كانوا بمجرد فطرهم بعد يوم العيد يبتدئون صيام الست كما يفعله البعض الآن فأصبح الناس في أيام العيد يضيقون على أنفسهم مع أنها أيام عيد وزيارات أقارب وسفر ولذلك كره هذه المبادرة والمعاجلة بصيام الست بمجرد انتهاء يوم العيد. وقال بعضهم: إنما كره متابعتها بعد العيد حتى لا يُظن أنها من رمضان فيأتي زمان يعتقد الناس أنها كالفرض وهي مندوبة فكان من باب سد الذرائع ومن أصول مالك - التي بنى عليه مذهبه القول بسد الذرائع فكان يقول بالمنع من الصيام على هذا الوجه سداً للذريعة وقيل إنه كان يكره تتابعها وهي أن يصومها ستاً سرداً وراء بعضها حتى لا يعتقد أن ذلك فرض والصحيح أنه يُشرع أن يصوم ستاً من شوال سواء أوقعها متتابعة أو أوقعها بعد يوم العيد أو فرقها لأن السنة أطلقت لكن الأفضل الذي تطمئن إليه النفس أن الإنسان يترك أيام العيد للفرح والسرور وأن يوازن بين الأعمال التي يتقرب بها إلى الله لأنه يريد بذلك الحسنات. قال صلى الله عليه وسلم مبينا تفاضل القربات أفضل من درجات الصيام والصلاة إصلاح ذات البين وعنه صلى الله عليه وسلم قال قال الله تعالى (وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه). كأنه يقول لنا ألا أدلكم على أفضل من صيام ست شوال إصلاح ذات البين التعاون وفعل الخير والعوة إليه نفع عباد الله ونشر الفضائل وإعانة ذا الحاجة الملهوف. ماذا تقول لمن يصوم ست شوال ويترك عمله أبصوم ست شوال تخون الأمانات وترتكب المحرمات يأيها الذين آمنوا لا تخون الله كيف نسمي الذي يترك عمله ويتعذر بصيام ست شوال أو ينام في عمله؟ طبيبا يتعذر بصيام ست شوال وآلام المرضى تنتظره إماما والأمة تنتظره بحجة صوم مندوب ست شوال أن النبي صل الله عليه وسلم بين الأولويات فيما تعبدنا الله به..