في مواجهة أزمة انهيار أسعار النفط *** * عريبي يعرّي الواقع ويطالب الوزير خمري بتنوير الرأي العام --- أدّى تهاوي أسعار النفط إلى البحث عن سبل جديدة لدعم الخزينة العمومية على غرار تنمية بعض القطاعات كالسياحة والصناعة والزراعة والطاقات البديلة التي باتت حتمية لا مفرّ منها خاصّة وأن خبراء الطاقة دقّوا ناقوس الخطر حول قرب نهاية العمر الافتراضي لمصادر الطاقة الحالية من بترول وغاز وهو ما سيضع الحكومة الجزائرية في مأزق في حال لم تتحرّك للبحث عن مصادر الطاقة البديلة التي صرفت عليها الملايير لكنها لم ترَ النّور بعد على غرار مشروع عين وسّارة. سيكون الوزير صالح خبري في مقدّمة طاقم الحكومة لوضع خارطة طريق الدولة للخروج من الاقتصاد الريعي وسبل الاعتماد على الطاقة البديلة على غرار الطاقة الشمسية طاقة الرياح طاقة المياه الطاقة الحيوية الطاقة النّووية وطاقة حرارة الأرض بعد أن توصّلت الدراسات إلى أن العمر الافتراضي لمصادر الطاقة الحالية من بترول وغاز لا يزيد عن بضع سنين وأنها ستنفد في غضون السنوات القليلة المقبلة لهذا لجأت العديد من الدول إلى الرهان على هذه الطاقات باعتبارها غير مكلّفة وصديقة للبيئة وتمتاز بالديمومة ومتوفّرة بكثرة ويرى كثير من الخبراء أنها ستكون المستقبل الفعلي والحقيقي القريب لاحتياجات العالم من الطاقة. وسيجيب وزير الطاقة والمناجم على سؤال شفوي وجّهه له أمس النائب عن جبهة العدالة والتنمية حسن عريبي حول مصير الطاقة البديلة في الجزائر حيث طالبه بتنوير الرأي العام الوطني فيما يخصّ وضعية ومستقبل مشاريع الطاقة البديلة وتوضيح أين وصل مشروع عين وسّارة الذي كان من المفترض أن تكون مردوديته الطاقوية قبل دول إسلامية كباكستان وإيران وأسباب هذا التأخير غير المبرّر. وتساءل ممثّل الشعب عن مصادر الطاقة البديلة التي تتوفّر عليها الجزائر في ظلّ إمكانية أن تكون أكبر مصدر للطاقة البديلة وتستغني عمّن سواها؟ ما هي نسبة الإنجاز المالية والفيزيائية لتلك المشاريع إن هي انطلقت؟ ما هي التقديرات المحتملة لمساهمتها في تنويع وتوفير مصادر الطاقة وفي دعم الناتج الوطني؟ وأين وصلت اتّفاقيات الجزائر مع دول متقدّمة في الطاقة البديلة ومنها الصين لتزويدنا بهذه التكنولوجيا بالذات في اتّفاقيات تبادل المنافع التكنولوجية بين الدولي العالم؟ وأشار عريبي إلى أن الجزائر تعدّ بلدا طاقويا بامتياز مثل ما هو متعارف عليه محلّيا ودوليا حيث يعتمد اقتصادها على المصادر التقليدية للطاقة الممثّلة في البترول والغاز. فبالرغم من النداءات والمحاولات والوعود التي قطعتها الحكومة لتحرير ميزانية الدولة من التبعية المميتة لتلك المصادر إلاّ أنه وللأسف تبقى مجرّد مواقف حماسية وظرفية تنتظر -حبسها- في الأدراج. وأوضح عضو لجنة الدفاع الوطني أن عدم الولوج إلى نادي الطاقة البديلة بأسرع ما يمكن سيكلّفنا غاليا كون سوق البترول ينحسر ويتراجع يوما بعد يوم بسبب إقبال الكثير من الدول على الطاقة البديلة وبالمقابل فإن الاستثمار في هذه الأخيرة هو بمثابة حزمة من الفرص والتحدّيات في عدّة جوانب ومجالات كتوفير مناصب عمل جديدة وخلق مجموعة من التشابكات الأمامية والخلفية في الاقتصاد الوطني ككلّ ليضيف: (في ظلّ السباق المحموم للدول للاستثمار في الطاقة البديلة ضمانا لمستقبل أجيالها تبقى الجزائر رهينة الطاقة التقليدية رغم توفّرها على الكثير من أنواع الطاقة البديلة وخصوصا الطاقة الشمسية) وهو ما جعلها -حسبه- تتخلّف أشواطا كبيرة عن ركب الطاقات البديلة التي تتسابق الدول والحكومات على تسخيرها والاستفادة منها مؤكّدا أنه سيأتي اليوم الذي تستورد فيه الجزائر الطاقة بالعملة الصعبة وهو ما اعتبره خيانة للأجيال القادمة ويعرّض مستقبلها لخطر التبعية للأجنبي.