تقف على فضيحة من العيار الثقيل وكالة سياحية تحتال على المعتمرين بالجزائر العاصمة
على ما يبدو أن فضائح وعمليات النصب والاحتيال لن تتوقف أبدا فقد أصبحنا نسمع عنها في العديد من القطاعات في الجزائر وقد طالت في السنوات الأخيرة قطاع السياحة والأسفار ومن بين الفضائح التي يتم تسجيلها كل موسم حج أو عمرة تجاوزات يرتكبها أصحاب الوكالات في حق زبائنهم غير مقدرين العواقب الوخيمة فكل ما يهمم الربح وفقط وقد وقفت (أخباراليوم) على إحدى هذه الفضائح التي تقترفها إحدى الوكالات بالجزائر العاصمة. تحقيق: عتيقة مغوفل تنالوت العديد من وسائل الإعلام الوطنية ومنذ أيام قلائل فقط قضية نصب واحتيال قامت بها إحدى الوكالات السياحية للحج والعمرة هذه الأخيرة احتالت على أزيد من 45 حاجا جزائريا قامت بالتكفل بإجراءات سفرهم إلى البقاع المقدسة لأداء فريضة الحج ليفاجأ هؤلاء في الأخير أن تأشيراتهم عبارة عن تأشيرات تجارية وليست خاصة بتأدية فريضة الحج وفي نفس الوقت الذي عرفت فيه هذه الفضيحة رواجا كبيرا طرقت باب (أخبار اليوم) السيدة سيلاطنة فتيحة في العقد السادس من العمر هذه الأخيرة احتالت عليها إحدى الوكالات السياحية أثناء تأديتها عمرة شهر رمضان لتصطدم بسوء الخدمات في بيت الله الحرام وهو ما جعلها ترجع لأرض الوطن قبل أن تتم عمرتها كاملة. تحويلات للمعتمرين بين الوكالات دون إعلامهم تفاصيل الواقعة تعود إلى شهر ماي الفارط عندما قررت السيدة سيلاطنة فتيحة تأدية العمرة في شهر رمضان سنة 2016 وقررت أن تختار وكالة سياحية خاصة بتنظيم رحلات إلى البقاع المقدسة ويتعلق الأمر بوكالة (كلامة تور) الواقعة بحي باب الواديبالجزائر العاصمة في بداية الأمر فكرت السيدة في تأدية العمر لمدة 15 يوما حيث أنه كان من المقرر أن تقضي الأسبوع الأخير من شهر شعبان وأسبوعا من شهر رمضان في بيت الله الحرام بمبلغ قدره 195000 دينار جزائري إلا أن صاحب الوكالة اقترح عليها بل أقنعها أن تمدد فترة العمرة إلى 45 يوما بمبلغ قدره 295000دينار جزائري وبعد تفكير عميق وافقت السيدة فتيحة على عرض صاحب الوكالة وقد اختارت أن تقضي أكبر وقت ممكن في بيت الله الحرام خصوصا وأن عمرة رمضان لها ثواب كبير عند الله عزوجل والجدير بالذكر أن هذه العمرة التي قامت بها السيدة فتيحة كانت العمرة الرابعة في حياتها وليست الأولى. وجاء اليوم الموعود تاريخ 27 ماي المنتظر وهو اليوم الذي سافرت فيه السيدة فتيحة إلى البقاع المقدسة حين وصلت السيدة إلى مطار هواري بومدين أول ملاحظة سجلتها أنها حين وصلت لم تجد اسمها على قائمة وكالة كلامة تور التي من المفروض أن تذهب معهم بل وجدت وكالة أخرى ويتعلق الأمر بوكالة ترحال تور وحين استفسرت عن وكالة (كلامة) أخبرها صاحب الوكالة الثانية أنها ستسافر معهم وليس مع وكالة (كلامة) مثلما كان الاتفاق وفعلا سلمت لها بطاقة تحمل بيانتها الشخصية تحت إشراف وكالة (ترحال تور) وليست(كلامة تور) التي من المفروض أن تسافر معهم حسب الاتفاق الأول وقد كان هذا أول مشكل تصادفه السيدة مع الوكالة. جاء وقت السفر وحين ركبت السيدة الطائرة جلست في المكان الخاص بها والمسجل رقمه في تذكرة السفر إلا أنها تصطدم وبعد إقلاع الطائرة بأحد المرشدين المشرفين على الرحلة أنه يطلب منها تغيير المكان والجلوس في مكان آخر وذلك حتى يقوم هو بالجلوس في مكانها رفقة أفراد عائلته الذين كانوا بجوار السيدة وهو ثاني مشكل تصادفه السيدة منذ بداية الرحلة التي لم تكن قد مضت عليها سوى ساعات قليلة فقط. إلا أن الأمر لم ينته هنا بل ساء أكثر فقد تفاجأت السيدة فتيحة بالطائرة تحط الرحال بدولة مصر الشقيقة وهناك طلب من جميع المعتمرين تغيير الطائرة أي إن الرحلة لم تكن مباشرة من الجزائر على مطار جدة الدولي حسب اتفاق السيدة مع صاحب الوكالة بل أن الرحلة كان فيها برنامج آخر وهو تغيير الطائرة بمطار مصر وهو الأمر الذي شق كثيرا على السيدة فتيحة التي عانت الأمرين حين طلب منها تغيير الطائرة بمطار مصر فقد تعبت كثيرا مقارنة بسنها الذي لم يتحمل كل تلك المشقة.
حقرة وإقامة مزرية في فندق يبعد عن الحرم ب 1500متر وبعد ساعات من التحليق جوا جاء الفرج وحطت الطائرة بمطار جدة الدولي بالمملكة العربية السعودية وهناك بدأت السيدة فتيحة تلقى تمييزا في المعاملة بين المعتمرين الذين كانوا معها في الرحلة فحين نزل الركاب في المطار سلم لهم بعض التمر وقد سلم فقط للمسافرين مع وكالة (ترحال تور) ولم يسلم للمعتمرين الذين كانوا تابعين لوكالة كلامة تور ومن بينهم السيدة فتيحة التي بقيت جائعة لساعات طويلة حتى وصلت إلى الفندق بالمدينة المنَورة أين اضطرت لشراء بعض الطعام من مالها الخاص وذلك حتى تسد جوعها. وبعد أن مكث المعتمرون بالمدينة المنورة لبضعة أيام تم ترحيلهم إلى مكة من أجل أداء مناسك العمرة فيها وهناك تصطدم السيدة فتيحة بأن الفندق واقع على بعد 1500 متر عن الحرم في حين اتفقت مع صاحب وكالة كلامة تور بأن تقيم في فندق يقع على بعد 700 متر فقط عن البقاع المقدسة وذلك حتى لا تلقى مشقة في التنقل إلى المسجد من أجل تأدية الصلوات فيه وما زاد الطينة بلة أن الوكالة سخرت حافلتين للمعتمرين حتى تقلهم إلى المسجد من أجل الصلاة وحين لا تصل السيدة فتيحة في موعد الحافلة كانت تضطر إلى التنقل في سيارة أجرة خاصة حيث كان يكلفها ثمن المشوار الواحد 50 ريالا سعوديا وهي أجرة باهظة الثمن بالمقارنة مع إمكانيات المعتمر الجزائري. وما زاد الطينة بلة أنها أقامت مع بعض الأشخاص حادي الطباع في غرفة الفندق حيث سكنت مع سيدة وابنتها قامتا بالاستحواذ على كل أسرة الغرفة التي كانت تضم أربعة أسرة لتضعا عليها حقائبهما واضطرت هي لأخذ سرير على جنب وقد اضطرت لوضع حقائبها عليه والنوم على حافته حتى لا تتعرض للسرقة من طرف أولئك المقيمين معها لتجد نفسها في نهاية المطاف هاربة منها فاضطرت للمبيت في قاعة استقبال الفندق وكان المكان أريح لها من الغرفة التي استأجرتها بمالها الخاص من الجزائر. إلا أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد فقط فقد كان الفندق عاديا جدا وكان فيه الكثير من المشاكل على غرار ضيق مصاعده والتي كانت تعطل أحيانا ليضطر المعتمرون الى استعمال المصاعد كما أن المكيفات كانت قديمة جدا ويسيل منها الماء وهو ما جعل متاع المعتمرين يتبلل. سطو على حقائب المعتمرين في المطار ولم تستطع السيدة فتيحة تحمل الوضع المزري فطلبت من مسؤولي الرحلة إرجاعها إلى أرض الوطن ولم تتمكن من أن تبقى مدة 45 يوما حسب الاتفاق بل بقيت 21 يوما فقط إلا أنها لم تسلم من المتاعب في طريق العودة إلى أرض الوطن حيث تم إرجاعها رفقة سيدة كانت مع ابنتها وقد تم تحميل كل متاعها باسم تلك السيدة وليس باسم السيدة سيلاطنة فتيحة وحين وصلت لأرض الوطن تفاجأت أن أمتعتها لم تصل فحاولت أن تطلب استفسارا من مصالح المطار أين طلب منها تقديم بيان بأمتعتها إلا أنها لم تكن تحمل أي وثيقة تثبث فيها محتوى أمتعتها وحقائبها ليتم إخبارها فيما بعد أن الحقائب لم تحمل من مطار جدة باسمها بل باسم سيدة أخرى والتي لها (كنة) تعمل جمركية في المطار وما زاد الطينة بلة أن الحقائب وصلت في اليوم الموالي من وصول السيدة فتيحة لأرض الوطن لتتفاجأ فيما بعد أنها تعرضت للسرقة وأن كل الهدايا التي اشترتها سرقت منها وقد وجدت كل حقائبها ممزقة وهي تحوز على الصور التي تثبت تعرضها لعملية السرقة. بكت السيدة فتيحة طويلا بسبب الحقرة التي تعرضت لها من طرف مرشدي وكالة (كلامة تور) التي دفعت لها قرابة 30 مليون دينار مقابل خدمات رديئة للغاية في البقاع المقدسة وقررت أن تجعل من يومية (أخبار اليوم) منبرا لرفع شكوى للجهات المسؤولة عما تقوم به الوكالة من تلاعبات يدفع ثمنها المعتمرون.
صاحب وكالة كلامة تور ينفي كل الاتهامات وبعد أن استمعنا لمعاناة السيدة أردنا أن نسمع الطرف الثاني في القضية ورده على كل الاتهامات الموجهة إليه فطرقنا باب وكالة كلامة تور للاستفسارعن كل تلك الاتهامات فاستقبلنا صاحب الوكالة الذي أنكرها جملة وتفصيلا وأكد لنا أنه ربما سهوا منه نسي أن يخبر السيدة فتيحة أن الفندق يبعد على الحرم ب 1500 متر عوض 700 متر على حسب الاتفاق لأنها غيرت مدة رحلتها من 15 يوما إلى 45 يوما كما أكد لنا أنه لم ترده أية شكوى من أي معتمر ذهب في تلك الرحلة إلا من السيدة سيلاطنة فتيحة فقط وقد وعدنا أنه سيقوم بإحضار شهود ليكذبوا كل افتراءات السيدة فتيحة ووعدنا بربط اتصال هاتفي بنا لنقابل الشهود إلا أنه لم يتصل بنا ولم يحضر لنا أي طرف شاهد في القضية يكذب ادعاءات السيدة فتيحة وهو ماجعلنا نعود إليه مرة أخرى وقد كذّب مرة ثانية كل إدعاءات السيدة فتيحة ولكنه لم يحضر لنا أي برهان يثبت صحة أقواله في الوقت الذي تحوز فيه السيدة فتيحة كل الدلائل والبراهين التي تثبت تعرضها لسوء المعاملة في البقاع المقدسة.