كان الكل يبتعد عن امتهان حرفة التنظيف التي يرى فيها البعض نوعا من المهانة لكن اليوم أضحت كل الفئات تقبل على تلك المهنة الشريفة التي تحمل غاية إيجابية وهي تحقيق محيط نظيف، فالله سبحانه وتعالى ورسوله أمرانا بالنظافة وأصبح حتى الشباب يقبلون على احتراف التنظيف بالأحياء والشوارع ودفعتهم البطالة وقلة فرص العمل إلى ذلك الميدان الذي اختاروه برغبتهم. نسيمة خباجة عادة ما يقابلنا شبان اختاروا مهنة التنظيف التي تبقى مهنا شريفة من دون أي عيب لاسيما وأن مداخيلها حلال واختارها بعض الشبان بدل الفراغ والبطالة، ورأوا أن لا عيب في احتراف تلك المهنة الشريفة التي اختص فيها شيوخ وبعض الكهول على الرغم من تعبها، ومصير هؤلاء أن يبتعدوا عن تلك الحرفة فما كان على بعض الشبان إلا نزع قناع الحرج وشمروا على ساعديهم وخاضوا ميدان التنظيف خدمة للمواطنين وتنظيف المحيط لاسيما وأن النظافة هي شيء أساسي وضروري في الحياة. اقتربنا من بعض هؤلاء الشباب الذين تشجعوا وظهروا بهندامهم الأخضر الخاص على مستوى الأزقة والشوارع لجلب لقمة العيش بعرق الجبين بدل الراحة والتسكع في الشوارع أو اتباع طريق الحرام والعياذ بالله. التقينا بأحدهم على مستوى القبة وسألناه عن ظروفه المهنية فقال إنه يمتهن الحرف ولا يرى أي عيب في تك والمهنة مثلها مثل المهن الأخرى بل وأن غاياتها وأهدافها هي مجسدة على أرض الواقع في تحقيق نظافة المحيط، وعلى الرغم من بعض النظرات الناقصة فأنا أعمل بكل تفان يقول وأرى أن العمل أحسن من الاستلام للبطالة وعيش أجوائها المظلمة، وختم بالقول أنه وجب على المواطنين إسناد يد العون للمنظفين بدل الزيادة في متاعبهم وشقائهم برمي النفايات في كل وقت فانتظام العملية يساعدهم ويساعدنا نحن من أجل تحقيق محيط نظيف. أما شاب آخر في العقد الرابع فقال إنه يمتهن الحرفة منذ 5 سنوات ولا يجد أي حرج، فالمهنة هي شريفة وقال إنه متزوج وأب لثلاثة أطفال يجلب لهم قوتهم من مهنة التنظيف التي يرى فيها أجرا دنياويا وأجرا أخرويا، فلو ابتعد الكل عن تلك الحرفة لعشنا في محيط متسخ ومليء بالجراثيم والأمراض، وحتى أن الناس تثقفوا من ذلك الجانب وأضحوا يساعدوننا بسلوكاتهم المتحضرة على خلاف ما كان عليه الحال في السابق، وأضاف أنه وجب اقتحام المهنة من طرف شباب يافع كونها مهنة تتطلب الكثير من المجهودات والصبر ولا يليق أبدا حصرها في فئة الشيوخ كما كان عليه الحال في السابق بسبب ابتعاد الكل عن مهنة التنظيف. تلك العينات تبين اقتحام شبابنا لمختلف المجالات، فمن قال إن الشباب الجزائري يتعالى على العمل فقد كذب فهم يلهثون على كسب لقمة العيش بالحلال فتحية تقدير وإجلال لكل شاب انتزع قناع البطالة وخاض ميدان العمل في مختلف المجالات سواء التنظيف أو البناء أو الحفر وغيرها من المجالات الأخرى التي تبقى أساسية مثلها مثل المهن الأخرى ولا يجب الاستهانة بها.