الشيبس يسبّب السرطان والكولسترول والسمنة

ق· حنان
يهوى الكثير من الأطفال تناول بعض الأكلات الخفيفة والسريعة، وعلى رأسها الشيب، ولا يتحرج الكثير من الأولياء في تقديم أكياس رقائق البطاطا المقلية أو الشيبس لأبنائهم عدة مرات في اليوم، على الرغم من المخاطر والأضرار التي تحتوي عليها هذه الأخيرة، أبرزها أنه يحتوي على سعرات حرارية مرتفعه تتراوح ما بين 500 إلى 1000 سعرة حرارية·
ويعدُّ أحد أهم أسباب السمنة التي يتعرض لها الأطفال إضافة إلى المواد الحافظة التي تضاف إليه خاصة إن كانت عملية التصنيع تتم دون وجود رقابة على هذه المواد وإضافة الأصباغ دون قيد أو شرط، وهي عبارة عن مواد كيميائية وإضافتها بكميات غير مدروسة تكون أحد أسباب السرطانات·
ناهيك عن أن أنواع الزيوت المستخدمة فيها عبارة عن زيوت مهدرجة وبالتالي فهي أحد أسباب أمراض القلب، ارتفاع نسبة الكوليسترول والسمنة المفرطة·
وبالنظر إلى مكوِّنات رقائق البطاطس نفسها فقد تم اكتشاف مادة تستخدم في صناعة البلاستيك، كما تم اكتشاف وجوده في بعض الأغذية المطبوخة تحت درجات حرارة عالية وهي مادة تؤدي للإصابة بالسرطان وكذلك تلف الخلايا العصبية، وقد تبين أن متوسط مستويات مدخول الأكريلاميد المستمد من جميع المصادر في حدود 65 ميلغراماً يوميا للشخص البالغ وهو مستوى يقل بصوره ملموسة عن المدى المعروف بأنه يسبب الإصابة بتلف الأعصاب في حيوانات التجارب·
والجدير بالذكر أنه منذ الإعلان عن نتائج هذه الدراسات اجتاحت العالم حالة من الذعر، خاصة أن صناعة رقائق البطاطس من الصناعات المربحة ولذا فلا تبخل الشركات المنتجة في الإنفاق بسخاء على حملات الترويج لها خاصة أن هذه الشركات تتوجه بخطابها إلى أكثر شرائح المستهلكين هشاشة وهم الأطفال والمراهقون، فضلا عما تقدمه الدعاية الإعلانية من عناصر الإثارة والتشويق مثل تصميم عبوات البطاطس في أشكال مبهرة
وألوان زاهية لكي تجذب إليها الأطفال·
وعليه وبالنظر إلى ما سبق فإن على الأمهات الانتباه بشدة إلى ما يتناوله أبناؤُهن خارج المنزل، خاصة بالنسبة للذين يعشقون تناول رقائق البطاطا المقلية، ويفضلونها على كثير من الأكلات الصحية الأخرى، وحتى إن لم يتمكن من منعهم من تناولها، فإن عليهم على الأقل استبدالها بتلك التي يتم تحضيرها في المنزل، فيضمن نظافة الزيت المستخدم للقلي ونوعيته وسلق البطاطس وتقطيعها بشكل جميل ومحبب للأطفال وإضافة بعض الملح و"الكاتشب" إليها وتقديمها للأطفال في ساعات الفراغ واللعب، وبعد التأكد من تناولهم وجبات صحية كاملة ومتنوعة·
ولا يبدو ذلك بالأمر الصعب، خاصة وأن أسعار البطاطا قد عرفت انخفاضا كبيرا بأغلب الأسواق، إضافة إلى أنها لا تتطلب الكثير من الزيت، وبالإمكان أن تساهم بضع حبات من البطاطا، في تحضير كمية كبيرة من رقائق البطاطا الطبيعية والصحية والشهية لأبنائنا، ترضي أذواقهم وتحافظ على صحتهم في الوقت نفسه·