بعد ان تعرفنا على تاريخ مولودية الجزائر بداية من حلقة اليوم وعلى مدار 12 حلقة كاملة سنتعرف على تاريخ فريق اتحاد العاصمة الفريق الذي كان له شرف الفوز بأول لقب وطني بعد الاستقلال ترى من هو فريق الاتحاد كيف ظهر الى الوجود؟ ومن هم مؤسّسوه؟ ذلك ما سنتعرف عليه في حلقة هذا العدد. مطلع سنة 1936 فكرة تأسيس الاتحاد كانت من أحد المحلات الصغيرة بالقصبة بدأت قصة تأسيس فريق اتحاد الجزائر أو العاصمة من أحد المحلات الصغيرة بالقصبة في مطلع جويلية 1936 عندما قرر عمر عيشون ومصطفى كاوي تأسيس فريق وجمعية رياضية مسلمة لا يسمح لأي أوروبي المشاركة فيها. تميزت تلك الفترة بتعثر الحركة الوطنية بقيادة الأمير خالد نجل الأمير عبد القادر وظهور حزب الشعب الأب الروحي للأفالان وكانت سنة 1936 عاما للتحضير فقام الرجلان بتكثيف الاتصالات بمساعدة أرزقي مداد أب الشهيدة أوريدة مداد فكان اختيارهما على الشهيد علي لحمر المدعو علي زياد وسيداحمد كماط لتأسيس اول مكتب لاتحاد العاصمة كان لعلي زياد شرف ترأسه فيما عادت الرئاسة الشرفية للسيدين عيشون وأرزقي مداد. وبالاضافة للرياضة والنضال كان عمر عيشون ومصطفي كاوي يترددان كثيرا على نادي الترقي الذي كان يسير من طرف الشيخ طيب العقبي الذي بارك تأسيس فريق الاتحاد الرياضي الإسلامي كما أنه سيكون لابنه شرف حمل ألوان الاتحاد كحارس مرمى فيما بعد. عكس ما يقال بشأنه فريق المولودية لم يؤسّس فريق الاتحاد تأسيس فريق رياضي مسلم في تلك الفترة من تاريخ الجزائر المستعمرة لابد وأنه كان لأشخاص آخرين الفضل في خروج الاتحاد للنور كالسيد سيد احمد كمات الذي لعب دور كبير في تأسيس الفريق ومن اجل تسوية الوضعية والحصول على الاعتماد من طرف الكولون الفرنسي طلب من الأمين العام لمولودية الجزائر أن يعطيه بعض الوثائق فرد عليه هذا الأخير بالإيجاب تصرف بسيط مثل هذا جعل رئيس سابق للمولودية في تصريح غريب يقول ؤنهم هم من أسّسوا الاتحاد. تسمية الفريق التي عرفت بعض العراقيل حزب الشعب وراء إنشاء فريق الاتحاد بالحديث عن تأسيس هذا النادي لابد وأن نشير الى تسمية الفريق التي عرفت بعض العراقيل خاصة أن الاسم يحمل صبغة إسلامية لكن بفضل تضحيات الرجال نجحت هذه التسمية فشجع حزب الشعب على انشاء فرق وجمعيات فظهرت أسماء مثل الترجي الرياضي الإسلامي الشباب الرياضي الإسلامي وغيرهم. وكان يحمل الاتحاد في صفوف أنصاره الكثير من أعضاء حزب الشعب الذين تجمعوا فيما بعد تحت جبهة التحرير وهكذا نجد عدة أسماء ثورية لامعة في صفوف الاتحاد استشهدت فوق الميدان أو كان لها دور مهم في اندلاع الثورة ونجاحها. نجد مثلا محمد طالب مؤسس فرع كرة السلة والمسؤول على محمد بوضياف احمد بن بلة وايت احمد اذ كان من منظمي مظاهرات المطالبة بالاستقلال بعد الحرب العالمية الثانية مع مفدي زكريا لمين دباغين مصطفاي شوقي اصلاح حسين شادلي المكي حاج احمد شرشالي. حتى لا ينسى جيل اليوم خِياطة العلم الجزائري كان في محل أحد مسيّري الاتحاد كما أنه حتى خياطة العلم الجزائري كان في محل ملك لعمراني أحد مسيري الاتحاد في حي سوق الجمعة بحي القصبة. وكان السيد احمد عمراني لاعب كرة السلة ونائب الرئيس فيما بعد بمعية المسير عبد الرحمان سماعين أول من أخاط العلم كونهما خياطان ثم بعث لأختي عمراني باية وزهور لخياطة العشرات ليتم توزيعهم من طرف عمراني سعيد في كل أنحاء الجزائر. تجدر الإشارة الى أن محمد طالب الذي كان من منظمي المظاهرات اعتقل هو والجماعة ماعدا عمراني سعيد ومصطفاي اللذان أعلنا التمرد. الكثير يجهل ذلك البطل ديدوش مراد كان جمبازي في الاتحاد من منا لا يعرف ديدوش مراد لكن ربما القليل فقط من يعرف أنه كان جمبازي في الاتحاد قبل أن يكون مسؤول على الناحية العسكرية الرابعة. زبير بوعجاج أيضا الذي خلف فيما بعد ديدوش وكان لاعب كرة قدم في الاتحاد كظهير ايسر إذ كان يعتبر من النشطين في تنظيم اللقاء السري بالمدنية لمجموعة 22 التي فجرت الثورة كان عمله اكثر تنظيمي لكن باستشهاد ديدوش مراد سنة 1955 أصبح بوعجاج يستقبل المناضلين والمجاهدين الذين يأتون من كل أرجاء الجزائر كان من الاوائل الذين احتلوا منصب مرموق في الافالان فعين بوعجاج ياسف سعدي الذي كان لاعبا في الاتحاد كمسؤول على القصبة الذي بدوره استدعى رفاقه امثال عبد القادر تشيكو عمار عيدون حيمد شيبان عبد الرحمان عرباجي الذي استشهد سنة 1957 عمر حمادي نائب رئيس الاتحاد الذي قتله الارهابيون 1994 وبوعلام عبازة الرئيس بعد الاستقلال عبد القادر جاكنون المدعو مشري والتحق بهم فيما بعد لاعبين اخرين محند ارزقي بناصر مسؤول الناحية 3 حطاب محمد حبيب رضا.. الخامس جويلية من عام 1937 تأسيس فريق اتحاد العاصمة يعود تأسيس فريق اتحاد العاصمة إلى تاريخ الخامس جويلية من عام 1937 وهي الذكرى التي صادفت المئوية وسبع سنوات على احتلال الجزائر من طرف الجيش الفرنسي الغاشم للجزائر وهو اليوم الذي رفع فيه الظلم على الشعب الجزائري عام 1962 وبما أن هذا التاريخ يعد من بين أغلى تواريخ الجزائر يعد كذلك من أغلى تاريخ فريق الاتحاد كونه تأسس في الخامس من شهر جويلية ففي كل سنة يحتفل فيها الشعب الجزائري بالاستقلال الوطني يحتفل إتحاد العاصمة وأنصاره بذكرى تأسيسه المصادفة ليوم 5 جويلية 1937 ففي هذا اليوم قررة مجموعة من الأصدقاء بلورة فكرة إنشاء نادي رياضي إسلامي إلى جانب العميد مولودية العاصمة في القصبة ووقع الاختيار على اسم الإتحاد الرياضي الإسلامي للجزائر. وقد جرت الاجتماعات الأولي لتأسيس الفريق في مقهى بن كانون بقلب حي القصة العتيق. في إحدى شهاداته النادرة للمرحوم الحاج كمات تأسيس الاتحاد ولد من رحم المعاناة عن كيفية إنشاء اتحاد العاصمة يقول احد أعمدة مسيري الفريق وهو الحاج كمات رحمه الله في احدى شهاداته النادرة لصحيفة المجاهد الصادرة عقب تتويج الفريق باللقب الوطني عام 1963 فكرة إنشاء الفريق بدأت في شهر ماي 1937 عندما تم تحويل أحد الفرق الأحياء (نادي حي سالوست لرياضي) إلى نادي الاتحاد كان الحاج كما حسب شهادته إلى جانب كل من لحمر علي المدعو زياد ومرزاق مداد والكل كان مستعدا لتجسيد الفكرة. إستغل الحاج كمات احمد صداقة جازولي أحد مسيري مولودية الجزائر لإنجاز القوانين الأساسية لاتحاد العاصمة بحكم تجربة جازولي في الشؤون القانونية لإنشاء الجمعيات وتم تقديم ملف الفريق إلى الولاية تحت رقم 1687 مباشرة بعد الإنتهاء من الإجراءات التأسيسية في البداية رفض الوالي المستعمر كلمة الإسلامي في البداية لكنه قبل للأمر الواقع في الأخير ومنح الاعتماد في 5 جويلية 1937 وكان مقر النادي بشارع ديفان سابقا (خلف مسجد كتشاوة). وتدعم مكتب الفريق بعدة أسماء على غراز عمراني حامز لكحل باسطا زناتي شريفي في حين ان أول رئيس شرفي هو مرزاق مداد صاحب مقهى الرياضيات. 1937 الانخراط في البطولة ضمن الدرجة الثالثة فور حصول اتحاد العاصمة على الموافقة بتأسسه انخرط في البطولة ضمن الدرجة الثالثة وذلك في خريف 1937 وقد قدم فيه لاعبو الاتحاد لمحات كروية رائعة أذهلت حتى الفرنسيين أنفسهم الذين كانوا منشغلين في تلك السنة بكأس العالم التي أقيمت ببلدهم فرنسا. 1938 البداية الحقيقية للاتحاد بداية المشاركة الحقيقية لفريق الاتحاد الفتية كانت سنة 1938 ضمن الدرجة الثالثة وأبدى عدد كبير من اللاعبين آنذاك نيتهم في الالتحاق بالفريق لكن القانون المسيّر للبطولة حينها لم يكن يسمح بذلك حيث كان يفرض عليهم إمضاء إجازة من درجة ثانية لا تسمح لهم بالمشاركة في البطولة الرسمية. أما العائق الثاني الذي كان يعرقل الإتحاد فهو عدم امتلاكه ملعبا حيث أن الفيدرالية كانت ترفض على الأندية إمضاء عقد لا تقل مدته عن خمس سنوات مع إدارة بعض الملاعب وهذا حتى تتمكن من الدخول في المنافسة. مقابل 5000 فرنك سنويا المرحوم امحمد العنقا أنقذ الفريق ماليا رغم الضائقة المالية إلا أن إدارة الإتحاد إتصلت بفريق أولمبيك بوانت بيسكاد (رئيس حميدو) وتعاقدت معه لاستغلال الملعب مقابل 5000 فرنك سنويا. هذا المبلغ كان يغطيه بعض محبي الفريق وعلى رأسهم الحاج محمد العنقا الذي قدم مداخيل عدة حفلات أحياها لصالح الإتحاد. موسم 1937/ 1938 الارتقاء إلى الدرجة الثانية غيّر مسار الاتحاد بعد الذي فعله لاعبو الاتحاد وتمكنهم من الارتقاء إلى الدرجة الثانية بجدارة واستحقاق أبدى في صائفة عام 1938 عدد كبير من اللاعبين نيتهم في الالتحاق بالفريق لكن القانون المسير للبطولة آنذاك لم يكن يسمح بذلك حيث كان يفرض عليهم إمضاء إجازة من درجة ثانية لا تسمح لهم بالمشاركة في البطولة الرسمية. أما العائق الثاني الذي كان يعرقل الإتحاد فهو عدم امتلاكه ملعبا حيث أن الفيدرالية الجزائرية الفرنسية كانت ترفض على الأندية إمضاء عقد لا تقل مدته عن خمس سنوات مع إدارة بعض الملاعب وهذا حتى تتمكن من الدخول في المنافسة ورغم الضائقة المالية إلا أن إدارة الإتحاد إتصلت بفريق أولمبيك بوانت بيسكاد (رئيس حميدو حاليا) وتعاقدت معه لاستغلال الملعب مقابل 5000 فرنك سنويا. هذا المبلغ كان يغطيه بعض محبي الفريق وعلى رأسهم الحاج محمد العنقى الذي قدم مداخيل عدة حفلات أحياها لصالح الإتحاد. خلال الحرب العالمية الثانية ظهور أسماء رنانة بالاتحاد انهت تشكيلة الإتحاد البطولة الأولى في المركز الثالث وهي بداية اعتبرت موفقة بالنسبة لفريق حديث النشأة وباندلاع الحرب العالمية الثانية توقفت المنافسة ونظمت بطولة غير رسمية تضم فوجين ولعب الاتحاد في مجموعة قوية تضم غاليا سبور الجزائر فريق اليهود الجامعة سانت أوجان مولودية الجزائر وعدة فرق اخرى. وتواصلت المنافسة على مدى ثلاث سنوات وظهر خلالها عدة نجوم من الإتحاد كالحارسين عبد الرحمان إبرير (حارس فريق جبهة التحرير الوطني) حسن زيتوني رابح بدران رابح زواوي واسماعيل محمودي تطالعون في الحلقات المقبلة اتحاد العاصمة خلال حقبة الخمسينيات... من الصعود الى الدرجة الأولى إلى التتويج بلقب البطولة الوطنية... التتويج بأول لقب وطنين نقمة على الاتحاد ففشل في معانقة السيدة الكأس لسبع مرات متتالية... كما سنتعرف على الكثير من الأسماء التي سقطت من الاتحاد في ميدان الشرف... كل هذا تجدونه في الحلقة المقبلة بإذن الله تعالى.