تم تنظيم ورشة للصباغة الطبيعية لفائدة الأطفال بالمتحف العمومي الوطني للفن والتاريخ بتلمسان وذلك بمناسبة إحياء شهر التراث مما سمح بالاستفادة من هذه الورشة المنظمة من طرف المتحف العمومي الوطني للفن والتاريخ لتلمسان بالتنسيق مع الجمعية الثقافية الأيادي الذهبية لبلدية سبدو حوالي 30 طفلا متمدرسا في الطور الابتدائي بهدف تعريفهم على بعض التقنيات الخاصة باستخراج الصباغة من بعض الأعشاب والنباتات وكيفية استعمالها في عملية صباغة الصوف والحلفاء. وتم خلال هذه الورشة التي أطرها مجموعة من النساء الريفيات المنخرطات بهذه الجمعية تعريف هؤلاء الأطفال ببعض الأعشاب وخصوصياتها وكيفية خلطها مع الماء بمقاييس مضبوطة من أجل الحصول على مختلف الألوان المستعملة في الصباغة. وأكدت رئيسة جمعية الأيادي الذهبية لسبدو بوكارابيلة خيرة خلال تنشيطها لهذه الورشة أنه يمكن استخلاص العديد من الألوان الخاصة بالصباغة من بعض الأعشاب كالوردي والأحمر والأزرق والأصفر والبني و البنفسجي والرمادي مشيرة إلى أن ذلك يتطلب وقتا لاستخراج اللون وكذا صباغة الصوف . وقالت أن تجربتها مع الصباغة انطلقت من فكرة محاولة استخلاص الألوان من الأعشاب والنباتات رفقة شقيقتها و التي استغرقت 8 أشهر من التجارب للتحكم في المقادير المضبوطة وهي العملية التي ساعدتهما على صباغة الحلفاء والصوف الخاصة بنسيج الزرابي للنساء الناشطات بالجمعية على حد قولها. وتحصي جمعية الأيادي الذهبية لسبدو منذ تأسيسها سنة 2015 حوالي 60 امرأة ريفية مختصة في النسيج التقليدي والحلفاء والخياطة والطرز. وقد أشرفت على تكوين 44 حرفية في الصباغة الطبيعية بالتنسيق مع الغرفة الولائية للصناعة التقليدية والحرف في انتظار تجسيد مشروعها الخاص بتوسيع عملية الصباغة الطبيعية مع مختلف المتعاملين الاقتصاديين الناشطين في مجال النسيج والمساهمة في التقليل من استيراد الصباغة من بلدان أخرى حسب الشروحات المقدمة.