أكد رئيس حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في قطاع غزة، خليل الحية، أمس، رفض الأخيرة لكل مظاهر الوصاية والانتداب على الشعب الفلسطيني، مشددا على ما توافقت عليه مع الفصائل الفلسطينية من القضايا الواردة في رؤية الرئيس الأمريكي لوقف الحرب في غزة. ففي كلمة له في الذكرى 38 لانطلاقة الحركة، أشار الحية إلى أن "مهمة القوات الدولية يجب أن تقتصر على حفظ وقف إطلاق النار والفصل بين الجانبين على حدود قطاع غزة مع أراضينا في 48 دون أن يكون لها أي مهام داخل القطاع أو التدخل في شؤونه الداخلية، وأن مهمة مجلس السلام هي رعاية تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار والتمويل والإشراف على إعادة إعمار قطاع غزة". وتطرق القيادي في "حماس" في كلمته إلى أولويات المرحلة فلسطينيا في ظل الظروف الحالية التي تمر بها القضية الفلسطينية في مقدمتها الاستمرار في خطوات وقف الحرب وخاصة استكمال المرحلة الأولى التي تشمل إدخال المساعدات والمعدات اللازمة لتأهيل المستشفيات والمراكز الصحية والبنى التحتية وفتح معبر رفح في الاتجاهين. وشدّد على أهمية الانتقال إلى المرحلة الثانية من أجل تحقيق الانسحاب الكامل للاحتلال والبدء في مشاريع الإعمار من منطلق ان الحركة ومعها الفصائل الوطنية متمسكة بالاتفاق، داعيا إلى تشكيل لجنة التكنوقراط لإدارة القطاع من مستقلين فلسطينيين بشكل فورين مع جاهزية الحركة لتسليمها الأعمال كاملة في كل المجالات وتسهيل مهامها. ورغم أنه أكد على أن المقاومة وسلاحها حق مشروع كفلته القوانين الدولية لكل الشعوب تحت الاحتلال ومرتبط بإقامة الدولة الفلسطينية، فإن الحية أشار إلى أن الحركة منفتحة لدراسة أي مقترحات تحافظ على هذا الحق مع ضمان إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وتقرير مصير الشعب الفلسطيني. وفي ظل استمرار الخروقات الصهيونية لوقف إطلاق النار، دعا الحية الوسطاء وخاصة الضامن الأساسي الإدارة الأمريكية والرئيس، دونالد ترامب، بضرورة العمل على إلزام الاحتلال باحترام الاتفاق والالتزام بتنفيذه وعدم تعريضه للانهيار. من جهة أخرى، أكد الحية على أن الشعب الفلسطيني ومقاومته نجحا في تحقيق جملة من القضايا الاستراتيجية أهمها كسر أسطورة الردع الاستراتيجي وادعاءات التفوق الأمني، مشيرا إلى أن المقاومة قدمت نموذجا في السابع من أكتوبر، لما يمكن أن يحدث حال تضافر الأمة وتعاونها للخلاص من هذا الاحتلال. وأشار إلى التقدم الحاصل في عزل الكيان الصهيوني وتقديم قادته وجنوده للمحاكم الدولية وكشف وفضح صورته القبيحة أمام العالم وإظهارها على حقيقتها باعتباره كيانا إرهابيا يهدد الأمن والاستقرار في المنطقة. ويرى الحية بانهيار الرواية والسردية الصهيونية المسيطرة طوال عقود زورا وظلما، بمقابل تولد قناعات جديدة لدى النخب الصاعدة وتغير المزاج الشعبي تجاه طبيعة العلاقة مع الكيان ومدى أخلاقية مواصلة دعمه. ومن بين الإنجازات المحققة بالنسبة للحية، تعقيد وتراجع مشروع التطبيع الذي أراد الاحتلال من خلاله تجاوز حقوق الشعب الفلسطيني وتعزيز هيمنته السياسية والاقتصادية والأمنية بعد ارتكابه جريمة الإبادة الجماعية وعدوانه على دول المنطقة وحديث قادته عما يسمى "إسرائيل الكبرى" من النيل إلى الفرات، إلى جانب استعادة المكانة الطبيعية للقضية الفلسطينية التي تراجعت كثيرا خلال العقود الماضية. وأشار أيضا إلى صعود مشروع وبرنامج المقاومة على طريق التحرير والعودة وتحوله إلى أمل للشعوب العربية والإسلامية ونموذجا رائدا في تحدي الاحتلال ومواجهته، مقابل سقوط الحدود الآمنة للكيان، حيث تعرض للرد على عدوانه من غزة ولبنان واليمن وإيران والعراق فلم يعد هناك حصانة للكيان ومواقعه العسكرية التي يستخدمها للعدوان على الأمة، كما تحدث الحية عن إحداث شرخ داخل المجتمع الصهيوني وزعزعة الثقة بالقيادة العسكرية والسياسية والأمنية وبدء نقاش جاد حول المستقبل والوجود لهذا الكيان الصهيوني. خليل الحية يشكر الجزائر شكر القيادي في حركة "حماس"، خليل الحية، الجزائر على دورها السياسي والدبلوماسي والقانوني تجاه الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة في معركة "طوفان الأقصى"، مثمّنا في الوقت نفسه الدور الإغاثي الذي قامت به جميع المكوّنات الجزائرية والشعب الأصيل المنتمي للقضية. وفاة 10 فلسطينيين بسبب الأمطار خلال الساعات الأخيرة مطالب بالإسراع في إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة طالبت مديرة الشؤون الإنسانية لمنظمة "أنقذوا الأطفال"، راشيل كامينج، أمس، بضرورة الإسراع في إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى قطاع غزة لتخفيف معاناة الأطفال من تداعيات المنخفض الجوي الذي ضرب هذا الجزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة مؤخرا. وقالت كامينج، في تصريح إعلامي، إنّ "هناك آلاف الأطفال الذين هم في أمس الحاجة إلى المساعدات الإنسانية وهناك عديد المواد الأساسية في انتظار فتح المعابر لإدخال المساعدات"، مضيفة أن "آلاف الأشخاص معرضون للأمراض بسبب الظروف الجوية الصعبة، فيما يعاني سكان القطاع من أزمة إنسانية وصحية كبيرة تستدعي تكاتف الجهود للتخفيف من المعاناة". وكانت منظمة الأممالمتحدة للطفولة "اليونيسف" قد حذرت من تزايد مخاطر تفشي الأمراض بين أطفال قطاع غزة، داعية لتكثيف إدخال المساعدات الإنسانية خاصة الملابس والخيام في ظل الظروف الجوية القاسية. كما طالبت بالسماح بنقل المساعدات الإنسانية بما في ذلك كميات كبيرة من إمدادات الشتاء المتراكمة على حدود القطاع بشكل "آمن وسريع ودون أي عوائق". وحذّرت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة من أن مئات الآلاف من النازحين في غزة معرضون لاحتمال غرق خيامهم وملاجئهم بمياه الأمطار الغزيرة في ظل منع دخول المواد المستخدمة في بناء أماكن الإيواء والأكياس التي يمكن ملؤها بالرمل من دخول القطاع. وفي نفس السياق، أعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، وفاة ما لا يقل عن 10 فلسطينيين في قطاع غزة خلال 24 ساعة الأخيرة جراء الأمطار الغزيرة. وقال غيبريسوس في تدوينة على منصات التواصل الاجتماعي "أفادت التقارير بوفاة ما لا يقل عن 10 أشخاص في الساعات 24 الماضية جراء الأمطار الغزيرة في غزة"، وأوضح أن آلاف العائلات في القطاع تعيش في خيام لا توفر الحماية الكافية في ظروف الشتاء القاسية، محذرا من ارتفاع حالات التهابات الجهاز التنفسي الحادة مثل الإنفلونزا، بالإضافة إلى أمراض مثل التهاب الكبد والإسهال بسبب نقص المياه وظروف الصرف الصحي. وأكد أن منظمة الصحة العالمية تواجه صعوبات في إيصال الإمدادات الطبية إلى غزة بسبب الحصار الصهيوني المفروض على القطاع، مشددا على أن إيصال الإمدادات الطبية الحيوية إلى غزة بشكل عاجل من شأنه دعم الكشف والعلاج في الوقت المناسب للمرضى. ويأتي ذلك في وقت أعلن فيه المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، أول أمس، استشهاد 11 فلسطينيا جراء انهيار عدة مبان متضررة من استهداف الاحتلال الصهيوني سابقا بفعل الأمطار الغزيرة في منخفض جوي استمر ثلاثة أيام أدى كذلك إلى تسجيل أضرار وغرق 53 خيمة بشكل كلي أو جزئي. وفي نفس السياق، حذّرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة من أن أكثر من نصف سكان القطاع المنكوب يعيشون في خيم مهترئة لا تقي برد الشتاء. وقال المتحدث باسم جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة، رائد النمس، في تصريحات إعلامية أمس أن أكثر من نصف قطاع غزة يعيشون في خيام مهترئة في ظل المنخفضات الجوية. وأشار إلى أن الأمطار والسيول جرّفت أكثر من 20 ألف خيمة بما أدى لوفاة عدد من الفلسطينيين خاصة من الأطفال نتيجة البرد وانهيار الخيام. وأوضح أن مليون ونصف نازح دون مساكن أو أماكن توفر أبسط مقومات الحياة للنازحين وأن طواقم الهلال الأحمر تجد صعوبة في تقديم الخدمات في ظل ضعف الإمكانيات. وختم بالقول "نلبي جميع نداءات الاستغاثة وحرصنا على توزيع جغرافي لعربات الإسعاف لمساندة الجميع". الثاني في ظرف أيام قليلة استشهاد أسير فلسطيني داخل سجون الاحتلال الصهيوني أعلنت منظمات حقوقية فلسطينية، أمس، استشهاد الأسير، صخر أحمد خليل زعول، البالغ 26 عاما والمنحدر من بلدة "حوسان" غرب محافظة بيت لحم وسط الضفة الغربية داخل سجون الاحتلال الصهيوني. وقالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني في بيان، إن الأسير زعول معتقل إداريا منذ 11 جوان الماضي ومحتجز في سجن "عوفر"، ويعد ثاني أسير يعلن عن استشهاده خلال أيام، بعد استشهاد المعتقل الإداري عبد الرحمن السباتين من بيت لحم الأربعاء الماضي. وحمّل مكتب إعلام الأسرى الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد زعول، مطالبا بفتح تحقيق دولي مستقل في جرائم السجون وسياسة الإعدام البطيء بحق الأسرى. كما طالب بالكشف عن مصير الأسرى المغيبين وتسليم جثامين الشهداء ومحاسبة قادة الاحتلال وفرض عقوبات دولية رادعة توقف جرائم السجون. وباستشهاد الأسير زعول، يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ عام 1967 إلى 323 أسير منهم 86 أسيرا معروف هوياتهم منذ حرب الإبادة على غزة من بينهم 50 أسيرا من قطاع غزة. وكان موقع عبري، قد أفاد قبل أيام، باستشهاد 110 أسير فلسطيني داخل سجون الاحتلال منذ تولي وزير أمن الاحتلال الإسرائيلي المتطرف، إيتمار بن غفير، منصبه والمعروف عنه عداءه الشديد لكل ما هو فلسطيني. ويبلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال أكثر من 9300، إلى جانب المئات من المعتقلين المحتجزين في المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال من ضمنهم أكثر من 50 أسيرة وحوالي 350 طفل. ويتعرض الأسرى الفلسطينيون داخل معتقلات الاحتلال إلى أسوأ المعاملات وأبشعها من تنكيل وضرب مبرح وحرمان من أدنى الحقوق من أكل وشرب وإهمال طبي ومعاملات تحط من الكرامة الإنسانية في انتهاك صارخ لكل المواثيق والقوانين الدولية التي تحمي الأسرى. والمفارقة أن حقوق الأسرى الفلسطينيين تغتصب على مرأى ومسع المجموعة الدولية ومنظماتها الحقوقية والانسانية التي من المفروض ان تضع ملف الاسرى الفلسطينيين على راس أولوياتها، لكن عندما يتعلق الامر بالكيان الصهيوني فهي تلتزم الصمت وتكتفي بالمشاهدة.