من استحيا من الناس أن يروه بقبيح دعاه ذلك إلى أن يكون حياؤه من ربه أشد فلا يضيع فريضة ولا يرتكب خطيئة لعلمه بأن الله يرى وأنه لا بد أن يقرره يوم القيامة على ماعمله فيخجل ويستحيي من ربه . عن ابن مسعود رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم لأصحابه : استحيوا من الله حق الحياء قالوا : إنا نستحيي يا رسول الله قال ليس ذاكم ولكن من استحيا من الله حق الحياء فليحفظ الرأس وما وعى وليحفظ البطن وما حوى وليذكر الموت والبلى ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله حق الحياء ( رواه أحمد ) . يحفظ الرأس وما وعى بجميع حواسه الظاهرة والباطنة فلا يستعملها إلا فيما يَحِلُّ . وعن معاوية بن حَيْدَةَ رضى الله عنه قال : قلت : يا رسول الله عوراتنا : ما نأتي منها وما نذر ؟ قال : أحفظ عورتك إلا من زوجتك أو ما ملكت يمينك ؟ قلت : يا رسول الله إذا كان القوم بعضهم في بعض ؟ قال : إن استطعت أن لا يرينها أحد فلا ترينها أحداً قلت : يا رسول الله إذا كان أحدنُا خالياً : الله أحق أن يستحيا منه من الناس ( رواه احمد ) . وقال بلال بن سعد : ( لا تنظر إلى صِغر الخطيئة ولكن انظر إلى كبرياء من واجهته بها ) . وعندما خلا رجلٌ بامرأة فأرادها على الفاحشة فقالت له : انظر هل يرانا من أحد ؟ فقال لها : ما يرانا إلا الكواكب قالت له : فأين مكوكبها ؟! . وقد قسم ابن القيم الحياء في كتابه ( مدارج السالكين ) إلى عشرة أوجه : حياء جناية وحياء تقصير وحياء إجلال وحياء كرم وحياء حشمة وحياء استصغار للنفس واحتقار لها وحياء محبة وحياء عبودية وحياء شرف وعزة وحياء المستحيي من نفسه .